كتبَ: محمد ماهر
تدقيق لُغوي: ياسر فتحي
دَعونا قبلًا نُعَرِّف نواتج السِفَاح السياسي؛ هُم أبناء “المَحظورة” وبنات “المُنحَلَّة” وأولاد الاشتراكية الأناركية الماجِنة، وبعضهم نتاجُ علاقاتٍ سياسية محرمة بين كُلِّ هذه التيارات المُقززة سياسيًا واجتماعيًا وبطبيعةِ الحال ثقافيًا، فيخرجون مشوهين لا يعلمون إلى مَنْ ينتمون وإلى ماذا يطمحون، وفي النهاية يصبحون مَطيَّةً لِكُلِّ التيارات المُعادية لفكرة الوطن.
بالتأكيد ليس هناك أيُّ أرضيةٍ مشتركة مِن أيِّ نوعٍ بين غِلمان الجماعات والتنظيمات المُتأسلمة وبين الاشتراكيين عامة والأناركيين خاصة، لكن عندما يجتمع هؤلاء على أرضيةٍ مشتركة، فاعلم عزيزي القارئ أنهم اجتمعوا على هدم الدولة كمرحلةٍ أولىٰ، ثُم يتحاربون بعد ذلك علىٰ السلطة ويكيلون الاتهامات لبعضهم البعض كَقولهم أنتَ كافرٌ زِنديق وأنتَ رجعيٌ متخلفْ، وما إلى ذلك مِن المقززات السياسية التي تنتجها هذه العلاقات السياسية المُحرَّمة بين طرَفَيْ النقيض مِن أقصىٰ اليمين وأقصىٰ اليسار.
فَطِنَ المُشير المغفور له بإذن الله لتلك الأغراض التي أرادتها وتمنتها بل وخططت لها لعقودٍ مِن الزمان نواتجُ السفاح السياسي تلك، ولذا كان المُشير طنطاوي بالنسبة لهم هو العقبة التي تقف في طريق أحلامهم، وقد حاولوا بكل الطرق غير المشروعة قبل المشروعة أنْ يزيحوه عن طريقهم، ولكنه وقف كالصخرة ترتطم بها الأمواج وتتكسر على سطحها دون أنْ تَمَسَّ أي شئٍ منها سوىٰ السطح. وتوفىٰ اللهُ المُشيرَ ومازالوا يحفظون شكل بيادته التي ذلَّتهم وأسلمَتْهُم للشعب المصري، وبذلك تركت تجاويف بيادة المشير علاماتها على أوجههم ولن تُنسىٰ أبدَ الدهر.
هزمَ المشير طنطاوي المغفور له بإذن الله الصهاينة مرتينِ، مرةً في شبابه في حرب أكتوبر ومرةً في كِبَرِه داخل مصر، فنواتجُ السفاح السياسي ما هُم إلا صهاينةُ الداخل، لكن بفطرة المصري الوطني، وبذكاء الرجل الواعي لمهددات الأمن القومي، استطاع البطل أنْ يعبر ببلادنا مرةً أخرىٰ كما عبر قبلًا لهزيمة الصهاينة، وأكاد أجزم أنَّ عبورَ الداخلِ كانَ أعْقَد وأصعب مِن عبور أكتوبر.
اللهم لا شماتة، ماتَ مرسي في قفص الاتهام مُتهمًا بخيانة الوطن، ومات العريان غير مستورٍ وخرج مِن السجن إلى القبرِ كما قالها على الرئيس السابق مبارك عندما حاول أنْ يتوسط عمرو موسىٰ لمبارك فردَّ عليه العريان غير المستورِ وقال “هيخرج مِن السجن على القبر” وقد أوجبها الله للعريان غير المستورِ وجنَّبَها مبارك.
دائمًا ما يُحِقُّ الله الحَقَّ بآياتهِ الظاهرة للعباد وكل يومٍ نتعظ مِن “ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله”.
ولتذهب نواتِجُ السِّفاح السياسي إلىٰ الجحيم.