إنطلاق مؤتمر ميونخ للأمن في دورته الـ 58.. المناخ وكورونا ابرز القضايا
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر فتحي
تنطلق اليوم أعمال الدورة الـ58 لمؤتمر ميونخ للأمن في فندق “بايريشرهوف” في مدينة ميونخ جنوبي ألمانيا، بمشاركة دولية واسعة، بعد دورة استثنائية جرت عبر الإنترنت العام الماضي بسبب جائحة كورونا.
وتجري وقائع المؤتمر في الفترة بين 18و20 فبراير الجاري، وسط إجراءات أمنية واحترازية مشددة، لكن الأمر لا يتوقف عند الجلسات الرسمية والحلقات النقاشية، فخلف الأبواب المغلقة تجري لقاءات دبلوماسية رفيعة المستوىٰ في سرية تامة على هامش البرنامج الرسمي للمؤتمر، لقياس المواقف والوقوف على الأرضية المشتركة في القضايا الدولية الملحة.
وجدير بالذكر أنَّ فندق “بايريشرهوف” الذي يقع في وسط ميونخ، يحفز على مثل هذه اللقاءات السرية؛ فهو يمتد على عدة مبان متصلة بممرات، ما يفتح مجالاً أمام انعقاد العديد مِن اللقاءات السرية المتزامنة، كما يتميز الفندق بزواياه وأركانه البعيدة عن الأنظار والتي تعد مساحة مثالية لانعقاد النقاشات الدبلوماسية السرية، أو اللقاءات العابرة بين المسئولين مما يجعله المكان المثالي لانعقاد مثل هذا المؤتمر.
ومِن المقرر أنْ يفتتح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، ورئيس مؤتمر ميونخ، فولفجانج إيشينجر، المؤتمر بعد ظهر غد الجمعة، وفق بيانٍ رسمي لإدارة المؤتمر.
يُلقي إيشينجر كلمة الافتتاح في المؤتمر، ثم يلقي الأمين العام للأمم المتحدة كلمته.
وفي ضوء ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في ألمانيا، يجري المؤتمر بعددٍ أقل مِن الضيوف وممثلي وسائل الإعلام كما كان معتادًا، بالإضافة إلى وفود رسمية صغيرة.
ويشارك في المؤتمر أكثر مِن 30 رئيس دولة وحكومة، بالإضافة إلى 100 وزير وممثل لقطاع الأعمال والجمعيات والمنظمات الدولية.
وسيحضر المؤتمر المستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ويناقش المؤتمر في عددٍ مِن الجلسات وورش العمل على مدار ٣ أيام، التحديات العالمية مثل تغير المناخ وجائحة كورونا والأمن السيبراني والإرهاب، وكذلك عددًا مِن الملفات الساخنة مثل الأزمة الأوكرانية، والتطورات في أفغانستان، وقضايا الشرق الأوسط.
ويتولىٰ تأمين المؤتمر 3500 شرطي مِن شرطة ولاية بافاريا الألمانية وولايات ألمانية أخرى، وبذلك يقل عدد قوة التأمين بصورة واضحة مقارنة بعدد القوة التي تولت تأمين آخر نسخة للمؤتمر تمت بالحضور الفعلي في 2020.
وأوضحت رئاسة الشرطة الألمانية أنَّ ولاية بافاريا أحضرت تعزيزات مِن ولايات بادن وفورتمبرج ورايندلاند وبفالتس وشمال الراين ويستفاليا وتورينجن وبرلين وهيسن وسكسونيا وانهالت بالإضافة إلى الشرطة الإتحادية أيضًا.
ولن يُسمَح بالدخول إلى المكان سوىٰ للأشخاص الحاصلين على تصاريح، كما سيتم تقييد حركة الطيران فوق دائرة نصف قطرها ثلاثة أميال (حوالي ٥.٥ كيلومتر) حول مكان الاجتماع، وهذا ينطبق أيضًا على الطائرات المسيرة بما فيها تلك المستخدمة في التصوير.
ويملك مؤتمر ميونخ (أهم مؤتمر أمني في العالم) تاريخًا كبيرًا يمتد لخمسين عامًا، حيث تأسس عام 1963 بواسطة الباحث الألماني إيوالد فون كلايست، ومَرَّ بعدة مراحل تحول خلالها من مؤتمر لقضايا الدفاع فقط، ليكون ملتقى للسياسيين والدبلوماسيين ومنصة اللقاءات الدبلوماسية السرية.
وقال أشينجر أن البرنامج الرسمي للمؤتمر هو مجرد “طرف جبل الجليد”، بحسب صحيفة “ذود دويتشه تسايتونج”.
وجدير بالذكر أن إيشينجر عمل كسفير لألمانيا لدىٰ الولايات المتحدة ويملك خبرة دبلوماسية كبيرة، ويترأس المؤتمر منذ 2010، قال أيضا “مؤتمر ميونخ يعد مكانًا يتم فيه اختبار ومناقشة الأفكار الأمنية والدفاعية، وبناء التحالفات، وتجري التجهيزات لدفع السلام العالمي قُدما”.