طهران تحاول احتواء الاحتجاجات بالتواصل مع قادة الإصلاحيين لتهدئة الشارع
كتبت: نهال مجدي
في ظل موجة الاحتجاجات التي تجتاح جميع أقاليم إيران منذ ثلاثة أشهر حاول بعض القادة بطهران التواصل خلال الشهر الماضي مع زعماء معتدلين من أسرتي رفسنجاني وخميني اللتين أدتا دوراً محورياً في تأسيس الجمهورية الإسلامية ولكن القادة متشددون أزاحوهم فيما بعد عن مراكز القرار، بحسب ما نشرته جريدة وول ستريت جرنال الأمريكية.
وأوردت أن علي شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، طلبوا من ممثلين للأسرتين أن يخاطبوا المحتجين ويطالبوهم بوقف تلم الاحتجاجات في مقابل ، وعد بتخفيف القيود الاجتماعية لكن جواب ممثلي العائلتين كان الرفض.
وأشارت الصحيفة إلى أن أعضاء أصغر سناً في أسرتي خميني ورفسنجاني، اللتين ينتمي إليهما المؤسس روح الله خميني والرئيس الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني، ناشطون في قطاعي الأعمال والسياسة، وكانوا في الأغلب إصلاحيين أو معتدلين على خلاف مع خامنئي.
كما اعتقلت السطلات الإيرانية في وقت سابق ابنة رفسنجاني فائزة وأعضاء آخرون في الأسرتين خلال الاحتجاجات الأخيرة. وشملت محادثات شمخاني الشهر الماضي مجيد أنصاري، نائب الرئيس الوسطي السابق حسن روحاني والمقرب من عائلة خميني وحسين مراشي نسيب زوجة رفسنجاني، إضافة إلى بهزاد نبوي الذي أسس وكالة الاستخبارات بعد الثورة الإيرانية وما لبث أن بات مقرباً من الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي والمحسوب علي التيار الإصلاحي.
وقال الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي في خطاب نشره مواقع التواصل الاجتماعي “ان جزء كبير من المجتمع يشارك المحتجين سخطهم. ومن شأن الحفاظ على الوضع القائم أن يعزز الأرضية الكفيلة بحصول انهيار مجتمعي”.
كما أكدت الصحيفة أن خامنئي ودائرته الضيقة يواجهان معضلة بعد أكثر من شهرين على بدء الاحتجاجات، ذلك أن إقصاءهم للمنافسين البارزين والإصلاحيين من الحكومة، ومن المشهد السياسي برمته لسنوات قلص الخيارات المتاحة لإنهاء الحراك الذي يمثل التحدي الأبرز للنظام في تاريخه الممتد لـ43 سنة. ولفتت إلى أن إصلاحيين قالوا إن الاحتجاجات تحركها المصاعب الاقتصادية التي تسببت بها العقوبات الدولية المفروضة على إيران، والقوانين الاجتماعية التي تفرض قيوداً على النساء، وإخراج المعتدلين من الحكومة.
وبحسب “وول ستريت جورنال”، لم يستبعد مسؤولون إيرانيون سابقون لم تسمهم أن يقيل خامنئي شمخاني أو يضغط على رئيسي للاستقالة لفشلهما في وقف الاضطرابات. ونقلت الصحيفة عن خبراء في الشأن الإيراني أن إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين قد تزداد وتيرته في حال لم ينته الحراك قريباً. وقال مصطفى بكزاد، الاستشاري المقيم في طهران الذي يوفر المشورة إلى شركات أجنبية تعمل في إيران: “ليست لدى النظام سوى وسيلة واحدة: القمع العدواني… لكن الانتفاضة الحالية تلقائية ولا قادة لها وعاطفية.. ولذلك يصعب وقفها بالقمع الشديد”.