الاتحاد الأوروبي يتجه نحو طرد روسيا من نظام سويفت

كتبت: نهال مجدي

تدقيق: ياسر فتحي

يقترب الاتحاد الأوروبي من دعم طرد روسيا من نظام SWIFT للتحويلات المالية بسبب غزو أوكرانيا، حيث خففت إيطاليا من مخاوفها السابقة ودعمت الاقتراح علنًا، إذا أقرَّهُ باقي دول الاتحاد.

ويعمل كل من البنك المركزي الأوروبي، والمفوضية الأوروبية على تقييم تأثير هذه الخطوة على الاقتصاد المحلي للسماح للدول الأعضاء باتخاذ قرار بشأن الإجراء.

وجدير بالذكر أن قرار منع موسكو مِن النظام يتطلب الموافقة بالإجماع مِن دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة.

ويرى الاتحاد الأوروبي أنَّ حزمتي عقوبات الاتحاد الأوروبي الأولى والثانية المفروضة على روسيا مؤخرًا، لم تغير شيئًا في موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تدخله عسكريًا في أوكرانيا، مما دفع الكتلة إلى بدء العمل على حزمة ثالثة قد تشمل طرد موسكو مِن نظام SWIFT.

وتراجعت معارضة هذه الخطوة، حيث أعربت فرنسا وإيطاليا علنًا عن دعمهما لها، فيما لاتزال ألمانيا ضد هذه الفكرة.

وفي مكالمة هاتفية، اليوم، أخبر رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أنه يدعم بالكامل موقف الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات، بما في ذلك العقوبات في إطار عمل سويفت، وفقًا لبيان صادر عن مكتب دراجي.

وبدورها أعلنت رئيسة الوزراء الليتوانية إندريدا سيمونيتي، بمؤتمر صحفي “مما أسمعه، يبدو أنه لم يعد هناك أي معارضة قوية” للاقتراح.

تعتبر SWIFT، التي تقدم تحويلات بنكية آمنة بين أكثر مِن 11000 مؤسسة مالية وشركة أساسية للنظام المالي العالمي، وقد يتسبب عدم القدرة على الوصول إليه في إحداث أضرار اقتصادية كبيرة.

وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومير، بمؤتمر صحفي أمس، إن فرنسا توافق على منع روسيا من استخدام سويفت، الذي سيكون “خيارًا نوويًا ماليًا”.

وأضاف ” بالطبع عندما يكون لديك سلاح نووي مالي بين يديك، فإنك تفكر مليًا قبل استخدامه”.

في حين أنَّ ألمانيا لم تستبعد قطع موسكو عن نظام SWIFT، فقد أعربت سابقًا عن تحفظات بشأن الإجراء وأكدت على تداعياته الخطيرة، بما في ذلك احتمال تعرض شحنات الغاز الروسي للخطر، خاصة أن شركة الطاقة الروسية العملاقة جازبروم توفر حوالي ثلث إجمالي الغاز المستهلك في أوروبا، هناك أيضًا مخاوف من أن روسيا قد ترد بإجراءات مضادة قاسية.

ودعا المستشار أولاف شولتز إلى جلسة خاصة للبرلمان الألماني (البوندستاج) غدًا الأحد، حيث مِن المقرر أنْ يلقي خطابًا يوضح رد حكومته على الغزو الروسي لأوكرانيا.

وسيصل رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي، برفقة الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا، إلى برلين اليوم للقاء شولتز وللدفع باتجاه استبعاد روسيا من نظام سويفت، وقال المتحدث باسم مورافيكي، بيوتر مولر، إن “الساعات الأربع والعشرين الماضية شهدت تحولًا في المواقف في عدد من الحكومات المتشككة سابقًا” بشأن هذه القضية.

وأعلن وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو أنَّ بلاده لم تمنع أي اقتراح من الاتحاد الأوروبي لفرض مزيد مِن العقوبات على موسكو.

تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة بجدية ما إذا كانت ستمنع روسيا من SWIFT، حيث يناقش المسئولون الأمر مع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، كما أن هناك محادثات بدأت مع مفوضية الاتحاد الأوروبي، والسلطة التنفيذية للكتلة، بحسب وكالة بلومبرج.

وكانت بريطانيا من أوائل الحلفاء الغربيين الرئيسيين الذين دعموا الإجراء، وتضغط بشدة لإقناع الآخرين، بحسب وكالة بلومبرج.

ويشرف على نظام “سويفت” البنك الوطني البلجيكي وممثلوا البنك المركزي من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، واليابان وروسيا، والصين، وغيرها.