fbpx
معرفةوعي ميتر

أسد البحار وأميرها المصري

كتب: هاني مباشر

فؤاد محمد أبو ذكري، قائد القوات البحرية خلال حرب أكتوبر 73، وضابط البحرية الوحيد في تاريخ العسكرية المصرية، الذي وصل إلى رتبة “فريق أول بحري”، ثم رتبة “مشير فخري”

وهو العقل المدبر والمخطط لعملية ضرب “المدمرة إيلات” وإغراقها في عام 1967، والتي كانت البشارة الأولى بأن شارة النصر قادمة، وعندما تولى مسؤولية قيادة القوات البحرية تولى عملية.

 المشير فخري فؤاد أبو ذكري

 “دينامو القوات البحرية”

تولى عملية تحديث وتطوير القوات البحرية استعدادا لمعركة حرب السادس من أكتوبر، وبالفعل لعبت دوراً محورياً في تحقيق “النصر العظيم”.

حيث كانت هناك مهام عديدة ملقاة على عاتقها ومنها معاونة أعمال قتال الجيوش الميدانية في سيناء سواء بالنيران أو بحماية جانب القوات البرية المتقدمة بمحاذاة الساحل.

كما قامت بتنفيذ المعاونة بالإبرار البحري لعناصر القوات الخاصة على الساحل الشمالي لسيناء.. وسيطرت على مضيق باب المندب وباشرت حق الزيارة و التفتيش واعتراض السفن التجارية ومنعها من الوصول إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، مما أفقد الميناء قيمته وتم تعطيله عن العمل تماماً، ومن ثم حرمان إسرائيل من جميع إمداداتها عن طريق البحر الأحمر.

نفذت القوات البحرية مهمة التعرض لخطوط المواصلات البحرية الإسرائيلية في البحر المتوسط والأحمر بكفاءة تامة وعلى أعماق بعيدة، مما أدى إلى تحقيق أثار عسكرية واقتصادية ومعنوية على إسرائيل..

كما أشرف “أسد البحار المصري” بشكل شخصي على عمليات الإغارة بالنيران على الموانئ والمراسي والأهداف الساحلية بإسرائيل بتسديد ضربات بالصواريخ والمدفعية ضدها بأسلوب متطور اعتمد على خفة الحركة وسرعة المناورة مع توفير قوة نيران عالية، فيما وفرت تأمين النطاق التعبوي للقواعد البحرية في البحرين الأحمر والمتوسط و كان له أكبر الأثر الفاعل في إحباط جميع محاولات العدو للتدخل ضد قواتنا البحرية العاملة على المحاور الساحلية، وساعد على استمرار خطوط المواصلات البحرية من و إلى الموانئ المصرية دون أي تأثير وطوال فترة العمليات.

  يوم 27 سبتمبر 1973

بدأت خمسون قطعة بحرية مصرية انتشارها فوق مياه البحرين المتوسط والأحمر، كما وصلت مجموعة بحرية مكونة من المدمرات والفرقاطات والغواصات إلى مضيق باب المندب في خطت تمويه تمت تحت حجة مساندة اليمن الجنوبية أو إجراء بعضها لعمليات صيانة شاملة..

وقبل خمسة أيام من الحرب، وتحديدا في يوم 1 أكتوبر قام المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية بزيارة قيل وقتها أنها تفقدية وتقليدية القوات البحرية وأنه سيتناول طعام الإفطار معهم، ولم يعلم أحد وان الهدف كان زيارة مركز الاتصال الرئيسي التابع لفوج الإشارة بالقوات البحرية، وفيه التقى بالفريق أبوذكري واللواء على عثمان رئيس أركان القوات البحرية واللواء أشرف رفعت رئيس العمليات والعميد سعيد فرح مدير الإشارة والعقيد فؤاد كامل قائد فوج الإشارة بالقوات البحرية لوضع اللمسات الأخيرة لخطة القوات البحرية.

 ومع بدأ العمليات في السادس من أكتوبر تم إعلان البحر الأحمر عند خط 21 شمالاً، منطقة عمليات، وبالفعل تمكنت البحرية المصرية خلال الفترة من 6 أكتوبر حتى 21 أكتوبر 1973 من اعتراض 200 سفينة محايدة و معادية، إلا أن ناقلة بترول إسرائيلية لم تمتثل لتعليمات البحرية المصرية بالابتعاد عن الخط الشمالي المار بين مدينة جدة السعودية وبور سودان السودانية لأنها منطقة عمليات، فقامت الغواصات المصرية باعتراضها وإغراقها بالطوربيدات، فتوقت الملاحة نهائياً منذ يوم 7 أكتوبر في البحر الأحمر.

وقامت وحدات بث الألغام البحرية بإغلاق مدخل خليج السويس، كما هاجمت الضفادع البشرية منطقة بلاعيم و دمرت حفاراً ضخماً، فيما تم قصف منطقة رأس سدر على خليج السويس بالصواريخ، لتصاب عمليات شحن البترول في خليج السويس إلى ميناء إيلات بالشلل التام، حيث كان الهدف الإستراتيجي للقوات البحرية هو حرمان إسرائيل وقواتها المسلحة من البترول المسلوب من الآبار المصرية في خليج السويس والبترول المستورد من إيران و الذي يصل إلى 18 مليون برميل سنوياً.

نجحت القوات البحرية في السيطرة على مسرح العمليات البحرية بامتداد 1600 كيلومتر على السواحل المصرية و400 كم على سواحل فلسطين المحتلة وسيناء لتؤمن أجناب الجيش المصري الذي يخوض معركة التحرير في سيناء و تحيط به مساحات مائية هائلة من الشمال والجنوب.

“سلام الله ورضوانه وعظيم مغفرته ورحمته على روح المشير فخري فؤاد محمد ذكري، وعلى كل العظام من القادة والجنود صناع النصر العظيم في السادس من أكتوبر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى