“الكونتينر” الحلقة السادسة: فرنسا وأمريكا والصين ودول أخرى تستورد الجلود من المصنع المصري “بيل كلر”

كتب: مصطفى محمد

محافظة المنوفية واحدة من أكبر المحافظات الزراعية في مصر وإنتاج اللحوم، وبسبب توافر المواشي في المحافظة تم إنشاء مصنع PIEL COLOR” ” لاستغلال جلود المواشي في إنتاج الجلد وتصديره إلى دول العالم.

ويقع مصنع “PIEL COLOR” تحديدًا في مدينة قويسنا -منشية صبري سابقًا- وهي مدينة عريقة جدا في المحافظة، بتملك خط سكة حديد من بين أقدم عشر خطوط سكة حديد على مستوى العالم، كان سبب شهرتها قديما، أما حديثًا فمصنع “PIEL COLOR” هو سبب لشهرة المدينة ليس على مستوى المحلي فقط بل على مستوى العالم؛ لإنتاجه أجود أنواع الجلود، وبفضل جودة وقوة إنتاج المصنع تمكن في 2021 إمن الحصول على عدة جوائز ساهمت في انضمامه إلى قائمة المدابغ المعتمدة على مستوى العالم لإنتاج الجلود.

وتبدأ عملية إنتاج الجلود في “PIEL COLOR” بداية من عمليات تجميع الجلود الخام من المذابح مباشرة إلى المصنع حيث يتم وضعُها في ثلاجات للحفاظ عليها، و يكمن الهدف في إنتاج الجلود هو تحويلها من جلود خام إلي جلود مصنعة صالحة للتحويل إلى منتجات مختلفة عن طريق عدة مراحل.

تبدأ عمليات الإنتاج بالمرحلة الأولى عن طريق وضع الجلود الخام في براميل النقع، حيث يتم وضع الجلود في براميل مليئة بالكيماويات مخصصه للجلود لأجل التخلص من الملح والشعر الزائد، ثم تبدأ المرحلة الثانية بشق الجلد إلى طبقتين من أجل تحديد سمك الطبقة على حسب الطلب والجودة المطلوبة من العميل، عن طريق أحدث الأجهزة.

وفي المرحلة الثالثة، مرحلة الصباغة يتم إعداد الجلود لوضعها في براميل عملاقة لتحديد اللون ودرجته المطلوبة بعد أن استمرت لمدة 10 ساعات في البراميل العملاقة، ثم تعريضها للمياه ثم العصر والفرد بأحدث التقنيات.

وتعتبر نسبة الرطوبة في الجلد هي عامل أساسي في تحديد جودته، وبناءً على ذلك توُضع الجلود على “سيور” خطوط بطول حوالي 1:40 كيلو متر لحساب نسبة الرطوبة، ثم عمليات التفتيح باستخدام احدث التقنيات لزيادة مرونة الجلد.

ويتم تحديد مقاس منتج الجلد المطلوب في مرحلة القياس، بالإضافة إلى النقش على الجلد حسب طبيعة المنتج الطلوب مثل: نقوش التمساح والثعبان، ثم الكوي، وفي المرحلة الأخير عمليات المراجعة والفحص من لجنة الجودة بالمصنع.

معمل PIEL COLOR لإعادة تدوير مخلفات الجلد

ويعد الأمر الغريب في عملية صناعة الجلود هي أن 60% من وزن الجلود الاصلي أثناء عملية التصنيع يدخل ضمن مخلفات التصنيع، وأن الاستفادة الحقيقة من الجلود تُقدر بنسبة 40% فقط من الجلد الاصلي، وهنا يأتي دور المعمل المصاحب للمصنع والذي يتم من خلاله الاستفادة من مخلفات الجلود من خلال إعادة تدويرها واستخدمها مرة أخرى بل يتم أيضًا تصديرها إلى أكبر دول العالم أمثال: فرنسا، إيطاليا، اسبانيا، أمريكا والصين، وتتحول المخلفات بعد عمليات تنقية وإعادة تدوير إلى أحماض أمينية تدخل في صناعة الأسمدة والكيماويات وجلاتين صناعي يدخل في صناعة “الغرة” المستخدمة في عمليات اللصق المختلفة.