من هو كير ستارمر الذي أعاد حزب العمال إلى السلطة في بريطانيا بعد غياب 14 عام؟
استقبل الملك تشالرز الثالث بقصر بيكينجهام اليوم كير ستارمر لتعيينه رئيسا لوزراء المملكة المتحدة خلفا لريشي سونالك.
حيث قاد كير ستارمر حزب العمال إلى فوز ساحق في الانتخابات العامة البريطانية 2024.
وصل ستارمر إلى رئاسة حزب العمال قبل أربع سنوت خلفاً لجيريمي كوربن، وعمل على التحول بدفة الحزب من خط كوربن الذي مثل أقصى اليسار لجعله أكثر وسطية من جديد، من أجل أن يصبح أكثر قابلية للانتخاب من الناخبين في المملكة.
ستارمر قبل السياسة
ولد ستارمر عام 1962 في لندن ونشأ في مقاطعة ساري، في الجنوب الشرقي من إنجلتر.
كثيراً ما ردد ستارمر أن جذوره متوغلة في الطبقة العاملة، فقد كان والده يعمل بالخراطة في أحد المصانع، بينما عملت والدته ممرضة.
وكانت الأسرة من أشد المؤيدين لحزب العمال، واختارت له أن يحمل نفس اسم أول زعماء العمال وهو كير هاردي الذي كان من عمال مناجم الفحم.
عاش ستارمر حياة عائلية مضطربة، يقول عن والده إنه كان رجلاً بارداً يريد أن يظل بعيداً، عن والدته، وأنها عانت معظم حياتها من داء ستيل، أحد أمراض المناعة الذاتية، الذي أقعدها بالنهاية وجعلها لا تقوى على المشي والكلام، ثم اضطر الأطباء إلى بتر ساقها.
في سن السادسة عشرة، انضم إلى كوادر الشباب بالفرع المحلي لحزب العمال في منطقته، كما قام لفترة من الوقت بالكتابة والتحرير في مجلة “البدائل الاشتراكية”.
كان ستارمر أول فرد في عائلته يرتاد الجامعة، حيث درس القانون في جامعتي ليدز وأكسفورد البريطانيتين، ثم عمل كمحامٍ متخصص في شؤون حقوق الإنسان.
خلال تلك الفترة من حياته، كافح لأجل إلغاء عقوبة الإعدام في بلدان أفريقية و منطقة البحر الكاريبي.
وترافع أيضاً في قضية شهيرة في التسعينيات، عن اثنين من الناشطين البيئيين بعدما اختصمتهم سلسلة مطاعم معروفة الوجبات السريعة، ماكدونالدز، بتهمة التشهير.
في عام 2008، تولّى ستارمر منصب رئيس النيابة العامة، ثم صار رئيساً لدائرة النيابة العامة وخدمات الإدعاء العام الملكية البريطانية.
بقي في ذلك المنصب حتى عام 2013 ثم حصل على لقب فارس في العام التالي.
انتخب كير ستارمر كنائب في البرلمان البريطاني في مرحلة غير مبكرة من حياته، عندما كان في الخمسينيات من عمره، بعد مسيرة مهنية لامعة كمحامٍ.
ومع ذلك، كان لديه اهتمامٌ سياسي واضح وكان لديه أيضاً نزعة يسارية متطرفة في شبابه.
