الحرب الأوكرانية-الروسية والتجارب الصاروخية لبيونج يانج تهيمن على أجندة قمة “أبيك” ببانكوك
كتبت: نهال مجدي
بدأت قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) بالعاصمة التايلاندية بانكوك على وقع استمرار الحرب في أوكرانيا من جانب، والتجارب الصاروخية الكورية الشمالية من جانب أخر.
وتعد هذه القمة عي الأولي التي تنعقد حضوريا منذ العام 2018 لقادة الدول الأعضاء الـ21 الذين يفترض أن تستمر محادثاتهم ليومين.
وفي العاصمة الماليزية يتواصل الماراثون الدبلوماسي الذي بدأ مع مجموعة العشرين، ويتصدر تشي جين بينج المشهد في غياب نظيره الأميركي جو بايدن الذي بقي في واشنطن لحضور زفاف حفيدته وتُمثّله نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وتعقد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس اجتماعا، على هامش القمة، مع قادة اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا وكندا بعدما أطلقت كوريا الشمالية صاروخا بالستيا عابرا للقارات سقط قبالة سواحل اليابان ، بحسب البيت الأبيض.
وسيحضر الاجتماع رؤساء وزراء اليابان فوميو كيشيدا، وكوريا الجنوبية هان دوك سو، وأستراليا أنتوني ألبانيزي، ونيوزيلندا جاسيندا أرديرن، وكندا جاستن ترودو.
وجدير بالذكر ان كوريا الشمالية أطلقت، في وقت سابق، صاروخ عابر للقارات قالت اليابان إنه سقط في مياهها ويتسم بالمدى الضروري لبلوغ الأراضي الأمريكية، وهو الأمر الذي ادانته واشنطن ورفع درجة الإنذار بالبيت الأبيض.
وقبل أيام، ناقش بايدن الاختبارات الصاروخية الكورية الشمالية الأخيرة مع نظيره الصيني تشي جين بينج، كما تحدّث مع قادة طوكيو وسول في ظل ازدياد المخاوف من إمكانية إجراء بيونج يانج لاختبارات نووية جديدة.
لكن كوريا الشمالية لا تبدو راضية عن التحركات الأمريكية، حيث اعتبرت وزيرة خارجيتها تشوي سون هوي، أن واشنطن تسعى لتعزيز “ردعها الموسّع” وإجراء تدريبات مشتركة مع حلفاء أمنيين إقليميين، واصفة التحركات بـ”الأعمال الحمقاء”.
وتهيمن على برنامج القمة العواقب الاقتصادية للنزاع في أوكرانيا الذي تستنكره دول الجنوب من دون أن تذهب إلى حد إدانة الغزو الروسي، ومسائل الاستقرار الإقليمي في ظل عمليات الإطلاق الصاروخية من جانب كوريا الشمالية فضلا عن النزاعات المتكررة في بحر الصين الجنوبي والشرقي.
وكان رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أثار في وقت سابق مع الرئيس الصيني تشي جين بينج “مخاوفه الجدية” بشأن الوضع في بحر الصين الشرقي، حيث تشكو طوكيو بانتظام من نشاط بكين حول جزر سينكاكو.
وجاء رد الرئيس الصيني أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ “ليست حديقة لأحد” ، في إشارة مستترة إلى الولايات المتحدة التي يتسع نفوذها في المنطقة.
عند بدء الحوار، تحدث رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أو تشا عن المناخ، قائلا “يجب أن نتعاون للحد من آثار (تغير المناخ) وحماية عالمنا. لا يمكننا أن نحيا مثلما كنا نعيش في الماضي”.
كما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دول المنتدى الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ إلى الانضمام إلى “الإجماع المتزايد” ضد الحرب في أوكرانيا، مؤكدا أن هذا النزاع هو “مشكلتهم” هم أيضا.
وقال ماكرون إن “الأولوية الأولى لفرنسا هي المساهمة في السلام في أوكرانيا ومحاولة التوصل إلى ديناميكية عالمية للضغط على روسيا”، مؤكدا أنه ينوي “العمل بشكل وثيق جدا مع الصين والهند والمنطقة بأسرها والشرق الأوسط وإفريقيا وأميركا اللاتينية لتحقيق توافق متزايد عبر القول إن هذه الحرب هي مشكلتكم أيضًا”.