– استهل سليم الأول حكمه بتصفية جميع إخوانه، تنفيذاً لقانون “محمد الفاتح” الذي يدعو فيه أي سلطان مِن نسله إلى تصفية إخوانهِ حتى لا تعرف السلطنة صراعات بين الأخوة حول الحكم.
– وصل سليم الأول إلى الحكم عن طريق الانقلاب على أبيه، ونفي أبيه السلطان بايزيد بعيداً عن العاصمة.
وفي طريقه إلى المنفى تم تسميمه بتدبيرِ من ابنه السلطان سليم!
– إبادة جماعية للشيعة الأتراك في الأناضول، و قتل أكثر من أربعين ألف شيعي.
و برر ذلك بأنه رد على المجازر التي ارتكبها الشاه إسماعيل في العراق ضد أهل السنة.
لكن في الحقيقة(فكلاهما مجرمان) و الجريمة لا تبرر بجريمة مثلها.
حقيقة الأمر
إقدام السلطان على قتل أولئك الأتراك ليس لكونهم شيعة بل لميلهم إلى السلطان إسماعيل الذي كان تركي من جنسهم، و كانت تتألف قواته من عدد كبير من الأتراك عكس الجيش العثماني الذي كان يتألف في الغالب من عناصر رومية و أوروبية، حتى لقبه المؤرخون المسلمون بسلطان الروم.
– بعد انتصار السلطان سليم على المماليك اجتاح بلاد الشام و أقام مذبحة في حق الطائفة العلوية قدر عدد ضحاياها بأكثر من مئة ألف إنسان، و سُميت بمذبحة (التلل) بسبب التلال التي أقيمت مِن رؤوس العلويين!
– لم يسلم أهل السنة أنفسهم من ظلم الإنكشارية.
فنجد ابن طولون يذكر ما قام به هؤلاء من قتل و سلب و نهب أثناء غزوهم لدمشق، في يوم الثلاثاء، هجمت العساكر الرومية على دمشق وضواحيها للسكنى.
وأخرجت أناس كثيرة من بيوتهم ورميت حوائجهم ومؤنهم وتعرضوا لشدة لم تقع على أهل دمشق من قبل.
جرى ترحيل أهل قيسارية القواسين في دمشق، وتحويل محلتهم إلى مطبخ السلطان سليم.
فيما صدر أمر سلطاني بمصادرة جزء كبير من القمح والشعير من بيوت أهل دمشق.
وكتب الدفتر دار إلى كل عشر قرى مرسوماً بإحضار رؤسائها وأكابرها ومعهم الخدم فحضروا.
فطلب منهم محصول الأرض هذه السنة، فتضرر أهل القرى وأربابه.
– و شهادة لمؤرخ مسلم آخر و هو ابن الحمصي:
دخلوا البلد ونهبوا قماش الناس وحوائجهم ونهبوا دكاكين السوقة ولم يتركوا لأحد شيئاً في الدكاكين.
ونهبوا البيوت والضياع ولم يسلم أحد منهم إلا ما قل.
وارتجت دمشق رجة عظيمة أعظم من وقعة تيمورلنك، وأخذوا من دمشق حريماً كثيرة وأولاد وعبيد ولم يخلوا فيها لأحد فرساً ولا بغلاً.
– نجد أن ابن الحمصي يقول:
بأن السلطان سليم كان أشد إجراماً و قسوة من السلطان المغولي تيمور لنك.
و بعد أنِ انتهى سليم من نهب مدن الشام و تقتيل سكانها ، انتقل إلى مصر، و بعد انتصاره على المماليك في معركة الريدانية اجتاح القاهرة و قتل في يوم واحد عشرة آلاف من سكانها حسب شهادة المؤرخ ابن اياس المصري.
بل قيل في المصادر العثمانية و خاصة كتاب تاريخ الدولة العلية للمؤرخ العثماني فريد بك المحامي:
بأن سليم قتل أكثر من خمسين ألف من سكان القاهرة في يوم واحد و هو أكبر من الرقم الذي أورده المؤرخ المصري.
– كان لقب السلطان بالتركية (ياوز) و تعني القاطع أو العابس أو الغاضب دائماً.
و حسب شهادة المؤرخ العثماني فريد بك:
كان المقربون من”سليم” يخافون أن يعينهم في منصب الوزارة العظمى.
يقول المؤرخ فريد بك في هذا الصدد:
كان سليم الأول ميالاً لسفك الدماء، فقتل 7 من وزرائه بدون سبب واضح، وكان كل وزير مهدد بالقتل لأقل هفوة، حتى صار يدعى على من يرام قتله بأن يصبح وزيرًا له.