أوروبا منقسمة حول وضع سقف لسعر لغاز الروسي..وبوتين يحذر من تبعات هذا القرار
كتبت: نهال مجدي
رفض 15 من أصل ٢٧ وزيرا للطاقة في الاتحاد الأوروبي اقتراح المفوضية بمحاولة الحد من سعر الغاز الطبيعي من خلال تطبيق حد أقصى للأسعار عندما تصل إلى ٢٧٥ يورو لكل ميجاوات ساعة لمدة أسبوعين متتاليين.
ولذا مدد ممثلو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مفاوضاتهم حول فرض سقف أسعار لصادرات النفط الروسي، ما يشير إلى احتمال انقسام الدول الأعضاء بسبب هذه القضية، بحسب وكالة بلومبيرج.
لم يمر ذلك علي الاتحاد الأوروبي قط ، وبالتالي ، لن يخدم أي غرض، -هذا ما تعتبره هذه المجموعة من دول المعارضة ، بقيادة إسبانيا-،واعتبرت وزيرة الانتقال الايكولوجي، تريزا ريبيرا، أن الآلية “تبدو مصممة لضمان عدم تطبيقها أبدا، ويبدو أن ذلك “مزحة سيئة الذوق من جانب اللجنة”.
وكانت ريبيرا أحد رؤساء الوزراء الذين ردوا بغضب على الاقتراح الذي قدمه مفوض الطاقة قدري سيمسون ووصفته بأنه مزحة.
وشددت الوزيرة الإسبانية على أنه “لا يمكن المطالبة بمثل هذا الثمن المرتفع الذي لن يتم تطبيقه أبدا”، لأن الآلية تتطلب الوصول إلى تلك ال٢٧٥ يورو لمدة خمسة عشر يوما متتاليا، “وهو أمر لم يحدث أبدا، وأنه إذا حدث، فإن أوروبا ستواجه مشكلة خطيرة لدرجة أنه لن يكون هناكما يجب القيام به”.
و تعارض دول أخرى مثل فرنسا ، إيطاليا ، بولندا و اليونان اقتراح المفوضية الأوروبية لأنه لن يكون قابلا للتطبيق. وأكد وزير أمن الطاقةالإيطالي، جيلبرتو بيتشيتو فراتين، أن “هناك سقفا، لكنه مرتفع جدا، لدرجة أنه يمكن أن يصبح حافزا للمضاربة، ودفعة صعودية فيالسعر، بدلا من أن يمثل جبهه الفرامل”.
من ناحيه اخري ، دافع سيمسون ، عن الآلية وأعرب عن أمله في أن يتم التوصل إلى اتفاق في مجلس الطاقة المقبل ، المقرر عقده في ١٣ديسمبر، وأقرا مفوضه الطاقة الاسبانيه بأنه من غير المتوقع التوصل إلى توافق في الآراء ، لكنها واثقة من أن ذلك سيحدث في النهايه.
وكانت مجموعة الدول الخمس عشرة بقيادة إسبانيا لتقترح خفض الحد إلى أقل من ٢٠٠ يورو لكل ميجاوات ساعة، و في هذه الأيام ، يتمتداول المنتج للشهر التالي عند ١٣٠ في السوق الهولندية.
وبالأمس رفضت بولندا، مقترح المفوضية الأوروبية وضع سقف لسعر النفط الروسي عند 65 دولاراً للبرميل، الذي اعتبرته مرناً جداً مع موسكو، فيما رفضت اليونان، وهي لاعب رئيسي في نقل النفط وضع سقف يقل عن 70 دولاراً للبرميل.
وقال دبلوماسيون أوروبيون إن المفاوضات ستستأنف، ويمكن الوصول إلى اتفاق يضمن استمرار تدفق النفط الروسي إلى الأسواق مع تقليص إيرادات موسكو من عائدات التصدير.
وفي المقابل، يقول منتقدو المقترح إن السقف لا يقل عن الأسعار التي تبيع بها روسيا نفطها الخام حالياً، حيث تبيعه بأسعار مخفضة لجذب العملاء في ظل العقوبات الأوروبية على موسكو بسبب غزو أوكرانيا منذ فبراير الماضي.
ولمحت روسيا إلى احتمال تغيير موقفها من سقف الأسعار، بعد أن صرحت في السابق بأنها لن تبيع النفط الخام للدول التي تلتزم به. لكن الموقف تغير اليوم.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: “في ضوء هذه الأرقام سنحلل كل هذا قبل تحديد موقفنا. من الصعب التنبؤ بتأثير هذا القرار على سوق النفط حتى الآن”.
وعلى جانب أخر حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس، من “تداعيات خطيرة” بعد وضع سقف لأسعار النفط الروسي، قبل إعلان دول عدة هذا الإجراء قريباً.
وقال بوتين في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني،: “مثل هذه الإجراءات تتعارض مع مبادئ العلاقات التجارية وستؤدي على الأرجح إلى تداعيات خطيرة على سوق الطاقة العالمية”، بحسب بيان للكريملين.