الخزانة الأمريكية تفرض مزيدا من العقوبات على موسكو.. وبوتين يتعهد بالتوجه لشركاء جدد
كتبت: نهال مجدي
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات مالية على فلاديمير بوتانين، أحد أكبر الأثرياء الروس، في تصعيد للجهود الهادفة إلى الحد من قدرة موسكو على تمويل الحرب في أوكرانيا.
وتطال العقوبات في المقام الأول مصرف روسبنك الذي اشتراه بوتانين هذا العام ومؤسسات مالية أخرى، ونقل بيان وزارة الخزانة الأمريكية عن وكيل وزارة الخارجية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان نيلسون قوله: “نواصل زيادة عزلة روسيا عن الأسواق العالمية”.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، إن روسيا ستعمل على توسيع تعاونها التجاري مع شركاء جدد، بما يشمل زيادة صادراتها من الغاز إلى الصين بصورة كبيرة، لمواجهة العقوبات الغربية.
وفي خطاب بثه التلفزيون حول الوضع الاقتصادي في البلاد، وعد بوتين الشعب الروسي بالاستمرار في زيادة معاشات التقاعد والحد الأدنى للأجور في وقت يتسبب الإنفاق على الحرب في أوكرانيا في تقليص الأموال المخصصة للإنفاق على الصحة والتعليم.
وقال بوتين إن بلاده ستعمل على تطوير علاقاتها الاقتصادية مع شركائها في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية لإحباط الجهود الغربية لعزلها اقتصادياً.
وقال: “سنتخلص من القيود المفروضة على الخدمات اللوجستية والمالية، دعوني أذكركم بأن العقوبات التي فرضتها الدول الغربية جاءت في إطار مساعيها لدفع روسيا خارج محيط التنمية العالمية، لكننا لن نسلك طريق العزلة الذاتية أبدا، فنحن نعمل حالياً على توسيع التعاون مع كل من له مصلحة في ذلك وسوف نستمر في ذلك”.
وأضاف بوتين أن الغرب أعلن بشكل واضح الحرب على الاقتصاد الروسي بشكل كامل، حيث أن أوروبا شنت عقوبات عدوانية غير مسبوقة كانت تهدف في وقت قصير، وبشكل أساسي، إلى سحق اقتصادنا”، كما أكد أن موسكو تبحث عن شركاء جدد غير أوروبا.
وجدير بالذكر أن مبيعات روسيا من الطاقة إلى الاتحاد الأوروبي تراجعت بشكل كبير منذ بدء حربها في أوكرانيا، مما دفع الاتحاد الأوروبي لتقليل اعتماده على موسكو، وتوقفت خطوط أنابيب الغاز الروسية تحت بحر البلطيق عن العمل بسبب الانفجارات مجهولة المصدر.
وقال بوتين إن روسيا ستزيد مبيعاتها من الغاز إلى “الشرق” وتحدث مرة أخرى عن خطته لإقامة “مركز غاز” جديد في تركيا.
وقال إنه سيحدد أسعار مبيعات الغاز إلى أوروبا باستخدام “منصة إلكترونية”.
وبدأت روسيا بيع الغاز الطبيعي إلى الصين في نهاية عام 2019 عبر خط أنابيب “قوة سيبيريا”، الذي ضخ نحو 10 مليارات متر مكعب من الغاز في عام 2021 ومن المقرر أن يصل إلى طاقته الكاملة البالغة 38 مليار متر مكعب عام 2025.
كما تخطط روسيا لتشغيل خط أنابيب آخر عبر منغوليا.
وقال بوتين إن هذه المشاريع ستسمح لروسيا بتعزيز مبيعاتها من الغاز إلى الصين إلى 48 مليار متر مكعب سنويا بحلول عام 2025 وإلى 88 مليار متر مكعب بحلول عام 2030.
وعلي جانب أخر أكد ميخائيل بوجدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي، أن موسكو تعمل على إنشاء نظام “بدون تأشيرة” مع دول الخليج العربية.
واضاف بوجدانوف”يجري العمل على السفر بدون تأشيرة مع جميع دول الخليج العربي تقريبا، البحرين والمملكة العربية السعودية، حيث أن علاقاتنا تتطور بشكل جيد للغاية، وهناك رحلات للوفود التجارية. اعتقد أن تعاوننا سيتكلل بالنجاح”.