الغاز المصري… مستقبل واعد، وثقل سياسي كبير
كتب: أحمد علي
– إكتشافات الغاز
إكتُشف أول حقل بري للغاز في منطقة أبو ماضي في دلتا النيل عام 1967 والذي كان بداية الإستكشافات الكبرى للغاز الطبيعي في مصر، وتبعه إكتشاف حقل أبو قير البحري في البحر المتوسط في عام 1969، ثم حقل أبو الغراديق في الصحراء الغربية في عام 1971،وتوالت الإكتشافات التي كان أهمها حقل ظُهر وهو أكبر حقول الغاز بالبحر المتوسط حتى الآن، إفتتحه الرئيس السيسي عام 2018، وكان تم تشغيله تجريبياً عام 2017، وهو يمثل 40٪ من إجمالي إنتاج مصر من الغاز الطبيعي، بعدد 15 بئر منتجة للغاز، بلغت تكلفته حتى نهاية المشروع 15.6 مليار دولار.
تُقدر إحتياطيات الحقل ب 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز، وتُقدر القدرة الإجمالية لمصر في إنتاج الغاز الطبيعي بأكثر من 7 مليار قدم مكعبة يومياً، وهو معدل غير مسبوق في تاريخ مصر.
وتبلغ إحتياطيات الغاز لمصر تقديرياً المؤكدة حتى الآن 63 تريليون قدم مكعب من إحتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة بدءًا من يناير 2021،حسب المرصد المصري التابع للمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية.
وتم تحقيق الإكتفاء الذاتي لمصر من الغاز في سبتمبر 2018،مما جعلها واحدة من أكبر المنتجين في الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث سجلت قيمة صادرات مصر من الغاز الطبيعي والمُسال في عام 2022 إلى 4 مليار دولار تقريباً، وذلك بفضل إرتفاع مستويات الإنتاج المحلي والتوسع في تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
وتمتلك مصر بنية تحتية لإسالة الغاز الطبيعي، مكنتها من عقد إتفاقات عِدة مع الإتحاد الأوربي، بالإضافة لمشاريع الربط بين الدول العربية، وأهم البُنى التحتية لمصر في إسالة الغاز مجمعين على البحر المتوسط لإسالة الغاز وتصديره وهما “مجمع دمياط وإدكو” بـ طاقة 17.5 مليار متر مكعبة سنوياً من الغاز.
– التحول من الإستيراد للتصدير والعائد الإقتصادي لمصر:
وتحولت مصر من دولة مستوردة للغاز الطبيعي إلى دولة مُصدرة للغاز بفضل الإكتشافات المتوالية والتنقيب المستمر، الذي يدفعه للتقدم والإستمرار في التنقيب، رؤية ثماره في إكتفاء مصر ذاتياً وبدايتها لتصدير الفائض بعد الإستهلاك المحلي لمحطات الكهرباء ومحطات الوقود.
وكما ذكرت، فقد حققت مصر عائد إقتصادي كبير بالنسبة لدولة صاعدة في مجال الطاقة بـنحو 4 مليارات دولار، الآخذ في الزيادة مستغلاً حاجة أوربا للغاز وتوقيع عشرات الإتفاقيات والعقود الإقتصادية في مجال الغاز.
– العائد السياسي لمصر:
تطمح مصر حسب خطتها الأستراتيجية التي وضعتها بأن تصبح مركزاً للطاقة، وهو ما يضيف ثُقلاً سياسياً ويمثل ورقة ضغط قوية في المستقبل لمصر، بالإضافة للعائد الإقتصادي الذي سينعش الإقتصاد المصري بمبالغ ضخمة نسبياً في الفترة الحالية.
أصبح واضحاً للجميع إن الطاقة سلاح، وقد تم إستخدامه سابقاً في حرب 6 أكتوبر عام 1973 حين قطع العرب إمدادات البترول وإستخدامه كسلاح في وجه الغرب لدعمه إسرائيل.
والتاريخ دائماً ما يُعيد نفسه، فـ روسيا الآن تستخدم الغاز كـ سلاح في وجه أوربا لفرضها عقوبات على موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا، وأصبحت أوربا الآن في موقف لا تُحسد عليه، إذ إن الشتاء على الأبواب وروسيا أغلقت خطوط الغاز والإحتياطي لا يكفي، لذا إقتصدت أوربا في أستهلاك الطاقة وتوفيرها قدر المستطاع للشتاء القادم، وهي فرصة ذهبية لمصر نظراً لإرتفاع أسعار الغاز عالمياً، وحاجة أوربا له، يمكن لمصر مد أوربا بالغاز الطبيعي، وإستغلال الأزمة الإستغلال الأمثل لإنعاش الإقتصاد المصري وتحقيق عائد مادي كبير، إضافة لكونه ورقة ضغط قوية يمكن التلويح بها في أي ضغط مقابل من أوربا.