كتبت : ندى حسن
تدقيق : ياسر بهيج
تُعد المعارض، والمتاحف الدولية إحدى أهم الوسائل للترويج السياحي لمصر، وحضارتها الفرعونية، لذا تسعى وزارة السياحة والآثار للمشاركة فيها بشكل مستمر، إذ تستقبل الأجنحة المصرية في كل معارض، ومتاحف العالم ذائعة الصيت، أعدادًا ضخمة من الزوار الوافدين، من شتى الجنسيات.
إقبال غير مسبوق
ففي 30 سبتمبر الماضي، شاركت مصر في معرض “إكسبو 2020 دبي”، وعلى الرُّغم من أنه معرض استثماري للتجارة والصناعة، فإن وزارة السياحة والآثار حرصت على أن تكون ضمن الوزارات، والجهات المصرية المشاركة بالمعرض؛ للترويج للحضارة الفرعونية.
وقد لاقى الجناح المصرى، منذ الأسبوع الأول للمعرض، إقبالًا كبيرًا، وغير مسبوق، من زوار المعرض، من شتى الدول؛ للتمتع بمشاهدة آثارنا، ما يعكس مدى الحب، والشغف بحضارتنا العريقة، وزار الجناح المصري.
آلة الزمن
وكانت من أجمل آليات الترويج لحضارتنا، والتي تميّز بها الجناح المصري بالمعرض؛ “آلة الزمن”، وهي أشبه بمركبة فضاء، بها 4 مقاعد تطير بك فى سماء مصر، في جولة سياحية ساحرة، تبدأ بالعصور القديمة من متاحف، ومزارات، ثم تنتقل بك إلى العصور الأحدث، فالأحدث، لتصل في نهايتها إلى العلمين الجديدة، والعاصمة الإدارية، والبرج الأيقونى، إذ تدور حولها دورة كاملة، لتستمتع بمشاهدتها من داخل مركبتك الفضائية.
وتعتبر تلك الآلة العبقرية الموجودة بالجناح المصري، أكثر منطقة جاذبة لزوار الجناح، إذ تتميز بشكل ترفيهي كبير، وتعرض مصر بشكل رائع، وتبرز تاريخ الحضارة المصرية القديمة، الممتد لآلاف السنين، مرورًا بالتطور الهائل الذي حققته مصر في العصر الحديث، وتقدم للزائر فرصة استثنائية لاستكشاف الإنجازات الماضية، والحالية، من خلال جولة ثلاثية الأبعاد مصوّرة لكل الوجهات، والآثار السياحية المشهورة، من كل العصور.
أدوات الجذب
ومن أهم القطع التى شاركت بها مصر في المعرض؛ تابوت أثري للكاهن بسماتيك، و5 مستنسخات تمثل 4 نماذج من كنوز الملك توت عنخ آمون، ونموذج لتمثال للآلهة ماعت، بالإضافة إلى مجموعة من الصور، والأفلام الترويجية للأماكن الأثرية، والمنتجعات السياحية، ومشروع المتحف المصري الكبير، مع استخدام لوحات دعائية سياحية، وتصميمات، ورسومات ذات الطابع المصري القديم، ورموز الكتابة الهيلوغريفية، داخل وخارج الجناح؛ لضمان إبراز هوية مصر التاريخية، فضلًا عن اختيار ألوان، وتصميمات تجمع بين عراقة الماضي، وتطور الحاضر، واستشراف المستقبل.
وفي 25 نوفمبر ، حقق الجناح المصري رقمًا قياسيًّا في عدد زواره خلال يوم واحد؛ بعد عرض حفل الافتتاح العالمي لطريق الكباش على شاشات كبيرة، ليصل عددهم، في هذا اليوم، إلى أكثر من 350 ألف زائر، استمتعوا بمشاهدة مدى الإبهار الذي حققه المصريون للعالم، من خلال فعاليات الحفل الرائعة.
فعاليات متنوعة
ولم يقتصر الترويج المصري على آلة الزمن، والآثار المعروضة فقط، بل نظّم الجناح المصري أيضًا، 113 فعالية في مختلف المجالات، بالإضافة إلى العديد من ورش العمل، واللقاءات النقاشية، أسهمت كذلك في جذب الزوار.
كما شكّل موقع الجناح المصري في المعرض عامل جذب رابعًا، إذ وقع في منطقة الفرص، التي تعتبر أهم منطقة بالمعرض، بجوار جناح الإمارات الدولة المنظمة؛ ما يعكس أهمية مصر كقِبلة سياحية عالمية.
رمسيس وذهب الفراعنة
ومن الإمارات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، طارت وزارة السياحة والآثار؛ للمشاركة بمعرض “رمسيس وذهب الفراعنة” في متحف هيوستن للعلوم الطبيعية بالولايات المتحدة الأمريكية، الذي فتح أبوابه، في 20 نوفمبر؛ لاستقبال روائع آثار الحضارة المصرية العريقة، لمدة 6 أشهر.
وقد شهد المعرض، خلال الأيام الأولى من افتتاحه، إقبالًا كبيرًا من الزائرين من مختلف الفئات العمرية، لدرجة أنه حُجِزت، وبيعت 8000 تذكرة في الساعات الأولى فقط من الافتتاح، في أول يوم، ومن المتوقع أن يزور المعرض 700 ألف زائر.
أجمل الآثار
ويضم المعرض 181 قطعة أثرية مُنتقاة، تُبرز الخصائص المميزة للحضارة المصرية القديمة، وخاصة عصور الدولتين الوسطى، والحديثة، وحتى العصر المتأخر، من خلال مجموعة من التماثيل الملكية لأعظم فراعنة مصر الملك رمسيس الثاني، وتماثيل لبعض المعبودات على هيئة طيور، وحيوانات، بالإضافة إلى مجموعة من أجمل الحُلي، وأدوات التجميل، واللوحات، والكتل الحجرية المزينة بالنقوش، وبعض التوابيت الخشبية الملونة.
انبهار
وقد أعرب الزائرون، من مختلف الأعمار، عن انبهارهم بما شاهدوه من عظمة الحضارة المصرية، وخاصة الأطفال، والشباب، الذين آثارت الحضارة بآثارها المُبهرة شغفهم لزيارة مصر.
وقد جذبت تلك الآثار الزوار، طوال أيام المعرض، أما أكثر الأيام التي شهدت إقبالًا على المعرض؛ فكان يوم فعالية “الأقصر “؛ التي عرضت الافتتاح المُبهر لطريق الكباش، إذ شد الزوار الذين توافدوا بأعداد كبيرة على المعرض في ذلك اليوم .
