كتب: ثروت سلامة
تدقيق: ياسر فتحي
أصبحت أوروبا قائدة للعالم مِن حيث التطور، منذ القرن السابع عشر الميلادي، وبرغم أنَّ هذا التقدم أفاد البشرية، إلا أنه أدىٰ إلى قناعة راسخة بمركزيتهم العالمية، وأنهم وحدهم مَن يصنع التاريخ، كما أدىٰ إلى ازدرائهم للأنماط الأخرى مِن التقدم لغيرهم، وباتت نظرتهم لبقية العالم، خاصة القارة السمراء، نظرة بعين المتعالي والمتتبع لعيوبه حتى أصبحت بالفعل حضارة عنصرية تعمد إلى نفي إعجابهم وتأثرهم بغيرهم، وقد يصل الأمر لأن ينسبوا ما تعلموه منهم إلى أنفسهم بالكذب وتزييف الحقائق.
في هذا الإطار نستعرض خلال هذا التقرير، عرضًا لكتاب التراث المسروق .. فلسفة مصر القديمة التي استولىٰ عليها اليونانيون.
كتاب: التراث المسروق .. فلسفة مصر القديمة استولىٰ عليها اليونانيون
المؤلف: المفكر الأمريكي “جورج جي إم جيمس”
المترجِم للغة العربية: الكاتب المصري “شوقي جلال”
تاريخ الصدور: عام 1954
عدد الصفحات: 365 صفحة
دار النشر: المجلس الأعلىٰ للثقافة في مصر.
عدد الأقسام: 2
محتوىٰ الأقســـــام
• القسم الأول
– الفصل الأول: الفلسفة اليونانية فلسفة مصرية مسروقة
– الفصل الثاني: الفلسفة اليونانية المزعومة كانت غريبة على اليونانيين وعن ظروف حياتهم
– الفصل الثالث: الفلسفة اليونانية سليل نظم الأسرار المصرية القديمة
– الفصل الرابع: المصريين علموا اليونانيين
– الفصل الخامس: فلاسفة ما قبل سقراط
– الفصل السادس: فلاسفة أثينا
– الفصل السابع: المنهاج التعليمي في نظام الأسرار المصرية
– الفصل الثامن: فقه “الهيات ممفيس” أساس جميع المباديء الهامة في الفلسفة اليونانية
• القسم الثاني
– الفصل التاسع: الإصلاح الاجتماعي مِن خلال فلسفة جديدة لتحرير أفريقيا.
• نبذة عن المؤلف الأمريكي
ولد “جورج جي إم جيمس” بمنطقة جورج تاون عاصمة غيانا، 9 نوفمبر 1893 حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير من جامعة دورهام في إنجلترا، والدكتوراة مِن جامعة كولومبيا بنيويورك. كان أستاذًا للمنطق، واليونانية في كلية ليفينغستون في سالزبوري بولاية نورث كارولينا قبل أن يعمل في كلية “أركنساس إيه إم آند إن في باين بلاف أركنساس”، مات جيمس بعد وقت قصير مِن نشر كتابه إرث مسروق في عام 1954.
• نُبذة عن المترجم
المترجم المصري “شوقي جلال عثمان” مواليد 30 أكتوبر عام 1931 القاهرة، حاصل على ليسانس كلية الآداب، قسم فلسفة وعلم نفس، جامعة القاهرة، عام 1956.
• نبذة عن محتوىٰ الكتاب
كتب المؤلف في مقدمته “عليك أنْ تعرف الحقيقة، وسوف تجعلك الحقيقة حُرًا، إنَّ أول درس في الإنسانيات هو أنْ نجعل الناس يدركون دورهم وإسهامهم في الحضارة، والدرس الثاني هو تعليمهم تفاصيل حضارات الآخرين، وعن طريق معرفة الحقائق بشأن حضارات كل شعب على حِدَة سوف يتولد بالتالي فهم أفضل فيما بينهم، وتقديرٌ صائب سديد مِن بعضهم للبعض الآخر”.
كشف الكتاب ما أسماهُ “مؤامرة حكمت التاريخ واستبدت بفكر الإنسانية“ مؤكدًا أنَّ الفلسفة اليونانية مسروقةٌ مِن علوم المصريين، وأنَّ مصطلح الفلسفة اليونانية أو الإغريقية تسميةٌ خاطئة، وأنَّ أصحاب هذه الفلسفة هُم الكَهَنة المصريون وشُرَّاح النصوص المقدسة والرموز السرية للكتابة والتعليم.
يؤكد الكاتب أنَّ الفلسفة اليونانية هي بالأساس فلسفة مصرية سرقها اليونانيون الذين لم يكونوا يونانيين بالمعنىٰ العِرقي للكلمة، في إشارة منه إلى أنَّ أثينا لم تنجب سِوىٰ فيلسوفين اثنين هما “سقراط” و “أفلاطون”، أما سائر الفلاسفة المنتسبين إلى بلاد اليونان فهم ليسوا يونانيين وإنما ذوو أصول مصرية وسورية.
وأشار الكاتب إلى أنَّ “الإسكندر الأكبر” الذي غزا مصر عام 332 قبل الميلاد نهب مكتبة الإسكندرية وأنَّ الفيلسوف “أرسطو” اصطنع مكتبة لنفسه مِن الكتب المنهوبة مِن مصر آنذاك.
كما اعتبر الكاتب أنَّ نسبة النظرية لـ”فيثاغورس” قد أخفت الحقيقة قرونًا عن كون المصريين هم الذين علموا فيثاغورس واليونانيين الرياضيات، مُضيفًا أنَّ “سقراط” نقل عبارة “اعرف نفسك” التي تُنسَب إليه عن المصريين وهي منقوشة على الجدران الخارجية لمعابد مصرية.
وبخصوص موقف السلطة الإغريقية ذكر الكاتب إن حكومة أثينا كانت تنظر إلى الفلسفة اليونانية باعتبارها فلسفة أجنبية المنشأ، كما كان فلاسفة اليونان مواطنين غير مرغوب فيهم وكانت السلطة تضطهدهم ومنهم “سقراط” الذي أُعدِم و “أفلاطون” الذي بيع في سوق النخاسة وقُدِّمَ “أرسطو” للمحاكمة ثم نُفيَ.
وخَلُصَ الكاتب إلى أنَّ أصحاب الفلسفة اليونانية الحقيقيين هم شعب شمال أفريقيا وهم أحق بما حظي به اليونانيون على مدىٰ قرون مِن التراث الأفريقي.
مُضيفًا أنَّ وضع القارة الأفريقية هو ثمرة تشويه الحقائق مِن طرف الإغريق، ولولا ذلك لأصبح لهذه القارة شهرة مغايرة ومكانة مرموقة.
ويختتم المؤلف رؤيته بالإشارة إلى أنَّ سرقة التراث الأفريقي على أيدي اليونانيين القدماء أدت إلى رأي عالمي خاطئ يقضي بأنَّ القارة الأفريقية لَم تُسهِم بشيء في تاريخ الحضارة، وأنَّ هذا هو التضليل الذي أضحىٰ أساسًا للانحياز العِرقي، والذي أضرَّ بجميع الشعوب الملونة، بينما المصريون والأفارقة هم الأحق بالتكريم الذي نالته الفلسفة اليونانية المسروقة.
وأخيرًا .. الكتاب عبارة عن دراسة نقدية مقارنة تهدم العديد مِن الأفكار التي غرسها في الأذهان ذلك الرجل الغربي الأبيض، حتى باتت مِن المُسلَّمات بالتقادُم، وكان هدفها محو ثقافة الشعوب السوداء وطمس تاريخها لإحكام السيطرة على مقدراتها.
بالوثائق والأسانيد يحاول المؤلف إعادة الحق إلى أهله بهدف تحرير الشعوب السوداء والبيضاء كذلك، السوداء مِن عُقدة الشعور بالدونية والبيضاء مِن عُقدة الاستعلاء ووهم التفوق.