عبد المنعم إبراهيم يكتب: الحرب تكشف أكذوبة الغرب
كتب: عبد المنعم إبراهيم
تدقيق: ياسر فتحي
كثيرٌ من المثقفين والإعلاميين ونجوم المجتمع معجبون بالغرب والحياة الغربية، لدرجة الحب الأعمىٰ! فهم لا يرون فيها إلا كل ماهو جميل، ولا ينقلون لنا عبر مقالاتهم إلا الوجه الحضاري لهذا الغرب، ويتغاضون عن الجانب المظلم من هذه الحضارة، حتى جاءت الحرب الأوكرانية الروسية لتكشف عن الوجهه القبيح لهم،
فكثيرًا ما يستشهدون بالعدالة والمساواة بين المواطنين والديمقراطية والحيادية وحقوق الإنسان، ولا ينقلون لنا مثلاً التمييز العنصري ضد السود، وحوادث كثيرة متكررة، حتى منعوا خلط السياسية بالرياضة، والجميع كان ينصت لهم.
ولكن عندما اندلعت الحربُ في أُوكرانيا كشفت عن الوجه القبيح لهذه الحضارة الزائفه، لأَنَّ طرفي الحرب ينتميان إلى نفس الحضارة التي تسيطر على مجلس الأمن والأمم المتحدة والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام العالمية، وفي مواجهة هذه الحرب انقسمت كُل تلك المنظمات الدولية، واستخدمت كل الدول المعنية، وخَاصَّة أمريكا ودول أُوروبا كل الوسائل المتاحة لكسر الطرف المقابل (روسيا) بغض النظر عن مصالح الشعب الأُوكراني أو موقفه من الحرب.
وأن ما يتخذه الغرب من إجراءات في حق روسيا لا تقل قبحًا عن ما يتخذه حيال حروب أُخرى، مع الفارق في التغطية الإعلامية فقط، وهنا تظهر ازدواجية المعايير عندهم، وهذا يتضح في موقف الغرب من العدوان على العراق وسوريا واحتلال الأراضي الفلسطينية، وهذا يوضح أنَّ النظامَ الدولي الحالي والذي يرعاه الغربُ يخالفُ المبادئ الرئيسية التي يقوم عليها، وهي العدالة والحرية وحقوق الإنسان والتي يجب أنْ يتمتع بها كافة سكان العالم وليس سكان أمريكا وأوروبا فقط، ولذلك فعلىٰ شعوب العالم أنْ تبحثَ عن نظام عالمي جديد يكفل لها حقوقها.
خرجو علينا مرارًا وتكرارًا بشعارات “لا تخلطوا الرياضة بالسياسة”، حتى أفصحوا عن وجههم القبيح برفع أعلام أوكرانيا بالملاعب الإنجليزية، حتى وصل بهم الأمر أنْ طلبوا مِن أبطال الألعاب الفردية إدانات للحرب، ووصل بهم الأمر لفبركة بعض مقاطع الفيديو والصور وإذاعتها على قنواتهم التلفزيونية، وظهر قبحهم أيضًا في ملف حقوق الإنسان الذي استخدموه كورقة ضغط على بعض الدول العربية، ومن بينها “مصر” عندما اقتصروا في عبور الحدود على أصحاب البشرة البيضاء والعيون الزرقاء، واستغاث أصحاب البشرة السوداء من سوء المعاملة في الملاجئ المخصصة للمدنيين أثناء الغارات الجوية، وأمثلةٌ أخرى كثيرة سنسردها في سياقٍ متصل لاحقًا.