عبد الله يسري يكتب راثيا: كبير الياوران الأسبق اللواء أ.ح.د محمود خلف.. البوصلة
وسقط نجم ظل يتلألأ في سماء الوطن وقت المحن و الشدائد ، بوصلة قوية لكل من أراد أن يقرأ الواقع وتحدياته .
صوت في الحق ويد لا تلين ، نموذج للإنضباط والإحترام والتواضع والجدعنة..
إنه اللواء ا.ح.د / محمود خلف …ابن مصر البار و كبير الياوران في عهد الرئيس مبارك وقبلها كان قائد اللواء ١١٦/مش ميكا في سيناء _ والذي أشرف أن أديت به خدمتي العسكرية و كرمت به بعد ٢٣عاما من تأديتي خدمتي العسكرية هناك _ وهو لواء مقاتل كان له دور عظيم في حرب أكتوبر ٧٣ ،،،
كان ضيفا في وقت الرخاء للحديث عن حرب أكتوبر قبل يناير 2011 ، و ضيفا كذلك في وقت الشدة في السنة النحسة التي حكم فيها الإخوان مصر ، وماحدث فيها من توترات وأحداث لن ينساها المصريون..،
سأله الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما كان وزيراً للدفاع في إحدى الندوات التثقيفية في مسرح الجلاء ،ماهي أهم التهديدات التي تواجه الدولة المصرية ؟؟ فقام وكان يجلس في الصف الثالث أو الرابع في منتصف القاعة ، وأجاب….،نبرة صوته تبعث في النفس القوة والاطمئنان و الشموخ والدقة والسيطرة ، وهذا بالضبط ما كان يصل لمشاهديه عبر الفضائيات الإقليمية خاصة ،،،
عرفته أستاذا ومعلما ، نرجع له وقت الغمة وانعدام الرؤية ،ليجيب ويوضح ويشرح ويفسر ويطمئن…، كان دائم الترحاب بشخصي الضعيف في مكتبه في أكاديمية ناصر العسكرية العليا في مبنى القيادة ، وقد شهد سلاح الحرس الجمهوري في عهده طفرة كبيرة على كل المستويات ومازال تلامذته وأبناؤه بطول مصر وعرضها يمثلون نماذج مضيئة من عسكريين و مدنيين.
واليوم تقف مصر كلها لله خاشعة لله وهي تودع ابنها البار ، متدثرا بعلمها والذي لطالما وقف هو وحياه ودافع عنه هو والذين معه من رجال القوات المسلحة البواسل ..
بسم الله الرحمن الرحيم ، “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، ومابدلوا تبديلا “.صدق الله العظيم.
عزائنا لأسرته وذويه و كل أبناءه من رجال الحرس الجمهوري وكل العارفين لفضل هذا الرجل ….،،،،،،
إنا لله وإنا إليه راجعون.