كتب : مدحت سليمان
تدقيق : ياسر بهيج
بفضل إيمان القيادة السياسية بأهمية التعليم والبحث العلمي لغدٍ أفضل، قام رئيس الجمهورية بتدشين مشروع بنك المعرفة المصري في 14 نوفمبر 2015 ، يعتبر بنك المعرفة المصري أحد أكبر وأشمل بنوك المعرفة الموجودة علي مستوي العالم؛ نظرًا لما يحتويه من مصادر معرفية وتعليمية وثقافية وبحثية، من كبرى دور النشر والإنتاج العالمية وبيوت الخبرة المتخصصة ، كما يعتبر أحد المشروعات الرائدة علي مستوى العالم، من حيث الإتاحة علي المستوي القومي.
ويعد الموقع أكبر مصادر المعرفة على الإنترنت؛ إذ يعطي الطلاب والباحثين فرصة الحصول على موارد مجانية للتعليم والأبحاث العلمية في جميع أنحاء العالم، وقد أطلق باللغتين الإنجليزية والعربية كجزء من مبادرة “نحو مجتمع مصري يتعلم ويفكر ويبتكر”، ويحتوي على موارد من دور نشر عالمية، مثل؛ أكسفورد، كامبردج، وناشيونال جيوجرافيك، ويمكن لأي مواطن التسجيل على الموقع، داخل البلاد فقط؛ إذ أنه لا يعمل في الخارج.
بوابات لكل الفئات
الموقع يحتوي على أربع بوابات لجذب مجموعة متنوعة من المستخدمين لشبكة الإنترنت،وهي؛ بوابات الأطفال، والطلبة والباحثين، والقُرّاء عامة، وتتميز كل بوابة بما يلي:
1.بوابة الأطفال :
يمكن للآباء الاستفادة من “بنك المعرفة”، من خلال تعليم صغارهم عبر تلك البوابة المخصصة للأطفال، وهي تحت عنوان “بوابة الصغار”، ومن خلالها يمكنك إيصال المعلومات الجافة إلى أطفالك بطريقة تفاعلية، إذ تتيح البوابة نظامًا بسيطًا للتعامل مع الأطفال، كما أنها مُدْعمة بالوسائل البصرية والسمعية.
2.بوابة الطلاب والمعلمين :
أما بوابة “الطلاب”، فتحتوي على العديد من الكتب الخاصة بالمقررات الدراسية، بالإضافة إلى العديد من المصادر المعرفية والتعليمية من كبرى دور النشر العالمية، وشركات الإنتاج العالمية العاملة في هذا المجال، سواء في صورة نصوص، أو الموسوعات، أو المصادر المرجعية، أو مقاطع فيديو لتبسيط العلوم، أو غيرها من الوسائط المتعددة الخاصة بذلك.
3.بوابة الباحثين:
وتحتوي تلك البوابة على نظام بحث موحد؛ يحتوي على آلاف المقررات العلمية، في المراحل التعليمية المختلفة حتى الجامعية، وكذلك الكتب المرجعية، فضلًا عن موسوعة Britannica للطلاب، ومئات الآلاف من الصور الحقيقية والتخيلية للمواد العلمية، لتوسيع استيعاب الطلبة، من موسوعات قناة ناشيونال جيوجرافيك.
4.بوابة القُرّاء:
أما إذا كنت من عموم القُرّاء، فتخصص البوابة جزءًا يسمى “بوابة القُرّاء”، وهى تحتوي على المصادر المعرفية المحلية؛ منها والإقليمية، ومن أبرز تلك المصادر؛ قناة Discovery التعليمية، وناشيونال جيوجرافيك، بالإضافة إلى الكتب التراثية والأدبية من المكتبة البريطانية مترجمة إلى اللغة العربية.
معرفة مجانية
ويعتقد الكثيرون أن “بنك المعرفة” حصري علي الطلاب والباحثين، ولكن هذا ليس صحيحًا؛ لأن البنك خصّص أقسامًا كبرى من أجل القُرّاء الشغوفين بالقراءة والعلم، وهكذا نجد أن دور البنك لم يقتصر علي الطلاب فقط، وإنما أمتد أيضًا للباحثين والقُرّاء، كما سيدركون فيه ميزة أخرى عظيمة إذا علموا أن حصولك علي هذه المعلومات من أماكن أخري قد يكلفك أموالًا طائلة، في حين أنك تستطيع أن تحصل علي المعلومات نفسها، بشكل يسير، من بنك المعرفة، مجانَا دون أي رسوم.
وقد تم منح حق الوصول المجاني لجميع المواطنين المصريين، باستخدام رقم بطاقة الهوية الوطنية (الرقم القومي)، والبريد الإلكتروني للتسجيل.
أما بالنسبة للطلاب، فيجب اتباع الطرق الآتية للتسجيل في بنك المعرفة:
* الضغط علي الرابط: بنك المعرفة المصري
* إدخال الحساب الموحد (إيميل الطالب المخصص للأغراض الدراسية):
– كتابة البريد الإلكتروني.
– كتابة الرقم السري.
– الضغط على زر تسجيل الدخول.
وإليكم مثالًا لأحد استخدامات بنك المعرفة :
منهج العلوم للصف الرابع الإبتدائي
فيديو مبسط لشرح درس “السعة” للصف الرابع الإبتدائي، وهو متوافر باللغتين العربية والانجليزية.
ويجب ملاحظة أن جميع الروابط لن تعمل إلّا بعد التسجيل على بنك المعرفة.
الهدف الأكبر
ولايقتصر دور الموقع على إتاحة المعرفة بالمجان لكل الفئات، بل إن له هدفًا أكبر؛ وهو إصلاح التعليم في مصر، مع خطط لزيادة الاستثمار في قطاعات البحث والتعليم العالي، والتركيز على استكمال المناهج الدراسية في المدارس، والجامعات، مع توفير موارد عالية الجودة للمناطق السكانية التي تعاني انخفاضًا بالمجالات الاجتماعية والاقتصادية.
كما يوفر بنك المعرفة، بالاشتراك مع ناشيونال جيوجرافيك، وديسكفري، موارد تعليمية مختلفة، وكتب إلكترونية، وأسئلة تفاعلية، وفيديوهات تعليمية مبسطة؛ لشرح أفضل لأفكار الدرس،
ويغطى بنك المعرفة كل مراحل الدراسة؛ إبتدائي، وإعدادي، وثانوي.
التعليم عن بعد
ومع اجتياح فيروس كورونا العالم، واضطرار الجميع إلى الدخول في فترات الحظر الطويلة، والبقاء بالمنزل، ظهرت أهمية بنك المعرفة كوسيلة سهلة ومجانية من التطبيقات الإلكترونية التعليمية للتعليم عن بعد، إذ تحولت المدراس الى التعليم عن بعد، باستخدام تلك المنصات التعليمية، وبنك المعرفة في مقدمتها.
وكان لوزارة التعليم السبق في إجراءات التحول الرقمي والتكنولوجي، ضمن خطوات تطوير التعليم في مصر، من خلال وضع المناهج الدراسية والمحتوى التعليمي على بنك المعرفة، لجميع المراحل التعليمية؛ لمساعدة الطلاب على استكمال دروسهم إلكترونيًّا، عبر الإنترنت في ظل الأزمة الحالية، التي يتعرض لها العالم.
وكان إنشاء بنك المعرفة المصري هو إحدى الأدوات التي ساعدت الطلاب والقراء والباحثين، خلال فترة توقف الدراسة العام الماضي، بسبب فيروس كورونا، الذي أدّى إلي تعطل الدراسة في معظم دول العالم، وتعطل أكثر من 290 مليون طالب حول العالم.
وقد كشف وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، في وقت سابق، عن أنه قبل أزمة انتشار فيروس كورونا، كان يزور بنك المعرفة قُرابة مليون ونصف المليون زائر، متوقعًا أن تعمق الأزمة الأخيرة من زيادة استخدام التكنولوجيا، والاعتماد علي “بنك المعرفة”.