كتبت: نرمين قاسم
مراجعة لغوية: ياسر فتحي
“تَل العقارب” تحول لمجمع سكني راقي وطراز معماري مميز “روضة السيدة زينب”
عانىٰ سُكان منطقة تل العقارب بحي السيدة زينب بالقاهرة لعقودٍ مِن الإهمال والفقر والسَّكَن غير الآدمي في بيوتٍ مِن الخشب المُتهالكِ أو الصفيح، وتراكم أكوام القمامة، مما جعل الحكومة تصنفها منطقة غير آمنة للسكن، وحملت الدولة المصرية على عاتقها عبء توفير سكنٍ آمن لكل مواطن مِن أجل أجيال واعية وقادرة على قيادة سفينة الوطن.
وتُظهِر الصور مدىٰ القبح والمعاناة التي عاشها أهالي تلك المنطقة.
وفي إطار التكافل الاجتماعي مِن أجل إنهاء مشكلة العشوائيات الخطرة والتي كانت مِن المناطق العشوائية التي تُهدد الحياة، حيث تم وضعُ التخطيط الأمثل والنموذج الراقي للتطوير، بما يتناسب مع الطراز العام لمنطقة السيدة زينب بإضافة الشكل الجَمالي والطراز الإسلامي للمباني، فتم بناؤه بشكلٍ يتناسب مع عراقة حي السيدة زينب، وتغيَّر المكان وتغيَّر الاسم معه ليصبح “روضة السيدة زينب” أول كمباوند لأهالي العشوائيات.
منطقة السيدة زينب، منطقة ذات طابع تاريخي، لذا كان لابد مِن مراعاة أنْ يتناسب المشروع مع هذا الطابع، بالإضافة لتَناسُبِه مع الطابع العمراني الذي تنتهجه الدولة، لذلك تم تطوير المنطقة على الطراز الفاطمي الإسلامي،
وعلى مدار عامين، تبدلت حياة سكان منطقة تل العقارب الذين رحلوا عن تل العقارب إلى مدينة السادس مِن أكتوبر بمساكن عثمان التابعة لمحافظة الجيزة، بشكلٍ مؤقت.
تم تنفيذ المشروع، ويتضمن 816 وحدة سكنية جديدة و198 وحدة تجارية يجمعهم 16 عمارة مكونة من أرضي و5 أدوار بتكلفة 330 مليون جنيه، على 7 أفدنة تم تخطيطهم ليكون بها ممشىٰ سياحي وأماكن لانتظار السيارات.
كما يعمل المشروع أيضًا من خلال مكون ثقافي وتعليمي، حيث يتم تنفيذ مجموعة مِن البرامج الفنية المتنوعة، منها مسرح وسينما، وتضَمَّن المشروع برامج لمحو الأمية.
وفرت الدولة سكنًا آمنًا، إيجاره أقل مِن نصف الإيجار في العشوائيات؛ حيث وصل الإيجار في المناطق العشوائية لنحو 1000 جنيه، بينما في روضة السيدة 300 جنيه.. لأن المنظور الذي تم على أساسه تنفيذ المشروع هو منظور حقوقي؛ من منطلق أنَّ المواطنين قاطني العشوائيات لهم حقوق ومتطلبات وعليهم أيضًا واجبات.
فما زالت أيدي الإعمار تعمل ليل نهار لتخفيف الأعباء عن المواطنين، وهو ما جسَّده الواقع في منطقة “تل العقارب” بمنطقة السيدة زينب في محافظة القاهرة، حيث تحول المكان مِن العِشَش الصفيح ومقالب القمامة والمعيشة غير الآدمية إلى منطقة حضارية شُيِّدَت على أحدث طراز معماري لخدمة أهالي المنطقة، كما تمت مراعاة توفير محالٍ تجارية لخلق فرص عملٍ مناسبة للسكان.