وزير الأمن الإسرائيلي يقتحم باحات المسجد الأقصى وقوات الاحتلال تقتل طفلا بجنين

اقتحم وزير الأمن الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، صباح اليوم، باحات المسجد الأقصى وسط انتشار أمني إسرائيلي كبير في البلدة القديمة بالقدس، وعلى أبواب المسجد، وبدون إعلان مسبق.
بن غفير قد ذكر في تغريدة على تويتر، الأحد، عزمه اقتحام المسجد الأقصى في الأيام المقبلة. وقال: “الأقصى قضية مهمة، وكما قلت، أخطط للصعود إلى الحرم القدسي، وسنحافظ على حرية الحركة للمسلمين والمسيحيين لكن اليهود سيدخلون أيضا الأقصى”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يقتحم فيها بن غفير المسجد الأقصى، لكنه قام بذلك سابقا بصفته الشخصية، ثم بصفته نائبا في الكنيست.
وسبق أن وعد خلال حملته الانتخابية، باقتحام المسجد في حال أصبح وزيرا.
ومن جانبه اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، يائير لابيد، أمس، خطوة بن غفير بمثابة “استفزاز سيؤدي إلى عنف”، داعيا إلى منعه عن ذلك.
وفي إشارة الى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، أوضح لابيد: “مع كل هذا مع كون بيبي ضعيفا. عليه هذه المرة أن يقف ويخبره: لا تصعد إلى الحرم لأن الناس سيموتون”.
ونشر مواقع اخبارية صورا لبن غفير وهو يتجول داخل المجمع تحت حراسة مشددة. ولم ترد أي إشارة إلى أنه أدى الصلاة خلال الزيارة. وكان زعيم المعارضة ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لبيد قد حذر من أن زيارة بن غفير قد تثير أعمال عنف.
وأدانت الرئاسة والفصائل الفلسطينية بشدة بن غفير، المسجد الأقصى. وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان، إن خطوة بن غفير “بمثابة تحد للشعب الفلسطيني، وللأمة العربية والمجتمع الدولي». وحذر أبو ردينة من أن “استمرار هذه الاستفزازات بحق مقدساتنا الإسلامية والمسيحية سيؤدي إلى المزيد من التوتر والعنف وتفجر الأوضاع”.
وقال رئيس الوزراء محمد اشتية إن اقتحام الوزير الإسرائيلي بن غفير للمسجد الأقصى المبارك صباح اليوم يشكل تحديا خطيرا لمشاعر جميع أبناء شعبنا الفلسطيني.
ودعا في مستهل جلسة الحكومة الـ188، المنعقدة بمدينة رام الله، اليوم ، أبناء شعبنا الذين أحبطوا مؤامرة البوابات الى التصدي لمثل هذه الاقتحامات، التي تستهدف جعل المسجد الأقصى معبدا يهوديا، ما يشكل انتهاكا لكل الأعراف، والقيم، والاتفاقيات، والقوانين الدولية، وتعهدات إسرائيل للرئيس الأميركي.
وأكد أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تتحمل كامل المسؤولية عن كل ما سيترتب على عدوانها بحق مدننا، وبلداتنا، وقرانا، ومخيماتنا، وما يرافق تلك الاقتحامات من عمليات قتل، وهدم، واعتقال، والتي كان آخرها فجر اليوم باستشهاد الطفل آدم عياد، وفجر أمس الشهيدين الشابين محمد حوشية، وفؤاد عابد، إضافة لعشرات الإصابات، وتفجير ثلاثة منازل، في إطار سياسة ممنهجة تستهدف شعبنا.
وبدورها نددت وزارة الخارجية الفلسطينية ، إيتمار بن غفير، باحات المسجد الأقصى، ووصفته باستفزاز غير مسبوق.
كما أكدت أن هذا الاقتحام شرعنة لمزيد من الاقتحامات، واستباحة الأقصى من قبل المستوطنين، محملة حكومة نتنياهو مسؤولية عواقبها.
كما أدانت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان اليوم، اقتحام بن غفير باحة المسجد الأقصى، معتبرة أنها “خطوة استفزازية تنذر بالمزيد من التصعيد”.
ونقل البيان عن المتحدث الرسمي باسم الوزارة سنان المجالي قوله إن “قيام أحد وزراء الحكومة الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته هي خطوة استفزازية مدانة، وتمثل خرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، كما ان الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات بالتزامن مع الاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة، تنذر بالمزيد من التصعيد وتمثل اتجاهاً خطيراً يجب على المجتمع الدولي العمل على وقفه فوراً”.
وعلى جانب أخر تسللت وحدات إسرائيلية إلى جنين ومخيمها، وتبعها اقتحام عدد كبير من آليات الجيش الإسرائيلي، واندلعت مواجهات بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الإحتلال في عدة مناطق أثناء عملية الاقتحام واعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيين اثنين.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية قتلت طفلا بالرصاص خلال توغلها في بيت لحم.
وشيّعت جماهير غفيرة في محافظة بيت لحم، ظهر اليوم ، جثمان الشهيد الطفل آدم عصام عياد (15 عاما)، من مخيم الدهيشة.
وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى بيت جالا الحكومي والتوجه إلى منزل والد الشهيد، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه.
وجدير بالذكر انه بالأمس أوردت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية أن بن غفير تحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وأبلغه نيته اقتحام الحرم المقدسي، وفي النهاية قرر عدم القيام بهذه الخطوة هذا الأسبوع.
وأشارت إلى بن غفير كان ينوي القيام بدخول الحرم القدسي، خلال هذا الأسبوع، مشيرة إلى أنه أكد أنه “لا يجب أن ننحني لتهديدات حماس”، في إشارة لتحذيرات أطلقتها الحركة في حال إقدامه على الدخول لباحات المسجد الأقصى.
وقالت الصحيفة إن “بن غفير أعلن أنه ينوي دخول الحرم القدسي في الأسابيع المقبلة”.
وبالأمس أيضا أعلن في البيت الأبيض) إن مستشار الرئيس جو بايدن للأمن القومي، جيك سوليفان، يخطط لزيارة إسرائيل هذا الشهر بعد تشكيل حكومة جديدة بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بحسب رويترز.
وتأتي الاجتماعات في إسرائيل في الوقت الذي أثار فيه تحالف نتنياهو الجديد مع القوميين المتطرفين قلق مسؤولي البيت الأبيض بشأن احتمالات تدهور علاقات إسرائيل مع الفلسطينيين. وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات إسرائيلية قتلت أمس فلسطينيين اثنين خلال اشتباكات قرب مدينة جنين بالضفة الغربية.