كتب: عبدالمنعم إبراهيم
مراجعة لغوية: ياســـــر فتحي
تماشيًا مع سياسة الدولة في الاهتمام والنهوض بالحِرَف اليدوية، فقد نجحت الدولة في إعادة الحياة مِن جديد لقرية الفواخير بالفسطاط في مصر القديمة مِن خلال تقديم يَدِ العَون للخروج بها إلى النور؛ ليملأ الأمل دروبها وأركانها، وتنافس لتصبح على خريطة المزارات السياحية، وتسويق منتجاتها في جميع محافظات مصر والعالم، خاصة أنها تضم حِرفةً مِن أقدم الحرف في العالم وهي تشكيل وصناعة الفخار.
قرية الفَواخير
تقع قرية الفواخير بمنطقة مصر القديمة خلف مجمع الأديان ضمن بقعةٍ فسيحة مِن أرض الحضارة والتاريخ، وتحتضن حرفةً فريدةً تقدم منتجاتٍ رائعة تتميز بِصُنعٍ دقيقٍ ولونٍ بديع وذوق رفيع.
صناعة الفخار
صناعة الفخار مِن أقدم الحِرَف التي عرفها البشر والتي ترسخت في مصر على مدار عصورها التاريخية، مُخلِّفَةً وراءها تراثًا ثريًا يَزخَر بالتحف الأنيقة، والتي يتم تشكيلها مِن الطين لِتُنتج لنا روائع جمالية تقدم شهادة حيةً على الارتقاء بالثقافة ورُقي الحضارة وجمال الفن على امتداد المكان وعلى مَرِّ الزمان.
صَنعةٌ تتوارثها الأجيال وتفخر بها المتاحف الأثرية على اختلاف مواقعها وتُعَدُّ مِن أقدم الحِرَف التي عرفها الإنسان، فقد شهدت ارتقاء الإنسان مِن البدائية المُفرطة إلى التقدم والرقي، حتى أنَّ الذي يقوم بدراستها يمكنه أنْ يفهم تطور الجنس البشري عبر العصور المختلفة من خلال درجة دقة صناعتها وزخرفتها.
البداية ..
كانت البداية إنشاء منطقة لصناعة الخزف والفخار في عام 2005 بتكلفة إجمالية 100 مليون جنيه بالتعاون مع وزارات البيئة والتعاون الدولي والإنتاج الحربي والهيئة العربية للتصنيع، وظَلَّ المشروع متعثرًا لمدة 15 عامًا حتى تدخلت الدولة ووفرت الدعم اللازم لاستكمال المشروع في إطار التوجيه الرئاسي برفع كفاءة المنطقة المحيطة بالكامل بعد إزالة المناطق العشوائية بها كبطن البقرة ونقل سكانها لمناطق حضارية وتوفير حياة كريمة لهم.
الدعم
قدمت الدولة كافة أنواع الدعم لقرية الفواخير والعاملين بها، حيث وضعت خطةً لتطوير المشروع القومي شملت استكمال توصيل جميع المرافق «مياه – غاز – كهرباء – صرف» إلى جانب الاستمرار في تركيب أفران الغاز صديقة البيئة، وهي البديلة عن الأفران البدائية، وتركيب الولاعات الذاتية لباقي الوحدات بقرية الفواخير وإجراءات التشغيل الفعلي لباقي الأفران ومتابعة أعمال الإنارة والنظافة وغيرها، كما تم رفع كفاءة المباني وعمل لاند سكيب زراعي، إلى جانب تركيب رفوف جانبية على حوائط كل فاخورة لعرض المنتجات عليها بشكل جمالي بالإضافة إلى طلاء واجهات الفواخير وتقنين أوضاع العاملين بها، وشملت أعمال التطوير 152 فاخورة على مساحة 13 فدان.
آراء أصحاب الفواخير والحرفيين
مِن جانبها التقت كاميرا بوابة الجمهورية الثانية بعدد من أصحاب الفواخير والحرفيين والعمال، وقد أثنى الجميع على التطوير وعبروا عن سعادتهم بذلك، خاصة أن المشروع تأخر لأكثر من 15عامًا، لولا تدخل القيادة السياسية لتوفير كافة الدعم لهم.
وكانت لهم عدة مطالب
حيث قال “محمد صلاح”صاحب فاخورة “أنا سعيد بالتطوير ورفع كفاءة الفواخير لأني حسيت إن الدولة بصت لنا وحست بينا، وبنطالب الساده المسئولين بإنشاء مسجد داخل القرية، وياريت الدولة توفر لنا الدعاية الكافية وتسمح لنا بفتح منافذ خارج الدولة.ومِن جانبه قال “محمد علي”
أنا راجل شغال باليومية ياريت الرئيس يعمل لنا مستشفى خاصة بينا ويعمل لنا تأمينات لأن احنا بنشتغل يوم ونبعد يومين،
وقال “محمود انور” صاحب فاخورة “الدولة أولت اهتمامًا كبيرًا بالمهنة وأنا سعيد بهذا التحول للقرية وطالبنا السيد وزير التنميه المحلية ومحافظ القاهره بإنشاء مدرسة للتعليم الفني بالقرية حتى لاتنقرض الحرفه خصوصًا أنَّ هذه المهنة أوشكت على الانقراض وعدم الإقبال على تعلمها والعمل بها عليها بسبب التوكتوك”.
كما قال أحمد زكي صاحب فاخورة “سعداء بالتحول الهائل في القرية ولكن نحن لنا مطالب من أهمها تحويل الغاز من تجاري إلى صناعي؛ وذلك لارتفاع أسعار فاتورة التجاري، ونأمل في حل مشاكلنا سريعًا، لكننا في العموم سعداء بكل التطوير”.