كتبت : ندى حسن
تدقيق : ياسر بهيج
عُرفت مصر، طوال تاريخها، بأنها مقصد المشاهير، والقادة، والزعماء، والسائحين، والجوّالة؛ فأبهرت الإسكندر الأكبر بروعة آثارها، عندما دخل مصر، و أبدى “هيرودوت”، في التاريخ القديم، اندهاشه بها؛ فعلى مدار عهود طويلة، كانت المناطق الآثرية المصرية، وبخاصة منطقة الأهرامات، على رأس البرنامج السياحي للشخصيات العالمية، قديمًا وحديثًا.
وعلى مدار السنين، والأجيال، حرص رؤساء مصر السابقون على الاحتفاء بزائريهم عند سفح الأهرامات، وكانت آخر تلك الزيارات، زيارة الأمير تشارلز وزوجته الأهرامات، ورافقهم، خلال الجولة، وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني، والمُشرف على منطقة آثار الهرم الدكتور اشرف محيي الدين.
دعاية مجانية
وعن تأثير زيارات الشخصيات العالمية المشهورة على السياحة في مصر، أكد الخبير السياحي الدكتور عبد الرحيم ريحان أن زيارات تلك الشخصيات لها تأثيرات إيجابية عديدة؛ فزيارة أي شخصية مشهورة، سواء سياسية أو رياضية أو فنية، مصر تعتبر دعاية مجانية للدولة المصرية بصفة عامة، وللسياحة بصفة خاصة؛ موضحًا أن أي شخصية مشهورة تزور مصر تمر عبر مراحل، الأولى: تحديد الأماكن التي سيزورها الضيف، يرغب هو في زيارتها، ليتذكرها دومًا، ويسعى لزيارتها مجددًا، أو وفقًا لرؤية الجهة المنظمة للزيارة لطبيعة الضيف، والثانية؛ التقاط كلمات تخرج بشكل تلقائي من الضيف حول جمال وروعة المكان الذي قام بزيارته، والتقاط صور له في هذا المكان، ثم نضع نُبذة عن هذا المكان، وأهم الأحداث التاريخية أو الدينية أو الأثرية التي يرتبط به، والثالثة إذاعة تلك اللقطات عبر القنوات الفضائية، ووكالات الأنباء العالمية، لكي يشاهد كل العالم، من خلالها، أهم مميزات المكان الذي تمت زيارته، ونشر تلك الصور، واللقاءات، ومقاطع فيديو عن الزيارة على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وتويتر، وإنستجرام لمزيد من الانتشار عالميًّا.
رسالة أمان
وأضاف د. ريحان أن زيارة المشاهير لمصر مهمة جدًا، إذ أنها توصِّل رسالة للعالم بأن مصر آمنة، وأنها مقصد المشاهير حول العالم، كما أنها تمثل خير دعاية للمقصد السياحي المصري، خاصة إذا ما قام الضيف بنشر صوره في أثناء زيارته المناطق السياحية والأثرية بمصر علي حسابه الشخصي بمواقع التواصل الاجتماعي، وكان عدد المتابعين لديه بالملايين.
وتابع : “لهذا تتجه وزارة السياحة والآثار الآن إلى استكمال خطتها نحو تنظيم عدة كرفانات، ومهرجانات سياحية، من حفل طريق الكباش، واحتفالات مدينة سانت كاترين، واحتفالات محافظة أسوان، خلال شهر فبراير المقبل.
زيارات الرؤساء
وكشف ريحان عن أهم القادة، والرؤساء، الذين زاروا مصر في كثيرًا، من دول العالم المختلفة، وحرصوا على زيارة الأهرامات وهم؛ الرئيس الفيتنامي تران داى كوانج، الذي زار منطقة الأهرامات، على هامش زيارته لمصر، وحرص على التقاط العديد من الصور التذكارية في مناطق مختلفة.
والرئيس البرتغالي مارسيلو دي سوزا، الذي حرص على زيارة الأهرامات، في أبريل من العام 2018، ورافقه وزير الآثار الدكتور خالد العناني، الذي قدّم شرحًا وافيًا لرئيس البرتغال، خلال زيارته لهرم خوفو، وهرم منقرع، ومتحف مركب خوفو، والمقابر المتاحة للزيارة بالجبانة الشرقية والغربية، إضافة إلى “أبو الهول”.
كما أجرى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق ريتشارد نيكسون، وزوجته، جولة بمنطقة الأهرامات، في العام 1974، وذلك ضمن البرنامج السياحي المخصص لهم، ورافقهم بالأهرامات الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
في العام 1994، زار الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، مع زوجته هيلاري كلينتون، منطقة الأهرامات، والتقطا فيها الصور التذكارية.
كما حرص الرئيس فلاديمير بوتين، على زيارة الأهرامات، بعد لقائه الرئيس الأسبق حسني مبارك، خلال أول زيارة لرئيس روسي إلى مصر، في العام 2005.
وجاءت زيارة الأهرامات ضمن اهتمامات الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، حيث زارها هو وزوجته، في العام 2007، فور وصولهما مصر.
وفي أبريل من العام 2016، قام رئيس جمهورية توجو فورى جناسينجبي بجولة سريعة بمنطقة الأهرامات الأثرية، والمتحف المصري، على هامش زيارته مصر، بصحبة الدكتور خالد العناني وزير الآثار.
وفي مارس من العام 2017، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي، على هامش زيارتها مصر، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى حفل فني بمنطقة الأهرامات الأثرية، ونظّم حفل عشاء على شرف استقبالها، وبدت خلال الحفل معجبة ومنبهرة بروعة المنطقة الأثرية.
وخلال زيارة الحاكم العام الأسترالي بيتر كوسجروف مصر، في أكتوبر من العام نفسه؛ حرص علي زيارة منطقة أهرامات الجيزة هو وأسرته، وكذلك تمثال “أبو الهول”.
مكاسب
وحول مكاسب السياحة المصرية من زيارة الأمير تشارلز، وزوجته، قال د. ريحان إن أول هذه المكاسب هو أن جميع وسائل الإعلام الدولية، والعالمية، وخصوصًا صحيفة التليجراف البريطانية، قدمت تقارير إيجابية عن مصر؛ أشارت خلالها إلى أن مصر تعتبر أفضل الواجهات السياحية التي يمكن السفر إليها، بعد رفع سياسة الإغلاق، ما سيؤهل مصر، حينما تستقر الأمور في العالم، لجذب نسبة أكبر من السياح، وازدياد أعدادهم هذا العام، متوقعًا أن تعود الحياة إلى طبيعتها خلال الشهور المُقبلة من العام الجديد 2022.