شولتس في زيارة مثيرة للجدل للصين لتعزيز العلاقات الإقتصادية والسياسية
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: أحمد أحمد
استقبل الرئيس الصيني شي جين بينج في قصر الشعب بالعاصمة بكين؛ المستشار الألماني أولاف شولتس، أول زعيم من الإتحاد الأوروبي ومجموعة السبع يزور الصين منذ بداية تفشي فيروس كورونا 2019.
ورحب الرئيس الصيني بالمستشار الألماني، في أول لقاء له مع زعيم غربي منذ أن ضمن فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة لمدة خمس سنوات الشهر الماضي.
وفي حين أن شي استقبل الزعيم الألماني بدون كمامة وجه، إمتنع كلاهما عن المصافحة، وجلسا لإجراء محادثات على طاولتين طويلتين مما أبقاهما على مسافة من بعضهما البعض.
ومن المقرر أن يلتقي شولتس لاحقاً رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج.
وقال الرئيس الصيني إن زيارة شولتس لبكين “تعزز التعاون العملي” مع ألمانيا، كما أعرب شي عن إعتقاده بأن الزيارة “ستعزز الفهم والثقة المتبادلين وتعمّق التعاون العملي في مختلف المجالات وستخلق خططاً سليمة من أجل تطوير العلاقات الصينية-الألمانية في المرحلة المقبلة”، بحسب شبكة التلفزيون الصينية الرسمية “سي سي تي في”.
فيما أعرب شولتز عن رغبته في “زيادة تطوير” التعاون الإقتصادي مع الصين رغم “وجهات النظر المختلفة” بين البلدين.
وأضاف شولتس “نريد أيضاً أن نناقش كيف يمكننا تطوير تعاوننا في مواضيع أخرى: “تغير المناخ والأمن الغذائي والدول المثقلة بالديون”، بحسب وكالة فرانس برس.
وقال شولتز أنه يزور الصين ومعه عدد من الـ “مواضيع الصعبة” سيطرحها، تشمل إحترام الحريات المدنية وحقوق الأقليات العرقية في شينجيانج والتجارة الدولية الحرة والمنصفة.
ووصل المستشار الألماني إلى بكين صباح الجمعة في زيارة مثيرة للجدل وسط تزايد التحدي الغربي للنظام الإستبدادي في الصين، حتى إن أعضاء ضمن إئتلافه الحكومي أعربوا عن قلقهم حيال إعتماد الصناعات الألمانية الشديد على بكين التي يزداد “إستبدادها” في وقت تتأثر فيه برلين بشكل كبير بتداعيات إعتمادها المبالغ فيه على واردات الطاقة الروسية التي تركتها في أزمة عندما قررت موسكو تقليص الإمدادات.
ولم تُخفِ شخصيات ضمن الإئتلاف الحاكم أيضاً قلقها حيال العلاقة مع الصين، إذ قالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك: “إن على الأخطاء التي إرتُكبت في الماضي مع روسيا ألا تتكرر”.
كما تتردد مخاوف من أن الزيارة، قد تكون أثارت قلق الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي.
وقال روتجن العضو بحزب الإتحاد المسيحي الديموقراطي المحافظ إن “المستشار يتبع سياسة خارجية ستؤدي إلى خسارة ألمانيا ثقة أقرب شركائها”، متّهماً شولتس “بالتصرف بشكل منفرد”.
كما تأتي الزيارة في ظل إرتفاع مستوى التوتر بين الغرب وبكين بشأن قضايا تبدأ من ملف تايوان ولا تنتهي عند اتهامات لبكين بإنتهاكات لحقوق الإنسان.
وبرزت شدة حساسية المسألة عندما إندلع خلاف الشهر الماضي بين برلين وبكين بشأن إن كان سيُسمح لمجموعة الشحن الصينية العملاقة “كوسكو” شراء حصة في محطة حاويات في ميناء هامبورج.
وبينما رفض شولتس الإستجابة لدعوات ست وزارات لرفض الصفقة على خلفية مخاوف أمنية، سمح للشركة بدلاً من ذلك بشراء حصة أصغر.
وتفاقمت حدة هذه المخاوف بعدما وجدت ألمانيا نفسها في وضع صعب جراء إعتمادها على واردات الغاز الروسي إذ عانت أزمة طاقة بعدما خفضت موسكو الإمدادات على وقع إرتفاع منسوب التوتر جراء حرب أوكرانيا.