فرار الأسرى الفلسطينيين من أشد السجون الإسرائيلية حراسة .. بين واقعية السينما وإبداع الخيال
كتبت: نهال مجدي-
هل تلهم السينما وحكاياتها الأشخاص والمجتمع ككل..أم أن السينما هي المرأة التي تري فيها المجتمعات حقيقتها وحدود إمكانياتها وتعكس واقعهم؟
بطولة الأسرى الفلسطينين الستة بسجون الإحتلال وفرارهم الأسطوري من سجن جلبوع أشد السجون الإسرائيلية حراسة، فرضت أسئلة على الأذهان، وأثبتت أن الخيال السينمائي قد تجده يومًا يتحقق على الأرض تمامًا مثلما تعيد السينما فى كثير من الأحيان إنتاج بطولات وقصص واقعية.
“الخلاص من شاوشينك”
تتشابه فكرة الخلاص من شاوشينك بحد كبير مع هروب الأسرى الفلسطينين من السجن الإسرائيلي، حفر نفق باستخدام آداة بسيطة، استخدام أنفاق الصرف الصحي، السرية في التخطيط والتنفيذ، لذا ف أبرز الأفلام التى جسدت فكرة الهروب من السجن فيلم “الخلاص من شاوشينك” الذي يحكي قصة المحاسب أندي دوفين الذى أدين ظلمًا بقتل زوجته وعشيقها فينتهي به الأمر بالسجن مدي الحياة، ليكتشف بعد سنوات طويلة انه ضحية مؤامرة محكمة جعلته يبدو مذنباً أمام القضاء.ولكنه قضي هذه السنوات فى حفر نفق للهروب بإستجدام الة حادة صغيرة تشبه الفأس تستخدم فى نحت الحجارة. ظن أصدقاء دوفين طوال تلك السنوات انه يستخدم تلك الألة الصغيرة لصنع قطع شطرنج كطريقة يقضي بها وقته الطويل خلف القضبان..ولكن في النهاية مع الصبر والكتمان والمثابرة يستطيع بطلنا في النهاية الهروب بخطة محكمة للغاية من السجن الذي لم يكن من المفترض ان يعاقب به.
“الهروب من بريتوريا”
ولكن الأقرب لسحر قصتنا الواقعية فيلم “الهروب من بريتوريا” انتاج 2020 ٢٠٢٠ إخراج فرانسيس أنان وبطولة دانيال رادكليف بدور “جنكين” ودانيال ويبر بدور “ستيفن لي”.
الفيلم يعود بنا لفترة الفصل العنصري بجنوب إفريقيا عن قصة حقيقية وقعت بالفعل، ليحكي لنا قصة الشابين جنكين وستيفن اللذان انهيا دراستهما الجامعية عام 1973 وبعدها انخرطا في المؤتمر الوطني الافريقي وزعا منشورات سياسية في على المواطنين تدين وترفض الفصل العنصري، رغم أنهما من العرقية البيضاء، ليقبض عليهما ويحكم على جنكن بالسجن 12عاما وستيفن 8 سنوات.
يندمج الاثنان في سجن بريتوريا مع مجموعة السجناء السياسيين الآخرين، ويحاول الاثنان إقناع أكبر عدد من السجناء بفكرة الهرب عبر براعة جنكين في صنع مفاتيح خشبية لاقفال السجن، فصنع ٣٥ مفتاحًا للأبواب جميعها وهرب مع اثنان آخران من السجناء. وكان جميع المشاركين فى تلك الخطة على علم بانهم امام خياران لا ثالث لهما وهما اما الحرية او العقاب بــ٢٥سنة اضافية في حال انكشاف خطة الهروب.
“خطة هروب”
هناك أيضا فيلم “خطة هروب” لإثنين من نجوم هوليوود سيلفتسر ستالوني و أرنولد شوارزنيجر. يجسد ستالوني فيه شخصية مهندس ماهر عبقري يقع ضحية مؤامرة تجعله يُحبس في أكثر السجون سرية في العالم. وعليه أن يستخدم مهاراته للهروب، وحيث أن السجن الذي سُجن فيه من تصميمه فقرر ان يقوم بالهروب منه والانتقام من مَن زج به خلف القضبان. ولكن داخل السجن يتعرف على شريك أخر وهو شوازنجر لقرروا العمل معًا والهروب في النهاية، وللفيلم أكثر من جزء يتناول قصة الهروب من السجون.
“الهروب من الكاتراز”
لا يوجد سجن في العالم ينافس شهرة سجن جوانتانمو الا سجن بالكاتراز الأمريكي لدرجة انه من الاقوال الشعبية المؤثورة عن هذا السجن مقوله ”من يخرق قواعد المجتمع يزج به في السجن، ومن يخرق قواعد السجن يزج به في (الكاتراز)“. اشارة الى أنهنه المقبرة النهائية لكل المجرمين وفي هذا السجن بالتحديد حصلت اشهر عملية فرار مازالت الى اليوم لغز غامض ويقال بأنها اول عملية فرار ناجحة في تاريخ امريكا وتم انشاء عنها ما يقرب من 6 أفلام اشهرها فيلم “الهروب من الكاتراز” بطولة الممثل والمخرج الأمريكي الأشهر كلينت إيستوود عام 1979.
تبدأ قصة الفيلم حبس السجين فرانك موريس (كلينت إيستوود) عام 1960 (الذي هرب من عدة سجون من قبل) في سجن الكاتراز. وبمرور الوقت يلاحظ موريس أن الخرسانة حول فتحة التصريف في زنزانته ضعيفة ويمكن حفرها، فيفكر وقتها فى الهرب، وعلى مدى الأشهر القليلة التالية، يحفر موريس وإثنين من رفاقه بالسجن الخرسانة حول فتحات التصريف في زنازينهم باستخدام الملاعق وأسلحة حادة ،استطاع موريس اخفاءها عن أعين الحراس.، ومن خلال حمل المعدات المستخدمة للهرب، يصل موريس ورفيقيه إلى السقف و إلى أن يصلوا الى ساحة السجن، ويتسلقون سياج من الأسلاك الشائكة، ويشقون طريقهم إلى شاطئ الجزيرة، باستخدام ما يشبه مركب مطاطي صغير صنعوه من معاطف المطر، ويتشبثون به الى ان اتسطاعوا في النهاية الهرب بعيدًا عن السجن.
“الهروب الكبير”
ولعل أبرز كلاسيكيات أفلام الهرب هو فيلم “الهروب الكبير” المأخوذ عن قصة حقيقية، حول مجموعة من سجناء الحلفاء الذين يحاولون الهروب من معسكر لأسرى الحرب النازيين مخصص للطيارين تحديداً .
وفي الفيلم يبتكر مجموعة من الضباط طريقة للهرب ومعهم 250 سجين أخرين..ولكن المختلف فى الأمر انهم لم يكن هذه المجموعة المخططة للهرب كانوا مقتنعين ان واجبهم حتي وان فشلوا فى تحقيق هدفهم فيسكونوا قد نجحوا فى إرهاق العدو وتشتيت انتباهه، وتأكيد قائد السجناء الأسرى أن من واجبهنم أن يستمروا في المحاولات مرة ومرات عديدة الي ان ينجحوا بالنهاية.
الفيلم انتاج عام 1963 وبطولة ستيف ماكوين, جيمس غارنرو وريتشارد أتينبور.