fbpx
أخبار العالمأخبار محلية

انسحاب جديد للقوات الروسية.. وأمريكا تؤكد نية روسيا الهجوم على أوكرانيا

كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر فتحي

 

أعلنت روسيا، اليوم، عن انسحابات جديدة لقواتها مِن حدود أوكرانيا، حيث نقلت 10 قاذفات مِن طراز سو-24 مِن القرم إلى مناطق روسية أخرى في إطار التدريبات، بحسب وكالة إنترفاكس الرسمية الروسية.

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن “عددًا مِن وحدات المشاة الميكانيكية الروسية عادت إلى قواعدها في منطقتي داغستان والشيشان، ومنطقة نيجني نوفجورود بعد الانتهاء من تدريبات في شبه جزيرة القرم”.

وأوضحت أنَّ الدبابات والعربات المدرعة سيتم نقلها عبر السكك الحديد، وسيبلغ طول الطريق حوالي ألف كيلومتر.

وفي وقت سابق قالت وزارة الدفاع الروسية إنها تواصل سلسلة مِن التدريبات العسكرية التي تشارك فيها تقريبًا جميع المناطق العسكرية والأساطيل والقوات المحمولة جوًا.

وأكدت روسيا هذا الأسبوع أنها بدأت في سحب بعض القوات مِن المناطق المُتاخمة لأوكرانيا، لكن كييف ودولًا غربية تشكك في ذلك، وتقول إنه يجري استبدال بعض الوحدات والمعدات بأخرى على ما يبدو.

وفي المقابل حذر الرئيس الأميركي جو بايدن مجددًا من أنَّ خطر اجتياح روسي لأوكرانيا عالٍ جدًا، وأنه لا توجد مؤشرات على انسحاب روسي مزعوم للقوات على طول حدودها مع أوكرانيا، بل نقلوا المزيد من القوات، مؤكدًا أنه ليس لديه نية لإجراء اتصال جديد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حول الرد الروسي على المقترحات الأمنية التي قدمتها واشنطن.

وفي وقت سابق طردت موسكو نائب السفير الأميركي لديها، ورجّحت أوساط روسية، أن تفاقم الخطوة التي ربطتها بمضايقات للسفارة الروسية في أوكرانيا من تعقيد الوضع حول احتمال إطلاق حوار جاد بين موسكو وواشنطن لتخفيف التوتر المتصاعد.

وبينما أعلنت الخارجية الروسية عن استدعاء السفير الأميركي لدى موسكو جون سوليفان؛ لتسليمه الرد الروسي على رسالة واشنطن حول الضمانات الأمنية في أوروبا التي تطالب بها موسكو، حث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي روسيا على التخلي عن مسار الحرب، مستعرضًا ذلك السيناريو الكارثي لهجوم روسي على أوكرانيا، تؤكد واشنطن أنه وشيك، وقال بلينكن أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك «أنا هنا اليوم ليس لبدء حرب بل لتجنب اندلاعها»، مضيفًا أنه اقترح على نظيره الروسي سيرجي لافروف أنْ يلتقيا في أوروبا، وأضاف “لا أشك في أنَّ الرد على تصريحاتي اليوم هنا سيكون مزيدًا من الإنكار من جانب الحكومة الروسية.

وأضاف أنَّ الحكومة الروسية يمكنها أنْ تعلن اليوم أن روسيا لن تجتاح أوكرانيا، وأنْ تقول ذلك بوضوح أمام العالم أجمع، ثم تعمد إلى إثبات ذلك عبر إعادة جنودها ودباباتها وطائراتها إلى ثكناتهم ومخازن السلاح، وعبر إرسال دبلوماسييها إلى طاولة المفاوضات، وحذر مِن أنه في الأيام التالية، سيتذكر العالم هذا الالتزام أو رفض القيام بذلك.

وأوضح بلينكن أنَّ المعلومات التي لدى واشنطن تظهر بوضوح أنَّ القوات الروسية على الحدود الأوكرانية، بما فيها قوات برية وطائرات، تستعد لشن هجوم على أوكرانيا في الأيام المقبلة
وفصَّلَ دقائق سيناريو الغزو الذي تتوقعه الاستخبارات الأميركية ويتضمن إطلاق «صواريخ وقنابل» على أوكرانيا، إضافة إلى «هجمات إلكترونية» على «مؤسسات أوكرانية حيوية»، ثم عملية توغل «لدبابات وجنود تستهدف أهدافًا رئيسية» بما فيها العاصمة كييف.

وقال بلينكن إن هذا السيناريو «يطبق منذ الآن، مع تحرك روسيا نحو الحرب وتجديدها التهديد بعمل عسكري».

وبحسب السيناريو الذي تتوقعه واشنطن فإن موسكو ستعمد أولاً إلى “تلفيق ذريعة لهجومها”، سواء كان ذلك من خلال حدث عنيف ستنسبه روسيا إلى أوكرانيا أو هجوم تقول إنه إرهابي في روسيا أو «اكتشاف مفبرك لمقبرة جماعية أو هجوم بطائرة بدون طيار على مدنيين، أو هجوم مزيف، أو حتى حقيقي، بسلاح كيميائي».

وعن سير الهجوم المتوقع قال بلينكن، مِن دون أنْ يقدم دليلاً يدعم هذا السيناريو الكارثي، إن «صواريخ وقنابل روسية ستسقط على أوكرانيا، وستُقطع الاتصالات، وستشل هجمات إلكترونية المؤسسات الأوكرانية الرئيسية»، وأضاف: «بعد ذلك ستتقدم دبابات وجنود ضد أهداف رئيسية تم تحديدها مُسبقًا»، بما في ذلك العاصمة كييف.

وفي إطار المخاوف المتبادلة، يثير قلق موسكو القاعدة العسكرية الأمريكية في بولندا، التي من المتوقع أنْ يبدأ تشغيلها العام الجاري، وسط إصرار واشنطن على أنها ستساعدها في الدفاع عن أوروبا والولايات المتحدة على السواء من الصواريخ الباليستية التي تطلقها دول “مارقة”.

يعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تلك القاعدة العسكرية في بولندا، وأخرى في رومانيا، دليل على ما يراه تهديدًا لبلاده، وتوسع غير مقبول لحلف الناتو باتجاه الشرق الأوروبي، وهو ما يراه مُبررًا لتطويقه العسكري لأوكرانيا، بحسب جريدة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

وجدير بالذكر أن القاعدة الأمريكية في بولندا تقع بالقرب من قرية Redzikowo، التي تبعد حوالي 100 ميل فقط عن الأراضي الروسية وحوالي 800 ميل فقط من العاصمة موسكو نفسها، وبالتالي إذْ يرى بوتين أنه يمكن استخدامهما لإسقاط الصواريخ الروسية أو حتى إطلاق صواريخ كروز هجومية على موسكو.

مِن جهته أوضح توماس جراهام، الذي شغل سابقًا منصب كبير مديري الشئون الروسية في مجلس الأمن القومي الأميركي خلال عهد الرئيس جورج دبليو بوش، أنَّ موسكو لم تصدق أبدًا تأكيدات واشنطن بأن نظام دفاعها الصاروخي يستهدف إيران وليس روسيا.

وبدوره قال الأسباني، رئيس الدبلوماسية الأوروبية چوسيب بوريل “تلقينا أنباء عن انسحاب بعض الجنود، لكن لا يوجد دليل على ذلك، لا أحد لديه دليل على انسحاب القوات، ولا لدينا من أدلة وأنَّ ما نشعر بالقلق بشأنه هو زيادة القتال والقصف العنيف في بعض مناطق الحدود”.

وأوضح رئيس الدبلوماسية الأوروبية، “أن المنطقة التي زرتها بالضبط في بداية شهر يناير لم يكن فيها نشاط عسكري، ولكن الأمر تغير”.

وقد أبدىٰ السياسي الأسباني ،الذي شارك في الاجتماع الوزاري الأوروبي قلقه الشديد إزاء التفجيرات المكثفة والقتال، مع انتشار العديد من المعلومات المضللة مِن جانب روسيا لخلق مناخ مِن الهجمات المزعومة ضد الروس في هذه المنطقة من أوكرانيا، وأوضح أن مجلس الدوما صوت على دعوة الرئيس فلاديمير بوتين إلى الاعتراف باستقلال هاتين الجمهوريتين الانفصاليتين، مشيرًا: “نحن بالتأكيد قلقون جدًا”.

وعلى جانب آخر أطلقت القوات المسلحة الأوكرانية النار مرة أخرى على أراضي جمهورية لوغانسك الشعبية (المعلنة مِن طرف واحد)، بما في ذلك على منطقة “زيليونيه روشا” الواقعة في ضواحي لوغانسك، بحسب مممثلي لوغانسك في المركز المشترك المعني بمراقبة وقف إطلاق النار على خط التماس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى