ضربة قاسية من روسيا لآلة أكاذيب الإعلام الغربي
كتب: محمد عبد السميع
تدقيق: ياسر فتحي
اشتعلت الأحداث خلال الحرب الروسية الأوكرانية في الفترة الأخيرة، ومع تقدم القوات الروسية، ومعها مساندة الغرب بالعتاد والمعدات، وأيضًا التوجه والنظرة الإعلامية.
وضمن مساعدة الغرب للقوات الأوكرانية من إرسال السلاح والمعدات، ركزت أيضًا بإعلامها على آخر أحداث الحرب، وهي نهر سيفرسكي، وتضمنت تقارير وأخبار جريدة الـ “ديلي ميل” البريطانية، وقناة سكاي نيوز عن تكبد القوات الروسية لأضخم خسائرها منذ بدأت تلك الحرب، فهل فعلًا وبنظرة حيادية حدث ذلك؟
– أن القوات الروسية كانت قد أعلنت قبل نحو 3 أسابيع أنها سيطرت على معظم منطقة لوغانسك، وقد أكد ذلك لاحقًا حاكم المنطقة “سيرهي هايداي” بأن الوحدات العسكرية الروسية باتت تسيطر الآن على نحو 80% من المنطقة.
– هذا لايعد نصرًا مؤزرًا لأوكرانيا ولا هزيمة ساحقة لروسيا؛ لأن الحرب مجموعة كبيرة من المعارك، والنصر في عدد من المعارك لايعني النصر في الحرب كليًا، فهل احتلال ألمانيا لأوروبا كاملة معناه انتصار ألمانيا في الحرب العالمية الثانية!
– إن العبرة بالموقف على الأرض، وتحقيق أهداف كل طرف في نهاية الحرب وعلى أرض الواقع.
– الواقع حاليًا غير ذلك تمامًا فحين ننظر بدقة وحيادية نجد أن تدمير أوكرانيا لجسورها وكباريها أو حتى تدمير جسر متحرك على نهر أو تدمير كتيبة تحاول العبور هو من أعمال الحرب الدفاعية بهدف إعاقة ومنع تقدم الخصم، والأخبار المؤكدة تقول بأن القوات الروسية في حالة تقدم وليس انسحاب.
– الواقع أيضًا يعُزز من خلال الخريطة المرفقة، ومصدرها بريطانيا، بأن روسيا بالفعل تحتل بلا أي منازعة أو اشتراك الأجزء الأكبر من الشرق الأوكراني، ونتيجة لذلك قد ضمته إلى روسيا.
– الواقع أيضًا يقول بأن كل هذه الكمية الكبيرة من المساعدات الغربية ومن الولايات المتحدة الأمريكية ليست خطة لمحاولة استعادة ما احتلته روسيا، بل فقط لإيقاف الزحف العنيف من تقدمها، لأن ما احتلته قد انتهى عمليًا وضمته القوات الروسية.
– بجانب كل ذلك قد أعلن الرئيس الأوكراني الأسبوع الماضي، أن الأراضي التي احتلتها روسيا لاتوجد قوة تستطيع إخراجها منها حتى مع وقف الحرب أو وقف إطلاق النار، فقد باتت الآن أراضٍ روسية.
– وأيضًا بمتابعة الخبراء العسكريين والقادة، أو الدروس البسيطة في فنون الحرب تجد أن إسقاط طائرة أو تدمير دبابة ليس معناه انتصارًا أو هزيمة لطرف، بل هو من أعمال الحرب العادية والتي من الطبيعي والبديهي حدوثها.
ومع كل تلك النتائج تجد تخبطًا وانعكاسًا كبيرًا واضحًا لدى الآلة الإعلامية الغربية، لتجد أن التركيز الأكبر هو على انسحاب وهزيمة الجيش الروسي في بعض المناطق، ويتفاجأ المُشاهد والمتابع بالتقدم، ونتيجة لذلك جاءت آخر قرارات الرئاسة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن بتخصيص 6.9 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا، والذي كان قد سبقة قرار زيادة الضرائب على الأثرياء الأمريكيين في مشروع ميزانية 2023، والمقرر تقديمه الإثنين، والذي لاقى امتعاضًا لدى الكثيرين، وواجه اتهامات باستغلال موارد أمريكا في إشعال الصراع الروسي الأوكراني.