فلسفة” الفينج شوي” وبيزنس طاقة المكان

كتبت: نسرين طارق

أصل طاقة المكان أو الـ فينج شوي

يعود تاريخ فلسفة الفينج شوي إلى الصين القديمة، فتترجم العبارة الصينية (الفينج شوي) إلى (الماء والهواء)، من دون الهواء والماء نهلك، وعندما يتوافر الاثنان بانسيابية وتوازن، تصبح الطبيعة في حالة انسجام.
فينج تعني “الرياح” وشوي تعني “الماء”، وفي الثقافة الصينية فإن الرياح والماء يرمزان إلى الصحة والعافية
يستخدم الفينج شوي عدة عناصر لخلق توازن في طاقة المكان، وعندما تستخدم هذه العناصر استخدامًا جيدًا ستحسّن النوم وسيشعر سكان المنزل بالسلام.
واستخرج هذا المصطلح من عبارة: إن الطاقة الإيجابية للـ تشي تسافر مع الرياح وتتناثر لكنها تجتمع مجدداً عند التقائها بالماء.
وتعتمد فلسفة الفينج شوي على فكرة انبعاث الطاقة وامتصاصها وعلى حركة الطاقة وتوزيعها في تسعة محاور كل منهم يرمز لجانب من جوانب حياة الإنسان.
استخدم الفينج شوي منذ القدم لتوجيه الأبنية ذات المدلولات الروحانية كالأضرحة والمنازل من أجل الحظ السعيد، أو الطالع الحسن.
وقد اعتمد الفينج شوي على علم الفلك قبل اختراع البوصلة المغناطيسية لإيجاد الرابط بين البشر والكون.

محاور الفينج شوى التسعة

الماء = الحياة
الأرض = العلاقات
الرعد = الأجداد
الهواء = الحظ
الطاقة = الصحة
الجنة = الأصدقاء
البحيرة = الإبداع
الجبل = الحكمة
النار = البصيرة

الآلات والتقنيات المستخدمة قديماً

استمر تاريخ الفينج شوي 3500 عاماً من قبل اختراع البوصلة المغناطسية والتي ظهرت أولاً في علم الفلك الصيني.
وفقاً لـ تشو لي فإن المؤشر المثلث الشكل الذي يوجد على الساعة الشمسية قد يكون الأداة الأصلية الأولى التي استخدمت في الفينج شوي، كما استخدم الصينيون النجوم القطبية للتعرف على المحور الشمالي الجنوبي من أجل تحديد مواقع السكن.
كما استخدموا إسطرلاب ليورين، ويتكون من لوح خشبي مطلي ذو حافتين يوضح عليهما الخط الفلكي.
وقد تم استخدام الحافتين الموجودتين على الاسطرلاب لتتبع تحركات الـوحدة الأساسية للين واليانغ عبر نجمة القصور التسعة، مع الملاحظة أن العلامات الموجودة على الاسطرلاب والبوصلة المغناطيسية تكاد تكون متشابهة.
لقد تمّ اختراع البوصلة المغناطيسية خصيصاً من أجل الفينج شوي وتم استخدامها منذ ذلك الحين، وتشتمل الآلات التقليدية للفينج شوي البوصلة الملعقة المشيرة إلى الجنوب.
إن الهدف من ممارسة الفينج شوي في الوقت الحاضر يتمثل في وضع البيئة المبنية من قبل الإنسان في الموقع الصحيح المتسم بالطاقة الإيجابية والـتي تدعى بالـ تشي، ويتميز الموقع المثالي بموقع ومحور زمني مناسب.
إن مفهوم الـ (تشي) يلعب دوراً أساسياً في الفينج شوي ويعني القوة الدافعة القابلة للتعديل الإيجابية منها أو السلبية.
و بينما يتقلب طقس الفضاء بمرور الزمن، وبينما تستمر قيمة التشي بالزيادة والنقصان بمرور الوقت، تعتبر ممارسة الفينج شوي باستخدام البوصلة شكلاً من أشكال التنبؤ والذي يقوم بتقييم نوعية البيئة المحلية إلى جانب تأثيرات الطقس الفلكي.

أنواع الفينج شوي:

الفينج شوي التقليدي: هو أقدم نوع من الفينج شوي، ويعتمد على اتجاهات البوصلة والعناصر الطبيعية لتحديد إمكانية تكوين أفضل علاقة انسجام للبيئة.
القبعة السوداء: هي تطبيق غربي للفينج شوي التقليدي، وهو يركز على دمج “الطاقات التسع” التي تتواجد في كل غرفة.
الفينج شوي الحديث: يعرف بالفينج شوي الحدسي، ويعتمد هذا النوع على استخدام الألوان وحدسك الشخصي لخلق أفضل مساحة لك.
مهما كان النوع الذي اخترته، فسترى منافعه على صحتك، مثل انضباط نومك وانخفاض مستوى التوتر لديك كلما أعدت ترتيب المساحة من أجل طاقة إيجابية أكثر.
ختاما علم طاقة المكان الذي يمارسه الخبراء في الوقت الحالي ليس له علاقة بفلسفة الفينج شوي الصينية القديمة.
اذ اعتمدت فلسفة الفينج شوى القديمة على الفلك واستخدام البوصلة أما حديثا يقوم الفينج شوي على ترتيب قطع الاثاث في المنزل وألوان الحوائط ووجود الاجهزة الكهربائية في المنزل.
واصبح مجال طاقة المكان مجرد بيزنس ليس له علاقة بالفلسفة الاصلية للفينج شوي.