الحكومة السودانية تجتمع بقيادات “البجا” لحل أزمة الشرق
كتبت: نهال مجدي
تدقيق لغوي: عبدالعزيز السلاموني
تعقد غدا الحكومة السودانية اجتماعا مع رئيس حزب الأمة القومي السوداني، اللواء فضل الله برمة ناصر، للتشاور حول ما توصل إليه مع ناظر البجا محمد الأمين ترك، لإنهاء أزمة الشرق، ومن المتوقع أن يخرج هذا الإجتماع بحلول للأزمة.
حيث قال: “طرحنا على ناظر البجا ضرورة انعقاد مؤتمر الشرق خلال الفترة القادمة، حتى يتم فيه طرح كل القضايا المتعلقة بالإقليم”.
وأشار إلى أن هذا المؤتمر يحتاج إلى بعض الإجراءات من قبل الخرطوم وولايات الشرق، بحسب موقع العين الإخباري.
وفى المقابل، قال عثمان كلوج أمين عام المجلس الأعلى لنظارات البجا بشرق السودان فى كلمة أمس، نشرها المجلس على فيسبوك، إن المجلس ما زال عند موقفه حتى تحقيق مطالبه، واتهم الحكومة المركزية بالمماطلة في حل القضية.
وأضاف”طالبنا بالحكم الذاتي إذا عجزت الحكومة عن تنفيذ شروطنا، وطالبنا بإلغاء مسار شرق السودان، لأنه لا يمثل أهل الشرق”، مؤكداً أن الحكومة “بشقيها المدني والعسكري فشلت في حل مشكلة شرق السودان”
وفى وقت سابق وافقت “نظارات البجا” وعلى رأسهم الناظر محمد الأمين ترك، على وساطة رئيس “الحزب الاتحادي الأصل”، محمد عثمان الميرغني، لحل أزمة شرق السودان المندلعة منذ أسابيع قليلة.
وعلى جانب أخر أعلنت أمس الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج في بيان مشترك أنها تدعم بقوة الجهود التي تبذلها حكومة السودان بهدف احتواء الاحتجاجات المتواصلة في شرق البلاد، ورفع الحصار عن الموانئ والبنى التحتية في مجال النقل.
وحث البيان الزعماء السياسيين في شرق السودان على “القبول بمقترح حكومتهم، ومعالجة مظالمهم عبر حوار سياسي بناء، دون الانخراط في خطوات لا تخدم إلا الإضرار باقتصاد البلاد.
وجدير بالذكر أن قبائل البجا تمثل حوالي نصف تعداد سكان شرق السودان، البالغ عددهم 6 ملايين نسمة، وعلى الرغم من مستويات الفقر المرتفعة، يعد الشرق من أكثر مناطق السودان ثراء.
وأفاد القيادى بحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، أحمد السنجك، أن نتائج اجتماع الحسن الميرغني، بالناظر ترك، ستظهر خلال الساعات المقبلة لإنهاء أزمة شرق البلاد، حيث أن الاجتماع ناقش مشكلة ومطالب الشرق ونزع فتيل الأزمة قبل اشتعالها، وأيضا الحفاظ على السودان ووحدة أراضيه وخاصة ولايات الشرق”.
وبرزت قبائل “البجا” وقائدها المثير للجدل محمد الأمين ترك، في المشهد، كمحرك رئيسي للمظاهرات شرق السودان، ما أثار فضول الكثيرين للتعرف على تاريخ وجذور هذه القبيلة الكبيرة.
وجرى إغلاق الطريق القومي الرابط بين الخرطوم وبورسودان سبتمبر الماضي، وتمدد الاحتجاج لوقف الملاحة الجوية بمطار بورسودان في 23 من نفس الشهر.
وبلغ الأمر ذروته عقب غلق أنابيب النفط الخاصة بدولة جنوب السودان، وإيقاف حركة الصادر والوارد للمشتقات البترولية.
وكان مجلس الوزراء السوداني برئاسة عبدالله حمدوك، قد شكل فى وقت سابق لجنة للتوافق حول حلول عملية لإغلاق ميناء بورسودان مع المكون العسكري بالمجلس.
وجدد المجلس، تأكيده على عدالة قضية الشرق وأولويتها لارتباطها بالقضايا السياسية، والاجتماعية، والتنموية لأهالي شرق السودان، ولكنه فى الوقت نفسه حذر مما يترتب على إغلاق الميناء، وإقفال الطرق بين الخرطوم وولاية البحر الأحمر من آثار سلبية على السودان.
وتعتبر بورسودان بوابة لمعظم التجارة الخارجية السودانية(بما في ذلك النفط) وتحتوي على عدد من المشاريع الزراعية.
ومع ذلك، لم تستفد من عائدات التجارة والزراعة غالبية الرعاة ومزارعي المنطقة. وقد أدى الجفاف والمجاعة المتكرران، على مدى عقدين من الزمن، إلى تدهور الأوضاع المعيشية هناك.
كما أفضت مركزية السلطة في الخرطوم مع وجود شبه احتكار جمع وإعادة توزيع الإيرادات، إلى حرمان الشرق من الحصول على مخصصات معقولة للتعليم والصحة والخدمات الأخرى.