اللواء عبد الحميد خيرت يكتب: الشعراوي الفكرة.. لا الشعراوي الشخص
عندما أختلف مع رأي أو حديث للشيخ متولي الشعراوي، فهذا لا يعني التطاول والتجاوز في شخصه، و أُتهم بمحاربتي للإسلام.
فالشعراوي لا يمثل الإسلام، وكلامه و شخصه لا يحمل القداسة، وكل فتاويه لها ما لها وعليها ما عليها، فهو إنسان يصيب ويخطئ، و ليس مقدس أو نبي.
بعض الفيديوهات لفضيلته تحمل أحاديث استوقفتني شأن الكثيرين، وكانت بالنسبة لي صادمة ليس في محتواها، ولكن في شخص مصدرها، فلم أتصور أن هذا الكلام يقوله فضيلة الإمام متولي الشعراوي.
نحن نعلم أن سيد قطب هو شيخ ورائد التكفيريين في المنطقة العربية والإسلامية، وأنه صاحب منهج فكري جهادي تكفيري قام بنشره في كتبه، وأصبح جزء من المنهج التربوي لكل التيارات و الجماعات الإرهابية، فلن تجد إرهابي واحد إلا و قد درس كتب سيد قطب.
حتى كتاب “فقه المقاومة الشعبية”، والذي يمثل البرنامج التربوي لحركة “حسم الإرهابية”، والتي بمقتضاه أعطوا الشرعية لقتل الضباط والجنود، كلها من أقوال سيد قطب.
والسؤال لي ولكم.. ما هو موقفي حينما أشاهد فيديو للشيخ متولي الشعراوي يشيد فيه بشخص سيد قطب كداعية إسلامي؟.. وبالطبع ما ينطبق على سيد قطب ينطبق على حسن البنا وجماعة الإخوان، فهناك فيديوهات متداولة في هذا الشأن.
هل اختلافي مع رأي فضيلة الشيخ متولي الشعراوي في موقفه من سيد قطب وحسن البنا وجماعة الإخوان يعتبر تجاوز وتعدي على فضيلته ومكانته؟.
لا يمكن فصل الفكرة عن صاحبها، فأفكار سيد قطب تمثل شخص سيد قطب، ورسائل البنا تمثل حسن البنا، فنحن حينما نقول الفكر القطبي، فهو منسوب لصاحبه سيد قطب.. وهكذا، وحينما يشيد فضيلة الإمام متولي الشعراوي بسيد قطب وكتبه كداعية إسلامي، فهذا أمر يستوقفني وأختلف معه.
هل كلامي هذا فيه هجوم على الإسلام أو تطاول وتجاوز على شخص فضيلته؟
لن أخوض في تجميع فيديوهات تخص أقوال فضيلته المختلف عليها، لأنها في النهاية لا تخرج عن كونها رأي ووجهة نظر، نتفق أو نختلف عليها، بعيدًا عن التقدير والاحترام الذي لن نختلف عليه.
ليبقى السؤال.. لماذا الآن وفي هذا التوقيت؟ وما هو المقصود من طرح فكرة عمل مسرحية على المسرح القومي في شهر رمضان للشيخ متولي الشعراوي، لتخرج وزيرة الثقافة وآخرين بتصريحات رفض للفكرة المطروحة، برأي يفتقد السياسة والحكمة تناول شخص له مريدين بالملايين، لتتحول الساحة “الفيسبوكية” إلى معركة بين مؤيد ومعارض واتهامات متبادلة، (أنت علماني عدو الدين والإسلام، ليرد الآخر وأنت متخلف ظلامي رجعي).
في النهاية وبعيدًا عن مهاترات “الفيسبوك”، ولماذا في هذا التوقيت؟ فأن الاختلاف على بعض تصريحات الشعراوي ليست تجاوز في حقه و تقليل من شخصه كرمز ديني، وليس أصحاب الرأي المخالف لفضيلته هم أعداء الدين والإسلام .
الخلاصة:
لا يملك أحد مهاجمة شخص بين يدي الله، لأنها تعتبر خسة، أما ما نملكه فقط مواجهة أفكاره المستمرة حتى الآن، ولكن ببسالة الفرسان.
كن فارساً ولا تكن خسيساً.