“بلينكن” ينتقد الوجود الروسي بكازاخستان.. و”زاخاروفا” تُذكِّره بانتهاكات أمريكية من الماضي
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر بهيج
حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحفي، من تبعات قرار كازاخستان؛ طلب المساعدة العسكرية الروسية؛ للتعامل مع موجة الاضطرابات العنيفة المستمرة.
وقال “بلينكن” إن واشنطن تعتقد أن “ألماتي”؛ وهي المدينة، التي بدأت منها التظاهرات، وتُعد العاصمة الاقتصادية لكازاخستان؛ يمكنها التعامل مع الاحتجاجات بنفسها.
سبب الانتشار
وأضاف: “لم يتضح سبب إجراء هذا الانتشار العسكري الروسي؛ يبدو لي أن السلطات، والحكومة في كازاخستان، لديها بالتأكيد القدرة على التعامل، بشكل مناسب، مع الاحتجاجات، بطريقة، تحترم حقوق المتظاهرين، مع الحفاظ على القانون، والنظام، لذلك ليس من الواضح؛ سبب الشعور بالحاجة، إلى أي مساعدة خارجية؛ لذلك نحن نحاول معرفة المزيد عن الأمر”.
وفي المقابل؛ ردّت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تصريحات “بلينكن”، بقولها: “إن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، حول دور الروس في كازاخستان؛ “فظّة”، وعندما يكون الأمريكيون في منزلك، قد يكون من الصعب البقاء على قيد الحياة !”.
وأضافت، علي قناة “تلجرام”، التابعة لوزارة الخارجية الروسية: “إن الوزير أنطوني بلينكن مزح، اليوم، بأسلوبه الفظيع المعتاد؛ حول الأحداث المأساوية في كازاخستان”.
درس من الماضي
وعلق بلينكن، على “الاستجابة المشروعة المطلقة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي لدعوة القيادة الكازاخستانية لتقديم المساعدة في ضمان الأمن”، قائلا: “درس واحد من التاريخ الماضي: عندما يكون الروس في منزلك، يصعب إجبارهم على المغادرة”.
وجاء رد “زاخاروفا” أشد قسوة؛ إذ قالت: “إذا كان أنتوني بلينكن مُغرمًا جدًا بدروس التاريخ، فالتاريخ يعلمنا أنه عندما يكون الأمريكيون في منزلك، قد يكون من الصعب؛ البقاء على قيد الحياة، وعدم التعرض للسرقة، أو الاغتصاب، وهو أمر تم تدريسه طوال 300 عام من قيام الدولة الأمريكية، وكثيرون يمكنهم أن يخبروننا عن هذا؛ الهنود في قارة أمريكا الشمالية، والكوريون، والفيتناميون، والعراقيون، والبنميون، واليوغسلافيون، والليبيون، والسوريون، والعديد من الأشخاص الآخرين، الذين لم يحالفهم الحظ، في رؤية هؤلاء الضيوف، غير المدعوين في وطنهم !”.
وصول روسي
في الوقت نفسه؛ وصلت بعض وحدات المظليين الروس، إلى كازاخستان، وساعدت القوات المحلية في استعادة السيطرة على المطار من المحتجين؛ وهي قوة تقدر بقُرابة 2500 جندي.
قوات حفظ السلام
كما تواصل طائرات الشحن العسكرية الروسية؛ نقل وحدات من قوات حفظ السلام، التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، من مطارات مقاطعات موسكو، وإيفانوفو، وأوليانوفسك، إلى كازاخستان.
وتعمل أكثر من 70 طائرة نقل عسكري روسية، على مدار الساعة؛ على نقل وحدات من قوات حفظ السلام الروسية، ومعداتها العسكرية؛ إلى كازاخستان.
تأتي هذه الإجراءات؛ وفقًا لقرار مجلس الأمن لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، الذي تم تبنيه في 6 يناير 2022، ويقضي بإرسال قوات حفظ السلام، التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي؛ إلى جمهورية كازاخستان، لفترة محدودة؛ بهدف المساعدة في عودة الاستقرار، بعد اندلاع أعمال شغب، ونهب في هذا البلد.
تبادل إطلاق النار
وميدانيًا؛ شهدت مدينة “ألماتي”، صباح اليوم، تبادلًا لإطلاق النار، بين قوات الأمن، ومسلحين، وسط انتشار أمني كثيف، واستمرار عملية مكافحة الإرهاب.
خطف وحرق
كما عثرت القوات الأمنية على مخبأ للأسلحة، في منطقة زامبيل، من بينها عدة رشاشات، ومسدسات، فيما تعمد المسلحون خطف سيارات الإطفاء؛ تحت تهديد السلاح، وأحرقوها، كما تعمدوا إحراق عدة مبان حكومية، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية.
اعتقالات
وأعلنت وزارة الداخلية الكازاخية في بيان لها، عن أنها اعتقالها 4266 شخصًا، من بينهم مواطنون أجانب، وفي إحدى قرى “ألماتي”، تم اعتقال أكثر من مائة شخص، وبحسب معطيات أولية؛ فقد تم اعتقال مواطنين من دول مجاورة لكازاخستان.
فيما أعلنت السلطات الكازاخية، اليوم، عن إلقاء القبض على الرئيس السابق للجنة الأمن القومي؛ بتهمة الخيانة العظمى.
وأعلن جهاز الأمن الوطني في كازاخستان، في بيان له؛ أن رئيسه السابق كريم ماسيموف اعتقل، أمس الأول الخميس؛ بتهمة الخيانة العظمى، بعد إقالته، في أعقاب أعمال الشغب، التي ضربت البلاد.
تظاهرات كازاخية
وكان الآلاف من المتظاهرين الكازاخيين؛ قد خرجوا في المدن المختلفة بكازاخستان، خلال الأيام الأربعة الماضية، مدفوعين بغضب كبير؛ من زيادة أسعار الوقود، والسخط على السياسات المحلية للحكومة، التي لم تتخلص من حكم الفرد الواحد.