إكتشاف تاريخي لأول مقبرة من عصر الدولة الوسطى بـ “العساسيف”
متابعة: بسنت عماد
كشفت بعثة أثرية مصرية ـ أمريكية مشتركة بمشروع ترميم جبانة جنوب العساسيف الستار عن أول مقبرة من عصر الدولة الوسطى، تحتوى على 11 دفنة مغلقة لم تفتح من قبل لرجال ونساء وأطفال، بالإضافة إلى مجموعة من اللقى الأثرية الفريدة، وذلك خلال أعمال التنظيف الأثرى للرديم فى الجزء الجنوبى من سطح مقبرة «كاراباسك» من الأسرة الـ25.
أبرز مقابر الدولة الوسطى
وأوضح د.محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنها مقبرة عائلية كانت تستخدم لعدة أجيال خلال الأسرة الثانية عشر وبداية الأسرة الثالثة عشر.
و قال: “قد يثبت هذا الاكتشاف أن العساسيف هي واحدة من أبرز مقابر الدولة الوسطى في طيبة القديمة، مما يلقي الضوء على ممارسات وعادات الدفن في المنطقة خلال تلك الحقبة”.
كما أشار إلى أن العديد من التوابيت الخشبية واللفائف الكتانية تدهورت بسبب أضرار الفيضانات على مر القرون، ومع ذلك ظلت العديد من القطع الأثرية المصنوعة من مواد مرنة في مكانها، مما يحافظ على صورة حية لتقاليد الجنائز في الدولة الوسطى.
وأوضح د.هشام الليثي، رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار، أنه من أبرز المكتشفات قلادة فريدة مكونة من 30 خرزة أسطوانية الشكل من حجر الأماتيست مع خرزتين أسطوانيتين من العقيق يحيطان بتميمة على شكل رأس فرس النهر.
أدوات تعكس صورة الإلهة حتحور
وأشارت د.كاثرين بلاكني، رئيسة البعثة الأثرية من الجانب الأمريكي، إلى أنه عثر داخل اثنتين من هذه الدفنات على مرايا من النحاس إحداها ذات مقبض على شكل زهرة اللوتس، وأخرى بتصميم نادر لوجه الإلهة حتحور بأربعة وجوه تظهرها كامرأة ذات ملامح صارمة.
وأضافت أنه عثر أيضا على مائدة قرابين مربعة الشكل مع حافة منخفضة وقناة مياه فى المنتصف محاطة بنقوش بارزة لرأس ثور ورغيف خبز وقرابين أخرى.
مرايا نحاسية.. اكتشافات مهمة
كما تم اكتشاف مرايا نحاسية، بما في ذلك مرآة بمقبض على شكل زهرة اللوتس وأخرى مزينة بأربعة نقوش لوجه حتحور. وتقدم هذه المرايا، إلى جانب تمثال خصوبة من الخزف مزين بأكثر من 4000 حبة من الطين يعتقد أنها تمثل تسريحات الشعر القديمة، نظرة ثاقبة على المعتقدات الدينية والتقاليد الجمالية في المملكة الوسطى.
من بين الاكتشافات المهمة الأخرى سبائك نحاسية، وطاولة قرابين مربعة عليها نقوش على شكل رأس ثور، وأرغفة خبز، وقناة مياه، يُعتقد أنها لعبت دورًا حيويًا في الطقوس الجنائزية.
إستمرار الحفر
واشارت د.كاثرين بلاكني، رئيسة البعثة الأثرية ، إلى أنه ستستمر الحفائر لكشف المزيد عن أسرار هذه المقبرة.