fbpx
سلايدرشؤون عسكرية

نووية التشغيل وليست نووية التسليح

كتب: محمد عبد السميع عريض

تدقيق لُغوي: عبد العزيز السلاموني

 

انشغل الرأي العام خلال الأيام الماضية بأزمة أستراليا وفرنسا، والتي افتعلتها الولايات المتحدة عندما أقنعت أستراليا بإلغاء الصفقة التي أبرمت بين فرنسا وأستراليا عام ٢٠١٦.

ماحدث عبارة عن إلغاء تسليح الغواصات العادية من فرنسا، واستبدالها بغواصة نووية من أمريكا، مما جعل فرنسا تصف الصفقة ب” طعنة في الظهر “!

فما هو الفرق بين النوعين من الغواصات التي أحدثت الأزمة، والضجة الكبيرة التي تناولتها جميع وكالات الأنباء فى العالم؟

الغواصة النووية، تعمل بالوقود النووي بدلاً من الوقود الأحفوري العادي، مما يعطيها مميزات أكثر من الغواصة العادية.

أما الغواصة العادية، فتعمل بمحركات الديزل التي تستخدم السولار كوقود لها، والتي بدورها تقوم بتشغيل مولدات كهربائية، تقوم بشحن البطاريات، وعن طريق تلك البطاريات يتم تشغيل موتور كهربي متصل “بالبروبلر” وهو المسؤول عن دفع الغواصة في الماء.

نستنتج من ذلك، أن الغواصة العادية تضطر للصعود لسطح الماء كي تُعيد الشحن، وهذا يمثل إمكانيات أقل كثيرًا عن الغواصات ذات الدفع النووي. ومن الامكانيات الأقل أيضا في الغواصات العادية، هو الوزن الكبير جدا للبطاريات والوقود الذي يصل لمئات الأطنان.

أما الغواصات النووية فهى لا تحتوي على بطاريات، وليست بحاجة للكميات الرهيبة من الوقود، وتستطيع البقاء تحت الماء لشهور.

الكيلو جرام من اليورانيوم يعطي 240000 كيلو وات/ساعة. الكيلو جرام من اليورانيوم يحرك الغواصة لمدة 50 ساعة، وبالتالي فـ طن اليورانيوم يكفي لتسيير الغواصه 50000 ساعة، أي ما يقرب من ست سنوات.

كما أن حجم طن اليورانيوم يصل إلى 50 لترا تقريباً، أي بحجم ثلاجة صغيرة. فعند تشغيل المفاعل النووي، يتولد بخار الماء والذي يقوم بدوره بتشغيل محرك توربيني بسرعات عالية جداً وبواسطته يقوم بتحريك البروبلر.

وهذا هو الفرق…!
الغواصة ذات الدفع النووي يمكنها حمل أسلحة تُقدر بمئات الأطنان بديلاً عن البطاريات وأطنان الوقود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى