كتب: أحمد علي
لم تكتفي مصر بانفرادها بالأسبقية في علوم كثيرة، حتى الفن التصويري الساخر المسمى كاريكاتير، أو كوميكس بمفهومنا العصري الحالي كان للمصريين القدماء الأسبقية به أيضا.
حيث عبر المصريون القدماء عن السخرية بشكل كوميدي يعتمد على الضحك النابع من الفانتازيا؛ فمثلًا حين رسموا قصصًا ورسومات خيالية بغرض الضحك والسخرية مثال على ذلك بردية “دير المدينة” الساخرة التي صوّرت أسدًا يلعب لعبة لوحية تشبه الشطرنج مع غزال بري، البردية محفوظة حاليًا بالمتحف البريطاني.
بالإضافة الى رسم حجري آخر محفوظ بمتحف بروكلين الأمريكي يمثّل قطًا يخدم فأرًا يجلس على عرش.
صور المصري القديم مشاهد الحيوانات التي تقوم بأنشطة وحركات بشرية بين الفكاهة و السخرية.
وعلى الرغم من عدم معرفة دلالة التصوير الساخر هل كان يهدف بالفعل إلى السخرية من مجتمع النخبة أو إثارة ضحك المتلقي أم إنها كانت فن أدبي شعبي يهدف لإثارة الضحك من خلال الفانتازيا الكوميدية؟
غير معروف وذلك يرجع لعدم وجود نصوص توضح المقصود بهذا النوع من التصوير الجداري.
الفن الساخر من منظور علماء المصريات:
المصريين القدماء أول من رصدوا صراع “القط والفأر” في التاريخ، حيث رصده 5 علماء مصريات بريطانيون، وهم “جان دوريس – إف إل ليونيه – أيه أيه إس إدواردز – جان يو يوت – سيرج سونرون”، فى الموسوعة التاريخية الخاصة بهم والتي حملت اسم (معجم الحضارة المصرية القديمة).
والتي ذكروا فيها أن المصريين عرفوا (توم وجيرى) قبل أكثر من 3300 سنة، حيث عثروا خلال دراستهم للتاريخ المصري القديم على العديد من الصور المرسومة على الأوستراكا وأوراق البردى، ومكتوب عليها “تصبح القطة عبدة لدى مدام فأرة”.
أما العلماء المصريين وعلى رأسهم الأثري المصري “أحمد صالح عبد الله” فأثبتوا فعلياً أن أول ظهور لرسم كاريكاتيري (القط والفأر) يعود لعام 1300 قبل الميلاد، ويُشبّه التاريخ المصرى القديم النزاع بين “القط والفأر” بصراع “الملك والشعب” فكان يرمز بالقط إلى الملك، وكان يرمز بالفأر إلى الشعب.