فرنسا تترقب جولة جديدة من الاحتجاجات ضد قانون التقاعد الجديد
كتبت: نهال مجدي
من المقرر أن يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قادة تحالفه الحاكم، اليوم، في ظل الاحتقان والاحتجاجات المستمرة ضد قانون رفع سن التقاعد الذى اقره البرلمان.
وتواصلت الاحتجاجات ضد إصلاح نظام التقاعد السبت في عدة مدن حيث تظاهر مئات الأشخاص استعدادا لجولة جديدة من الاحتجاجات الثلاثاء المقبل.
شارك في يوم التعبئة السابق الخميس ما بين مليون (وفق الشرطة) و3.5 ملايين شخص (وفق النقابات) في عدة تظاهرات شابتها حوادث عديدة من أبرزها اعتداء على مركز شرطة في لوريان (غرب) وإحراق شرفة مقر البلدية في بوردو (جنوب غرب) واشتباكات وحرائق في باريس.
إضافة إلى المتظاهرين المتطرفين، تطاول الاتهامات بالعنف قوات الأمن لدرجة أن مجلس أوروبا أعرب عن قلقه من “الاستخدام المفرط للقوة” ضد المحتجين.
ومن جانبها أعلنت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزبيث بورن أنها ستلتقي في الأسبوع الذي يبدأ في 3 أبريل المجموعات البرلمانية والأحزاب السياسية بما فيه تلك المعارِضة، كما وممثلين محليين بهدف “تهدئة البلد”.
كذلك من المقرر أن تجري بورن لقاءات مع منظمات نقابية وأرباب العمل في الأسبوع التالي، وفق ما أوضحت رئيسة الوزراء، وذلك في خضم تظاهرات عنيفة تشهدها البلاد.
كما تعهدت بورن بعدم لجوء الحكومة إلى الآلية المثيرة للجدل التي أتاحت تمرير تعديل نظام التقاعد من دون تصويت في البرلمان، خارج إطار قضايا الموازنة.
وشددت بورن على أنها منفتحة على الحوار مع كل الشركاء الاجتماعيين، وقالت “علينا أن نجد السبيل الصحيح… نحتاج إلى تهدئة الأمور”.
ويستقبل الرئيس إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه اليوم رئيسة الوزراء ومسؤولي الغالبية البرلمانية الداعمة له من قادة أحزاب ووزراء وبرلمانيين. وقد أعرب ماكرون عن استعداده للتفاوض مع النقابات بشأن كل الموضوعات باستثناء إصلاح نظام التقاعد.
في ظل هذا التشدد من كل الأطراف، تحمل السلطة بعض خصومها مسؤولية الاحتقان. وقال المتحدث باسم الحكومة أوليفييه فيران “المحتجون غاضبون وعلينا سماعهم”، لكن لا علاقة لهم “بالمشاغبين الذين يأتون لنشر الفوضى في البلاد”.
لكن الأمين العام للنقابة الإصلاحية “سي إف دي تي” لوران بيرجيه رفض تصريح فيران واعتبر أن “من العبث المخاطرة بإغراق فرنسا في الفوضى”. وقال رئيس “التجمع الوطني” جوردان بارديلا الأحد إن “إيمانويل ماكرون يسعده هذا الاضطراب وهذه الفوضى”.
وتحولت الاحتجاجات على مشروع تعديل النظام التقاعدي إلى أكبر أزمة محلية يواجهها ماكرون في ولايته الثانية، وقد سجلت يومياً الأسبوع الماضي صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في باريس وغيرها من المدن.
والأحد دعا زعيم حزب “فرنسا المتمردة” جان لوك ميلانشون إلى سحب تعديل نظام التقاعد ورحيل بورن.