كتبت: أمل البني – مريم عماد
تدقيق: عبد الفتاح عبد الواحد
تسعى مصر منذ مدة إلى تطوير البحيرات السمكية وإعادتها إلى سابق عهدها، بهدف زيادة الإنتاج السمكي، وبالتالي تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك، حيث تعتبر الثروة السمكية في مصر واحدة من أهم مصادر الدخل القومي، ومصدرًا أساسيًا من مصادر البروتين الآمن الذي يوفر الاحتياجات الغذائية.
وقد تبنت الدولة المشروع القومي لتنمية وتطوير البحيرات السمكية وإزالة التعديات عليها، وتشمل بحيرات شمالية وساحلية وداخلية.
أولًا: بحيرة المنزلة
-تعد أكبر وأهم البحيرات الطبيعية بمصر، حيث تطل ضفافها على أربع محافظات وهي: الدقهلية – بورسعيد – دمياط – الشرقية، وقد كانت تبلغ مساحتها حوالي 750 ألف فدان تقريبًا، ولكن تقلصت إلى 150 ألف فدان.
-وتمثل ثلث إنتاج الثروة السمكية في مصر، وتتميز بتنوع أسماكها، حيث بلغ إنتاجها عام 2016 حوالي 42 ألف طن من الأسماك، وارتفع هذا الرقم إلى 83 ألف طن عام 2020.
-وتم تطوير شبكات وحشائش البحيرة بواقع 44 ألف فدان، وتكريك 95 مليون متر مكعب، وإزالة جميع التعديات الواقعة عليها بواقع 5223 حالة تعديات على البحيرة، وتطوير القنوات، وسيتم الانتهاء من التطوير في نهاية عام 2022.
ثانيًا: بحيرة البردويل
-تعد من أنقى بحيرات العالم، وتقع في شمال سيناء، ويبلغ طولها 90 كيلو مترًا، وعرضها 22 كم، وعمقها يصل إلي 5 أمتار بعد التطوير الأخير.
-وتتمتع البحيرة بثروة سمكية مميزة، حيث يبلغ إنتاجها الحالي من الأسماك 4000 طن سنويًا، ويستهدف زيادة الإنتاج ليصل إلى 50 ألف طن سنويًا.
-ويتم التطوير على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى هي: إزالة التعديات الواقعة عليها، وتطوير الشبكات والحشائش، وقد تم الانتهاء منها.
المرحلة الثانية هي: مرحلة التكريك والتعميق في البحيرة وتطوير 3 مراسٍ للصيادين.
المرحلة الثالثة هي: إنشاء قرية للصيادين في البحيرة التي تحتوي على 1228 مركبًا، يعمل عليها 4 آلاف صياد، ويتم العمل عليها حاليًا.
-وتم تطهير بوغاز 1 وبوغاز 2 اللذين يربطان البحيرة بالبحر المتوسط، حيث تم تعميق البحيرة، وفتح قنوات شعاعية طوال البحيرة بالكامل، ليحدث تبادل لمياه البحر المتوسط مع مياه بحيرة البردويل.
ثالثًا: بحيرة البرلس
-توجد بمحافظة كفر الشيخ، وتعد ثاني أكبر البحيرات الطبيعية الموجودة في مصر من حيث المساحة، حيث تبلغ مساحتها حوالي 108 آلاف فدان تقريبًا، وذلك بعد تناقص 50% من مساحتها الأصلية، بسبب التعديات الواقعة عليها.
-وتقع محافظة كفر الشيخ في القمة بالنسبة للمحافظات الأخرى في الإنتاج السمكي، حيث تنتج حوالي 50% من إجمالى إنتاج الأسماك على مستوى الجمهورية.
-ويتم التطوير على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: تطهير وتعميق البوغاز بمساحة 1500 فدان.
المرحلة الثانية: تطهير وتعميق البوغاز بمساحة 1500 فدان، وتكريك بوغاز البرلس، وعمل 3 قنوات إشعاعية، لتوصيل مياه البحر للبحيرة لزيادة ملوحة المياه، وتكسية البوغاز على جانبيه، مع إنشاء حماية لشاطئ البوغاز بطول 3 كيلو مترات على الجانبين، بتكاليف تصل إلى 455 مليون جنيه.
وفتح 5 أبواب بالبحيرة وهى (الشاروش، الزنقة، المتفذ، القطوعات، سنجار) بالإضافة إلى تطهير قناة برنمبال بطول 11 كيلو مترًا، وتعديل السحارة أسفل ترعة الراشدية.
المرحلة الثالثة: تبدأ من تطهير البحيرة، وإنشاء قسم شرطة مسطحات البرلس على مساحة 400 متر مربع، بتكاليف مليون و250 ألف جنيه.
وإنشاء أول كورنيش لبحيرة البرلس “ممشى أهل مصر” على عدة مراحل، بطول 15 كيلو مترًا، بتكاليف 60 مليون جنيه، تحت إشراف جهاز تعمير الساحل الشمالي، بالتعاون مع محافظة كفر الشيخ.
رابعًا: بحيرة إدكو
-تعد من أشهر البحيرات في مصر، والتي تقع بمحافظة البحيرة، وقد بلغت مساحتها في بداية القرن العشرين 35 ألف فدان، ثم أخذت في التقلص بعد ذلك بسبب التعديات الواقعة عليها، إلى أن وصلت مساحتها الحالية إلى 5 آلاف فدان.
-وتبلغ مساحة البحيرة 31876,6 فدان، كما تتمتع بالعديد من الأسماك المميزة والمختلفة، حيث يبلغ إنتاجها من الأسماك 8000 طن سنويًا، ويستهدف زيادة الإنتاج السمكي ليصل إلى 17200 طن سنويًا، أي ما يقرب من زيادة 9200 طن سنويًا.
-ويتم التطوير على خمس مراحل، تبدأ بتكريك وتعميق البحيرة على مساحة 300 فدان، بتكلفة 46 مليون جنيه، مع تنفيذ أعمال تكريك مجرور صرف داخل بحيرة إدكو حتى بوغاز المعدية بطول 14 كيلو مترًا، وتعميق المجرور بعمق يصل إلى 3.5 متر بعرض من 50 إلى 100 متر.
خامسًا: بحيرة مريوط
تقع بجنوب الإسكندرية، وتعد من البحيرات الشمالية التي كانت تتصل بالنيل جنوبًا، وبالبحر المتوسط شمالًا على طول 200 كم مربع، ولكثرةالتعديات التي وصل حجمها إلى 850 حالة تعد من مبانٍ ومنشآت، تقلص حجمها إلى 50 كم، بمساحة ما بين 16-17 ألف فدان، ويبلغ حجم إنتاجها ما بين 11 : 12 ألف طن من الأسماك سنويًا.
-ولبحيرة مريوط حظ وفير من أعمال التطوير، لإعادة حياة الثروة السمكية، وإزالة الهيش والبوص لإعادة حركة الصيد، فشملت أعمال التطوير تعميق البحيرة إلى نحو 3 أمتار، بعدما كان 30 سم، مما يؤدي للحفاظ على رفع منسوب المياه طوال السنة، والحفاظ على المياه القادمة من مصرف القلعه داخل البحيرة، حيث وصل حجم الماء إلى 5 ملايين متر مكعب بعد التطوير، وقد اعتمدت وزارة التخطيط مبلغ 78.7 مليون جنيه لتطهير بحيرة مريوط لعام 2020-2021.
-ويهدف تطوير بحيرة مريوط إلى:
-زيادة إنتاج أسماك البلطي والمبروك (عادي – فضى-حشائش).
-استغلال المساحات الشاسعة ببعض المفرخات، لإنتاج الأسماك وتصديرها.
-إنشاء ممرات مائية بطول 430 م، للحد من ظاهرة انحسار المياه عن حوض 2000.
-تطوير مساحة 235 ألف متر مسطح بحوض الـ 6000 فدان وحوض الـ5000 فدان.
سادسًا: بحيرة قارون
-تقع بحيرة قارون في الجزء الشمالي الغربي لمحافظة الفيوم، وتبلغ مساحتها حوالي 53 ألف فدان بعمق 4.2متر، حيث تعد من أقدم البحيرات الطبيعة في العالم، وهي بحيرة داخلية لا تتصل بالبحر، وقد بلغ إنتاج الأسماك بها عام 2014 نحو 4 آلاف و500 طن، وانخفض هذا المعدل في عام 2017 بنسبة وصلت لـ75%، ويرجع هذا لزيادة نسبة الأملاح، بسبب الصرف الزراعي المحمل بالأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية والأملاح، إضافة لوجود طفيل الأيزوبودا الذي ينمو في البيئة المالحة، حيث انتشر في البحيرة منذ عام 2013.
-وضمن خطة تطوير البحيرات، اتجهت الدولة لتطوير بحيرة قارون عن طريق اتجاهين: اتجاه قصير المدى، واتجاه طويل المدى.
ويشمل الاتجاه الأول التحكم في نسبة الملوحة، وذلك عن طريق إنشاء حزام آمن يحيط بها بطول 5 كيلو مترات، لعمل تسريب للمواد الصلبة والعضوية، إلى جانب التوقف عن إلقاء ذريعة السمك، إلى أن يتم القضاء على طفيل الأيزوبودا، ووضع 5 ملايين ذريعة جمبري، لما لها من قدرة على تحمل البيئة الحالية بالبحيرة، إضافة لرفع كفاءة محطة الصرف الصناعي بمنطقة كوم أوشيم، لتنفيذ مشروعات الصرف الصحي.
بينما الاتجاه الثاني طويل المدى؛ يستهدف إنشاء العديد من محطات المعالجة، والقضاء على المسببات الرئيسية في عملية التلوث، وذلك في الفترة ما بين 4 إلى 6 سنوات.
سابعًا: البحيرات المُرَّة
-وهي بحيرات مالحة توجد بين الجزءين الشمالي والجنوبي من قناة السويس، وتم إنشاؤها عام 1955م على مساحة 250 كم مربع، لتمتد من الدفرسوار شمالًا إلى جزيرة الكبريت جنوبًا، حيث تعتبر الإسماعيلية المدينة الأقرب لها.
-وتنقسم البحيرة إلى بحيرتين: صغرى وكبرى، وتتجمع فيها المياه من البحرين: الأبيض المتوسط والأحمر، لتحل محل المياه المفقودة نتيجة للتبخر، ويبلغ إنتاجها من الأسماك حوالي خمس آلاف وسبعمائة طن سنويًا.
ثامنًا: بحيرة بور فؤاد
-تقع بحيرة بور فؤاد في الجانب الشمالي الغربي لسيناء، وتبلغ مساحتها حوالي 25 ألف فدان، ولكنها تقلصت إلى نحو 2700 ألف فدان، وذلك بعد ردم حوالي 19 ألف فدان، مما أثر سلبيًا على الإنتاج السمكي، حيث بلغ إنتاجها نحو 2 طن فقط سنويًا.
-وحظيت بحيرة بور فؤاد بالتطوير، لتتحول من 5 آلاف فدان إلى 12 ألف فدان، بعمق لا يقل عن 3 أمتار، مما يؤدي لتنمية البحيرة، والحفاظ على الثروة السمكية بها، حيث تشتمل على أنواع مختلفة من الأسماك الفاخرة، مثل:(الدينيس- القاروص- اللوت- الوقار – الجمبري – الكابوريا – غطا موسى).
وجدير بالذكر، أن الاهتمام بالثروة السمكية، وتطوير البحيرات، يعد مشروعًا قوميًا يعكس قدرة الدولة المصرية على الوقوف مرة أخرى في مختلف المجالات، حيث يسهم في زيادة وتنوع الأسماك، إضافة لما له من بُعد اقتصادي، وسياحي هام.