استمرار الاحتجاجات.. والحرس الثوري يعلن عن توقيف “مخربين” مرتبطين بأوروبا
كتبت: نهال مجدي
أغلقت المتاجر أبوابها بمدن إيرانية عدة، أمس، استجابة لدعوات من محتجين يريدون إسقاط النظام الحالي إلى إضراب عام بجميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أيام.
كما أضرب نحو 500 من عمال العقود العاملین في شركة خزانات بتروكيماويات في جنوب غربي إيران، وفقًا لمجلس تنسيق احتجاجات عمال عقود النفط. كما يشارك طلاب العديد من الجامعات في الإضراب تنديدا بقمع قوات الأمن للاحتجاجات.
وفى المقابل أغلق القضاء متنزهاً ترفيهياً في مركز تجاري بطهران، لأن المسؤولات عنه لم يلتزمن بالحجاب بشكل صحيح، كما أعلن الحرس الثوري، في بيان اليوم، توقيف اثني عشر شخصاً بتهمة الانتماء إلى “مجموعة من المخربين” على صلة بدول أوروبية حاولوا، بقيادة عملاء معادون للثورة يعيشون في ألمانيا وهولندا، الحصول على أسلحة وينوون لقيام بأنشطة تستهدف الأمن القومي، دون تحديد مكان وتاريخ هذه الاعتقالات. كما حذر الحرس الثوري من وقوع مزيد من “الأعمال الإرهابية”.
والأسبوع الماضي، أعلن قائد بالحرس الثوري أن أكثر من 300 شخص قتلوا في الاضطرابات بينهم العشرات من أفراد قوات الأمن، كما تم اعتقال آلاف الأشخاص.
وقال رئيس السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين محسني إجئي، إن من وصفهم بـــــ”مثيري الشغب ” يهددون أصحاب المتاجر كي يغلقوا متاجرهم، لكن القضاء والأجهزة الأمنية ستتصدى لهم بسرعة، كما سيتم قريباً إعدام المحتجين الذين صدرت بحقهم أحكام بالإعدام.
وجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى عقوبات السجن، اشتملت الأحكام على قرارات أدين فيها المتظاهرين بـ”شن حرب ضد الله”، وهي جريمة يعاقب عليها بالإعدام.
وبحسب منظمات حقوقية، ألقي القبض على 18 ألف شخص في مظاهرات حاشدة في إيران منذ منتصف سبتمبر الماضي.
ومن غير المعلوم عدد من وجهت لهم اتهامات بالفعل. واتهمت السلطات أغلبهم بالمشاركة في مظاهرات غير قانونية، بما في ذلك التحريض على الاضطرابات أو تعريض الأمن الوطني للخطر.
وعرض حساب “تصوير 1500″، الذي يضم 380 ألف متابع على “تويتر” ويركز على الاحتجاجات، مقاطع مصورة لمتاجر مغلقة في مناطق تجارية رئيسة، مثل بازار بطهران، ومدن كبيرة أخرى مثل كرج وأصفهان وشيراز.
كما أغلقت السلطات محل مجوهرات يملكه أسطورة كرة القدم الإيرانية السابق علي دائي عقب قراره الإغلاق خلال أيام الإضراب العام الثلاثة.
وعلي جانب أخر انتشرت شرطة مكافحة الشغب وميليشيات “الباسيج” بكثافة في وسط العاصمة طهران.
وذكرت جماعة “هنجاو” الإيرانية لحقوق الإنسان أن 19 مدينة انضمت إلى حركة الإضراب العام في غرب إيران، حيث يعيش معظم السكان الأكراد.
وفي المقابل أعلن الحرس الثوري الإيراني أن قوات الأمن لن ترحم مثيري الشغب وقطاع الطرق والإرهابيين.
ومن جانبها قالت الخارجية الأميركية، في بيان، إنها لم ترصد ما يدلّ على أنّ النظام الإيراني حسّن من طريقة معاملته للنساء والفتيات أو أوقف العنف الذي الذي يمارسه ضد المتظاهرين، فيما أشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بـ”شجاعة” المحتجّين.
وبدورها، ذكرت الخارجية الألمانية أنّ المتظاهرين الإيرانيين “يريدون العيش بحرية واستقلالية” وأن إلغاء “شرطة الأخلاق” لن يغير هذا الأمر إطلاقا.
وقالت مؤسسة لحقوق الإنسان ومقرّها الولايات المتحدة إن إلغاء وحدات “شرطة الأخلاق” سيشكّل خطوة “ضئيلة ومتأخرة جدا” بالنسبة للمحتجين الذين باتوا يطالبون بتغيير النظام بأكمله.