fbpx
معرفة

هل يؤثر “التوقيت الشتوي” على صحتنا؟

خلال أيام تبدأ الكثير من الدول حول العالم العمل بالتوقيت الشتوي، حيث سيتم تأخير الساعة بواقع 60 دقيقة.

وأشار الخبراء إلى أن تغيير الساعة أو ما يعرف بالتوقيت الشتوي يؤثر على صحة وسلوك الأشخاص دون دراية منهم.

كيف يؤثر التوقيت الشتوي على صحتنا؟

يمتلك الإنسان ساعة بيولوجية وهي تعني الساعة الداخلية في الجسم التي تنظم الإيقاعات اليومية وتعرف بالإنجليزية (Circadian Rhythms)، حيث أن هذه الإيقاعات تتضمن التغيرات الجسدية، والسلوكية، وتبدل الحالة العقلية والتي تستمر لمدة 24 ساعة، وتستجيب بشكل أساسي للضوء والظلام في البيئة التي يتواجد فيها الكائن الحي.

وتوجد الساعة البيولوجية الرئيسية في الدماغ، وهي تتكون من آلاف الخلايا العصبية التي تساعد على مزامنة وظائف الجسم وأنشطته، أي تنظيم أنشطة الجسم في أوقات معينة، مثل، وظائف الجسم خلال ال24 ساعة كالنوم والاستيقاظ، وكذلك الوظائف التي تستمر لأكثر من 24 ساعة مثل الدورة الشهرية عند النساء.

علاوة على التحكم في النوم والاستيقاظ فإن الساعة الداخلية في الجسم تتحكم بوظائف أخرى على مدار 24 ساعة مثل:

درجة حرارة الجسم.

جهاز المناعة.

وقت الشعور بالجوع.

وبسبب الساعة البيولوجية تنتج بعض المشاكل الصحية والسلوكية المرتبطة بالتوقيت الشتوي تنتج عن تسببه في اضطراب الساعة البيولوجية للجسم، والتي تنظم دورة النوم والاستيقاظ.

ويتسبب هذا الاضطراب في زيادة الشعور بالتعب والإرهاق، ويمكن أن يؤدي النوم المضطرب أيضاً إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وفي دراسة أجريت عام 2019 من قبل باحثين في كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام، تم فحص تأثير اضطرابات النوم على أمراض القلب لدى الفئران، وجدت الدراسة أنه بعد 16 أسبوعاً، طورت الفئران التي تعطلت دورات نومها بشكلٍ ما ترسبات دهنية في الشرايين بشكل أكبر مقارنة بالفئران ذات أنماط النوم الطبيعية.

كما كان لدى الفئران التي تعاني من نقص النوم ضعف مستوى خلايا الدم البيضاء في الدورة الدموية، وكميات أقل من الهيبوكريتين، وهو هرمون يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم حالات النوم والاستيقاظ.

كما أظهرت الأبحاث أيضاً زيادة في حوادث السيارات عند تغيير التوقيت إلى الشتوي أثناء محاولة السائقين التكيف مع تغيير الوقت.
ويمكن أن تؤدي ساعات الظلام المتزايدة إلى انخفاض الحالة المزاجية والاكتئاب لدى بعض الأشخاص، فضلاً عن التعب وآلام العضلات وضعف العظام بسبب نقص فيتامين “د ” الذي يحصل عليه الجسم من التعرض لأشعة الشمس.
ويعاني بعض الأشخاص أيضاً من الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) نتيجة لقصر الأيام، وفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية.

وتشمل أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي انخفاض الحالة المزاجية المستمر، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية العادية، والشعور باليأس أو الذنب، والنوم لفترة أطول من المعتاد.

وتقول هيئة الخدمات الصحية البريطانية إن نقص ضوء الشمس قد يمنع جزءاً من الدماغ يسمى “المهاد” من العمل بشكل صحيح، وهو ما قد يؤثر على إنتاج الميلاتونين (هرمون النوم) والسيروتونين (هرمون السعادة).

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى