تقارير
معجزة الجيش المصري في تطهير مصر من الألغام
كتبت: نسرين طارق
تركت الحرب العالمية الثانية ملايين الألغام التي أودت بحياة آلاف البشر وهددت المزيد، فضلا عن إعاقة التنمية والاستفادة من ثروات هائلة في المنطقة
تأتي مصر على رأس قائمة الدول الأكثر تضررا من الألغام في العالم، التي خلفتها الحرب العالمية الثانية المنتهية من 77 عام، إضافة إلى العدوان الإسرائيلي على الأراضي المصرية.
مساحات شاسعة من الأراضي المصرية تقدر بنحو 22% من مساحة مصر تقع تحت غدرالألغام والذخائر القابلة للانفجار، ولا يُعرف عددها أو أماكنها على وجه الدقة.
حسب التصريحات والتقارير الدولية يوجد بمصر أكثر من 22.7 مليون لغم أرضي ومتفجرات أخرى من مخلفات الحرب، أي ما يعادل 20% من إجمالي عدد الألغام المزروعة حول العالم.
وتصنف مصر عالميا من اكثر الدول تلوثًا بالالغام الأرضية ويأتي ترتيبها خامس دول العالم من حيث عدد الألغام المزروعة بأراضيها بالنسبة للمساحة التي تشغلها.
وتكمن مأساة الألغام في أنها جنود مثالية لا تأكل ولا تنام وتستمر في الخدمة حتى يتم نزعها أو تنفجر.
كيف بدأت مأساة الألغام في مصر؟
بدأت معركة العلمين الثانية في 23 أكتوبر1942 بين قوات الحلفاء بقيادة الماريشال البريطاني برنارد مونتغومري، وبين قوات المحور بقيادة إيرفين روميل، وشكلت هزيمة الأخير أحد المنعطفات الحاسمة في الحرب العالمية الثانية، وحالت دون تحقيق طموحات هتلر وحليفه موسوليني باحتلال الإسكندرية وقناة السويس
خلفت المعركة الشرسة آنذاك أكثر من 25 مليون لغم أرضي بالإضافة للقنابل التي قذفتها الطائرات وقنابل المدفعية التي لم تنفجر، على امتداد مناطق المعارك الأساسية التي دار معظمها في المنطقة بين منخفض القطارة ومدينة العلمين عند ساحل البحر المتوسط، بجانب مناطق أخرى حول مدينة مرسى مطروح والسلوم.
جهود إزالة الألغام
-
في عام 2006 أطلقت وزارة التعاون الدولي المصرية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية،برنامج للتخفيف من اثار الألغام.
-
وفي عام 2017، وقع حادث وحيد بسبب الألغام في حين كانت الحوادث بالعشرات من قبل. وساهم الاتحاد الأوروبي في عام 2014 بدعم مالي قدره 4. 7 مليون يورو.
-
وتضمن برنامج الوزارة حملات توعية لـ75 ألف شخص بما في ذلك الحملات في المدارس، وتم تمديد البرنامج إلى أبريل 2018. – وبالتوازي مع البرنامج ، افتتحت وزارة التعاون الدولي في عام 2016 مركزاً لمعالجة ضحايا الألغام في مدينة مرسى مطروح (غرب العلمين).
من المعروف ان تكلفة إزالة الألغام تبلغ أضعاف تكلفة زراعتها، ذلك مع عدم وجود خرائط محددة تزداد صعوبة نزع الألغام، وتتخوف الدول المتنازعة في الحرب العالمية الثانية من الإعلان عن مسؤوليتها عن زرع الألغام خوفاً من مطالبتها بتعويضات.
-
كما تواصلت وزارة الخارجية مع خارجية الدول المتسببة في وجود هذه الألغام، وعلى رأسها ألمانيا، ودول الحلفاء وفي مقدمتها بريطانيا، لكنهم رفضوا الاعتراف بمسؤوليتهم عن زرع هذه الألغام. واتبعت الوزارة بعد ذلك نهج موازٍ وهو إثارة القضية عالمياً، من منظور تنموي وإنساني، الأمر الذي أسفر عن حصول مصر على قدر من المعونات لهذا الغرض.