fbpx
مقالات

بقلم رئيس التحرير: لماذا لا يغتال نتنياهو رئيسي في سوريا؟!

بقلم رئيس التحرير: إسلام كمال

لماذا لا تغتال إسرائيل الرئيس الإيرانى، وهو في نطاق الاستهداف السهل جدا، خلال زيارته الاستثنائية لدمشق؟! .. هل حتى لا تغضب روسيا أم الصين أم السعودية؟! ، أم لأن “إيران المتأسلمة” بعبع أمريكا وإسرائيل الكارتوني المفضوح، وبقاءها في هذا الإطار مهم لهما؟!

منطقي أن تل أبيب لا تمس بشار رغم كل هذه الغارات الإسرائيلية المتواصلة على كل جزء في دمشق، لأنه يحقق أحلاما لم تكن تتصورها إسرائيل بالمرة، فمن كان يصدق في يوم من الأيام أن تغير تل أبيب على كل مكان في سوريا دونما اعتراض من أحد، ودونما يحدث شيئا لمقاتلة أو طيار لها، ودونما رد إنتقامى سورى؟!

وحتى لو كان هناك تنسيق روسي صيني سعودي إسرائيلي أمريكي حول هذه الزيارة التى تستمر يومين، فهل سيكون استهداف رئيسي أعقد من استهداف بوتين الذي تم اليوم فعليا للمرة الثانية بمسيرات أوكرانية، رغم النفي الأوكراني المتوقع، ونفس الشئ كما ستفعله إسرائيل مع استهداف رئيسي .. ومعروف طبعا إن أوكرانيا ليست لديها مسيرات بعيدة المدى، ومن الممكن أن تكون أمريكية أو أوروبية أو حتى إسرائيلية وتركية!

وبالتالي هل يكون الاستهداف الإسرائيلي للرئيس الإيرانى صعبا بالمسيرات أو خلافه؟!، والمفارقة أن الغارات الإسرائيلية التى تتحجج بأنها تستهدف أرتال ومخازن عسكرية تابعة للحرس الثورى وحزب الله، لم تستهدف السفارة الإيرانية بدمشق أبدا، فهل هناك نسق ما لإتفاق لحماية رئيسي، وإلا لماذا بالذات الآن يأتى لزيارة دمشق، فالمعتاد أن يذهب بشار سرا إلى إيران أو روسيا، وبالطبع يكون على لوحة نيشان إسرائيل وأمريكا ويتركونه، فهل نحن أمام قط يتلاعب بفأر، ويختار وقت قتله، أم أننا أمام ثعبان أطلقه علينا رفاعى خبيث، قادر على إلتقاطه بعد نهاية مهمته؟!

هل يذهب رئيسي لسوريا بحجج عناوين اقتصادية، الآن بالذات في حماية صينية وروسية وسعودية وتركية وأمريكية، حيث تتقارب كل هذه الأطراف لإعادة سوريا للمشهد الدولى، رغم الاعتراض الإسرائيلي وبعض العربي والدولى على بقاء بشار في صورة سوريا الجديدة؟!

رئيسي، كلامه حماسي واعتيادى في مثل هذه الأجواء بالطبع، وبشار من حقه أن يحتفي كامل الاحتفاء بنصره، رغم إنه لا يسيطر إلا على دمشق وطرطوس واللاذقية وبعض حلب وحمص، والباقي مقسم بين الأمريكان والأتراك والأكراد وفلول الإرهابيين، وما لدى بشار يعرض للقصف تقريبا يوميا!

نهاية، بالتأكيد هناك سر بعيدا عن الترتيب لسوريا وإيران الجديدتين، خاصة إن كل الغارات الإسرائيلية حجتها رفض التموضع الإيرانى في سوريا، فما بالك لو جاء الهدف الإيرانى الأكبر في نطاق استهداف سهل، خاصة إن الموساد تصطاد قيادات الحرس الثورى على كل المستويات باستمرار منذ سليمانى وحتى الآن، دون أى اعتراض إيرانى أو روسي؟!، أم هل قلق الإسرائيليون من الربط الروسي بين محاولة اغتيال بوتين، ومحاولة اغتيال رئيسي، مما تتضرر بسببه العلاقات الروسية الإسرائيلية المتوترة أساسا بسبب التقاربين الروسي الإيرانى والإسرائيلي الأوكرانى.

كل الاحتمالات مطروحة، وبالتأكيد إسرائيل لا تريد إغضاب السعودية المتردد معلومات عن التواصل فيما بينهما خلال الفترة الأخيرة بشكل كبير بوساطة أمريكية لتحقيق تقارب معلن، رغم تعدد التقاربات غير المعلنة.

وبالمناسبة، نتنياهو في حالة مذرية داخليا وخارجيا، ونصر كبير كاغتيال رئيسي، حتى لو كان مجرد استهداف غير قاتل للرئيس الإيرانى أو معنوى، كما حدث مع الاستهداف الأوكرانى لبوتين، كان سيتحول لمكسب كبير لنتياهو، المنتقد أساسا حتى من دائرة حلفاءه، لعدم الرد بشكل مناسب من وجهة نظرهم على هجمات المقاومة الفلسطينية، بخلاف الهزة الكبيرة لوضعيته السياسية على خلفية مذبحة القضاء الإسرائيلي المصر عليها هو وحلفاءه من الصهيونية الدينية والقومية، والمفارقة إن إبن الشاه الإيرانى الراحل كان في زيارة مطولة لإسرائيل منذ أيام، أحيا خلالها ذكرى الهولوكوست وقيام الكيان الإسرائيلي.

المهم إننا أمام مشهد معقد من مشاهد الشرق الأوسط الجديد المثيرة، المؤهلة لحرب عالمية بمعنى الكلمة، وكان من الضرورى محاولة فك طلاسمه بشكل أو آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى