الكونتينر الحلقة التاسعة: مصانع سيراميك الجوهرة من مصر لأكثر من 45 دولة

كتب: مصطفى محمد

يدين العالم بالفضل لمصر في صناعة السيراميك؛ لأنها كانت السبيل لاكتشاف العالم السيراميك، من خلال اكتشاف  قطع من السيراميك في مقبرة” زوسر” منذ أكثر من 4700 سنة، ومن بعدها اكتشف العالم سر صناعته وبدأ في إنتاجه، ولكن مصر لم تتوقف عند الاختراع فحسب بل طورت من صناعته وأصبحت من أهم دول العالم في صناعة السيراميك ومن الرواد في إنتاجه، ومن أكثر  الدول انتاجًا وتصديرًا للسيراميك ، وبفضل الشركات والمصانع الموجودة حاليا اقتحمت مصر عالم التصدير لمختلف أنواع السيراميك،  ومن أهم تلك المصانع مصنع  الجوهرة.

ويعد مصنع الجوهرة من أشهر وأكبر مصانع السيراميك على مستوي المنطقة والعالم من خلال انتاجه مختلف المقاسات والتصاميم المطلوبة، ويبلغ معدل إنتاج المصنع السنوي 18 مليون متر، بمعدل 20 اللف متر يوميًا، يتم منهم تصدير 40% لأكثر من 45 دولة حول العالم.

ويتميز مصنع الجوهرة باعتماده الكلي على مواد خام وعمالة مصرية خالصة، حيث يتم استقدام المواد الخام المختلفة في عملية الصناعة من صحراء مصر مثل الرمال او كربونات الكالسيوم او الطفلة الأسوانية، ومن ثم تبدأ عملية صناعة السيراميك والبورسلين التي تتم على مراحل متعددة على النحو الآتي :

بعد عملية استقدام المواد الخام، يتم تخزينها في خزانات ثم خلطها إلى 3 خلطات على حسب المنتج المطلوب وبعد الخلط يتم وضعها في طواحين ثم عملية التخزين في خزانات خاصة تحت الأرض لمدة 20 ساعة، ثم تخرج من تحت الأرض ليتم تجفيفها، ثم وضعها في صوامع كبيرة الحجم ووضعها في مكابس تأخذ شكل المقاس المطلوب تنفيذه، حيث يتوافر في المصنع أكبر المكابس لأكبر الاحجام الممكنة للسيراميك.

ويتم تجفيفها مجددًا ثم تبدأ مرحلة مهمة جدًا وهي “الجليز” وهي طبقة تعطي حماية للسيراميك وتجعله أقوى ثم النقش على حسب الشكل والتصميم المطلوب، وتبدأ بعدها مرحلة الطباعة، ويتميز مصنع الجوهرة امتلاكه أكبر المطابع على الإطلاق والتي تملك إمكانية الطباعة حتى 12 لون في نفس الوقت وهو ما يساعد على ابتكار تصاميم وأشكال مختلفة عن المصانع الاخرى.

ويتم تحويلها بعد ذلك إلى صناديق عملاقة عن طريق روبوتات مختصه بنقلها دون تدخل من العنصر البشري ليتم وضعها في أفران مخصصة طولها حوالي 161 متر وتصل درجة حرارته إلى 120°، ويتفاوت السيراميك في درجة الحرارة التي يتعرض لها على حسب خصائص المنتج المطلوبة، وتبدأ بعد ذلك مرحلة تسوية الابعاد عن طريق ماكينة هندسية للتحكم بالنسب المطلوبة، ثم مرحلة التجميع، وصولًا إلى مرحلة الجودة والفحص والتي تتم على مرحلتين أحدها يدوي والاخرى عن طريق روبوت مزود بكاميرا لفحص حالة المنتج، ثم تعبئته وتخزينه.