ماذا تعرف عن المشروع القومي للرمال السوداء؟
كتبت: نسرين طارق
تدقيق: أحمد علي
إذا كانت الرمال الصفراء لها أهمية كبيرة لإستخدامها في أعمال البناء وصناعة الزجاج، فإن الرمال السوداء لها قدرة إشعاعية ولها سعر أكبر بكثير لما تحتويه من العناصر الكيميائية والفيزيائية النادرة.
مشروع الرمال السوداء واحد من أهم المشروعات القومية في مصر التي كانت مجرد أحلام، وتحولت إلى واقع بعد البدء في عمليات فصل وتكريك الرمال السوداء.
طيلة السنوات الماضية، كانت الرمال السوداء مهملة، وتتعرض للسرقة، حتى بدأت الدولة بتنفيذ المشروع للحفاظ على المواد الخام الطبيعية.
حيث تمتلك مصر ما يقرب من 11 موقعًا على السواحل الشمالية تنتشر بها الرمال السوداء بتركيزات مرتفعة، بدءًا من رشيد حتى العريش بطول ساحل 400 كيلومتر من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب وتوزع علي 4 مناطق:
• شمال سيناء بواقع 200 مليون متر مكعب.
• دمياط بواقع 300 مليون متر مكعب.
• رشيد بواقع 600 مليون متر مكعب.
• بلطيم بواقع 200 مليون متر مكعب .
وتؤكد الدراسات التي أَجريت على الرمال بمحافظة كفر الشيخ أنها تحتوى على ما يقرب من 250 مليون طن من الرمال السوداء، ووجود إحتياطي آخر يعادل 200 مليار متر مكعب.
– مكونات الرمال السوداء:
تحتوي الرمال السوداء علي نسبة عالية من المعادن ذات اللون الأسود.
– المنتجات الرئيسية:
الجارنيت 67 طن/يوم ، والزيركون 104 طن/يوم، والديكسوين بطاقة 16 طن/ يوم ، والروتايل بطاقة 33 طن/ يوم، وبإجمالي 220 طن يوميا( 68.200 طن سنويا).
وتدخل معادن الرمال السوداء أو كما يطلق عليها “الرمال المشعة” في 41 نشاطًا، منها صناعة هياكل الطائرات والسيارات وأغلفة الوقود النووي وأنابيب البترول والأسنان التعويضية والصواريخ والسيراميك و الورق، وسلك اللحام وتبطين اللحام والدهانات والبلاستيك، بالإضافة إلى المواد الخام التي تستخدم في بعض الصناعات الحديثة.
تتخطى إستثمارات مصر في الرمال السوداء مليار جنيه، بالتعاون بين الشركة المصرية للرمال السوداء كشركة مساهمة مصرية ومحافظة كفر الشيخ عضو مساهم بهذه الشركة مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وهيئة المواد النووية، وبنك الاستثمار القومي، والشركة المصرية للثروات التعدينية.
تأسست الشركة المصرية للرمال السوداء في عام 2016 لإستغلال المعادن الإقتصادية من الرمال السوداء، مع الإلتزام بمعايير السلامة البيئية، والصحية المتبعة عالمياً، وتحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة، وخلق إستثمارات جديدة.
– الهدف من المشروع:
• تركيز وفصل المعادن الإقتصادية المتواجدة في خام الرمال السوداء الشاطئية ورواسب الوديان، وذلك بالتعاون مع الخبرة الدولية ونقل وتوطين التقنيات المتطورة.
• إعداد وتجهيز المعادن الإقتصادية وعمل القيمة المضافة لتلك المعادن بغرض إستخدامها في الصناعات المحلية وبيع الفائض للسوق الخارجي.
• ترشيد تصدير المواد الخام وترشيد إستيراد المنتجات الوسيطة والنهائية .
• كسب التنافسية الإقليمية والدولية وتغطية حصة أكبر من 30% من الفجوة الإقليمية.
• تحقيق الإستفادة القصوى من المقدرات الطبيعية للدولة.
• إنشاء منظومات صناعية متكاملة ذات نظم إدارة وجودة عالمية.
• المشاركة المباشرة فى التنمية المجتمعية المستدامة.
• تحقيق الإكتفاء الذاتى المرحلى.
• إستخلاص عدد من المعادن الإقتصادية الموجودة في الرمال السوداء، والتي تدخل في أكثر من 40 صناعة.
• تحقيق دخل سنوي يضاف لموازنة الدولة.
• توفير فرص عمل.
وأنشأت محافظة كفر الشيخ بالتعاون مع الشركة المصرية للرمال السوداء مصنعين:
– المصنع الأول:
في شرق البرلس بملاحة منيسى غــرب مصــرف الغربيــة وبإمتداد (16) كم على الشريط الساحلي وبعمق من 400 : 1000 متر ( مساحة إجمالية 3500 فدان) ،أقيم المصنع بخبرة مشتركة، مصرية أسترالية.
ومن مميزات موقع المشروع وقوعه على شاطئ البحر بمحاذاة الطريق الدولي الساحلي، كذلك قربه من موانئ مجهزة لتصدير الخامات في دمياط والإسكندرية
– المصنع الثاني:
في شمال الطريق الدولي غرب محطة توليد الكهرباء العملاقة بالبرلس ويقام على مساحة 35 فداناً ويشارك في المشروع محافظة كفر الشيخ وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة وهيئة المواد النووية وبنك الإستثمار، بخبرة صينية بإستثمارات قدرها 24 مليون دولار.
استقبل ميناء الصيد بالبرلس في أغسطس 2021 الكراكة “تحيا مصر”، وذلك للبدء بتكريك الرمال السوداء في كفر الشيخ، وهي أول كراكة في العالم تعمل بالطاقة الكهربائية ويصل سعرها 13 مليون دولار.
وصُممت خصيصًا لشركة الرمال السوداء بالبرلس، كما أنها كراكة عائمة تعمل في بحيرة مياه صناعية تفصل المعادن الثقيلة عن الرمال السوداء بمصنع التركيز في منطقة البنائين وترسلها إلى مصنع الفصل في منطقة الشهابية.
– حجم إنتاج للمشروع:
صافي الموارد القابلة للتنجيم يبلغ 238,5 مليون طن بمتوسط تركيز للمعادن الثقيلة يبلغ 3,39% تكفي للتشغيل لمدة حوالي 16 سنة بمعدل إستغلال يبلغ 15 مليون طن/سنة.
يمثل الإنتاج حوالي 3-5% من الإنتاج العالمي.