يوستينا نبيل تكتب: ازاي تخلي حواسك حاضرة وقوية
Mindfulness “تنبيه وتركيز ذهنك في اللحظة”
To be here and now “ان تكون حاضراً هنا و الآن”
“جسمك-أفكارك – نفَسك -حواسك” كلها حاضرة بنفس القوة في اللحظة دي.
كتير بنسمع المصطلحات والعبارات دي، بس كام حد عارف معناها وتطبيقاتها الواقعية والحقيقية؟!
كل اللي قربوا من المصطلحات دي بطريقة أو بأخرى، بيختصروها في “Meditation “ و بيتهيألهم ان الموضوع كله انك تغمض عينيك وتتخيل مكان هادي ومريح تتخلى فيه عن كل افكارك ومشاعرك عشان توصل ذهنك “للصفر” لا تبقى بتفكر في حاجة ولا حاسس بحاجة غير ال”السكوت”! هل دا معناه؟! لأ .. وللأسف دا معنى سطحي ومختزل بشكل كبير لحقيقة الأمر.
تنبيه الذهن وإعادة برمجته في التركيز، إنك تتعلم تبقى شخص حاضر في المكان واللحظة الحالية هي مجموعة من التدريبات المستمرة والمتنوعة؛جسمانية وعقلية ونفسية.
أول دورة اتعملت كانت سنة ١٩٧٩ لمدة ٨ أسابيع من بروفيسور أمريكي اسمه” John Zinn” وهدفها كان مساعدة الأشخاص اللي بيعانوا من آلام مزمنة، بعدها وفي سنة ١٩٩٠ اتطورت الدورة على ايدي ٣ علماء في انجلترا، وبقت بتشمل كمان التعامل مع الافكار السلبية واللي مرتبطة ارتباط شديد بالاكتئاب.
أهميته واللي بتثبتها أبحاث كتيره علمية من أطباء في علم الأعصاب ونصائح من المختصين النفسيين; هو تعلم طرق أحسن للتعامل مع الأمراض الجسدية زي القلب والسرطان والآلام المزمنة والأمراض المناعية، وكمان تحسين الصحة العقلية والنفسية لمرضى الاكتئاب والإدمان والتوتر والضغط العصبي والقلق المزمن، وقد أثبتت التجارب والأبحاث ان اللي بيمارسوا تدريبات ال “Mindfulness“ هم الأكثر قدرة على تقدير حياتهم وإدراك ذاتهم و أقدرهم استيعاباً وتأقلم مع ظروف حياتهم والتعاطف مع غيرهم.
نيجي بقى للأهم وبداية التدريب العملي على”تنبيه الذهن”، ليه فيه ناس بتفشل انها تعمل تدريبات التأمل”meditation”؟! لأنها بتحاول بكل طاقتها تعمل حاجه، في حين ان تدريبات تنبيه الذهن هدفها الرئيسي انك متعملش حاجة”حالة الصفر” الولا حاجه.
“كل ما هتقاوم شيء هيمسك فيك اكتر” دا المبدأ اللي لازم تفهمه عشان تكمل معانا السكة دي وانت مرتاح اكتر، الحل في ايه!؟ الحل في القبول! ايه معنى القبول؟! الاكيد انه مش الاستسلام، القبول هو انك تقر وتعترف باللي بيحصل”هنا ودلوقتي” لو تعبان هتقبل انك تعبان وتقول إنك تعبان، لو غضبان هتقر انك جواك مشاعر غضب .. ببساطة كده من غير أحكام ولا مقاومة للشعور أو محاولة للتزيين والإنكار، او توقعات حتى انك هتغير المشاعر ديه!
دا بيعمل ايه؟! وليه مهم؟! ببساطة كده دا تدريب عملي على تنبيه الذهن وانك تبقى في اللحظة اللي عايشها لا بتفكرلها في حل”فيبقى ذهنك في المستقبل واللحظة الجاية” ولا أنت بتدور على أسباب الشعور”فتكون في اللحظة اللي فاتت واللي سببت شعورك الحالي”، وبالتالي نبدأ نتخلص من شيء عندنا كلنا في بعض الاحيان مهم وضروري وبيخلينا نقدر ننجز مهامنا مهما كان شعورنا، بس للأسف في نفس الوقت هو معطل قوي وسبب رئيسي للقلق المزمن وأمراض الاكتئاب; هو ال”Auto Pilot”، ايوه عندنا طيار آلي في دماغنا، وهو رد الفعل التلقائي في حالة ان مخك استقبل إشارة بالخطر، وبيكون رد فعله في الغالب اللي بيأهل جسمك له هو التجمد او الهروب، والأكيد ان دا مش مفيد كل الوقت، خصوصاً في الإنذارات الكاذبة اللي معظم الوقت بقى عقلنا بيستقبلها بسبب الظروف والمحيط الضاغط اللي بقينا عايشين فيه.
في المقال الجاي هنعرف ازاي نقدر نعيد برمجة ردود أفعالنا عن طريق”تنبيه الذهن”، وازاي عقلنا ميكنش محصور في اللي حصل او اللي هيحصل، ازاي نبقى هنا ودلوقتي؟! ودا بيكون بزيادة وعينا بردود أفعالنا وأفكارنا ومشاعرنا في مختلف المواقف، عن طريق زيادة الوعي بجسمنا وعقلنا بخطوات بسيطة وعملية يومية، زي ما بنهتم ندرب عضلاتنا بالظبط، الموضوع بياخد وقت ومجهود بس النتيجه تستحق التعب لتحصل على مساحة آمنة ليك من خلالها تحقق تواصل افضل مع نفسك ومع اللي حواليك.