كل حاجة لها أكثر من زاوية وتفسير وتحليل.. الأمر الذي يبدو لك مبهج وسبب فرح وسرور من الممكن أن يكون سبب تعاسة وشقاء للبعض الآخر.
يرجع ذلك إلى الزاوية الأخرى للرواية، ما تراه انت من وجهة نظرك شر.. قد يكون خير من جانب آخر، وأقرب مثال على ما أقول، ان ما يحدث في العالم من حروب ودمار.. انت تراه شر مطلق وهو كذلك بالفعل ولكن هناك من يراه نصر مبين.
ما يحدث على أرض الواقع من عمران وبناء في كل مكان في مصر يراه البعض تعمير وتطور وتحديث للبنية التحتية للدولة ويراه البعض الآخر تدمير وضياع حقوق أشخاص وقروض بلا فائدة.
نستنتج من ذلك أن رؤيتك للأمور قد لا تكون الأفضل أو الصحيحة.. تحليلك وتفسيرك لما يحدث ليس ضروريا أن يكون هو الحق.. هو مجرد رؤيتك من زاويتك انت فقط، قد تكون الصورة أكبر وأعمق، وانت لا ترى إلا ما ظهر أمامك منها.
وهنا لا اطلب منك تبني وجهة نظري أو وجهة نظر أي شخص.. فقط ابحث عن الصورة الكاملة الواضحة الشاملة للموضوع قبل أن تحكم إذا كنت ما تعتقده خيرا أم شرا.
ما يحدث حاليا أن كل فرد يظهر إعجابه بالكلام أو الأخبار التي تتماشى وتتوافق مع وجهة نظره، حتى لو كانت غير حقيقية، وهنا يبرز دور الإعلام الذي يوجه نظرك وعقلك لزاويته الخاصة المتوافقة مع توجهه.. نفس الحدث ونفس الأشخاص لو تابعت قراءة المشهد أو التعليق عليه على وسائل إعلام مختلفة ستجد رؤية مختلفة وتفسير متناقض، وخير مثال على ذلك ما يحدث في غزة ولبنان على حد السواء، قد تراه انت نصر لطرف على حساب طرف آخر وأراه من وجهة نظري أرواح تزهق مع كل تهليلة للحرب وتصفيق لما يحدث.. آلاف المدنيين يموتون بلا هدف، فلا هم اختاروا الحرب ولا استشارهم أحد فيها.. فجأة بدون مبررات وجودا أنفسهم مجرد رقم في عداد القتلى.
هنا فقط ألفت انتباهك إلى أن زاويتك لرؤية الصورة قد تكون في الاتجاه الخاطئ.