مصر تنشئ مصنع للدواء في غينيا الاستوائية لتغطية احتياجات السوق والتصدير لدول الجوار
متابعة: بسنت عماد
ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وتيدورو أوبيانج، نائب رئيس جمهورية غينيا الاستوائية، اليوم، في مقر الحكومة بالعاصمة الإدارية، جلسة مباحثات مُوسّعة تم خلالها استعراض سُبل تعزيز التعاون في مجموعة من الملفات ذات الاهتمام المشترك. .
وفي مستهل المباحثات، تقدّم رئيس الوزراء بالتهنة لتيدورو أوبيانج بمناسبة إعادة تعيينه نائبًا لرئيس جمهورية غينيا الاستوائية.
غينيا تتبرع بـ500 ألف يورو
وأعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تقديره لإعلان غينيا الاستوائية عن تبرع بقيمة 500 ألف يورو لأهالي قطاع غزة عبر الهلال الأحمر المصري؛ للتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية الكبيرة التي يعاني منها سكان القطاع.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي استعداد الدولة المصرية لدعم مجالات التعاون الاقتصادية والأمنية مع جمهورية غينيا الاستوائية، عبر إيفاد خبراء مصريين إلى مالابو لدعم تطوير منظومة الأمن الداخلي.
وأعرب رئيس الوزراء عن تطلعه لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين مصر وغينيا الاستوائية واستعداده لدعم توقيع صفقات تجارية لتوريد المنتجات الغذائية بأنواعها المختلفة، بما يُسهم في زيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.
مشروعات البنية التحتية
كما أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن رغبته في أن تقوم حكومة غينيا الاستوائية بإسناد المزيد من مشروعات البنية التحتية إلى شركة المقاولون العرب في مالابو، وخاصة مشروعات محطات المياه، ومحطات الصرف الصحي والطرق وذلك عبر تقديم التسهيلات اللازمة لعمل الشركات المصرية الخاصة في غينيا الاستوائية، مؤكدًا في سياق متصل دعم مصر لاستكمال مشروع مصفاة البترول في العاصمة مالابو التي يتم إنشاؤها من خلال تعاون حكومة غينيا الاستوائية مع كل من شركة “بيتروجيت” و”المقاولون العرب”.
وأكد رئيس الوزراء استعداد الحكومة المصرية للتعاون مع غينيا الاستوائية في تنفيذ المقترح الخاص بإنشاء أكاديمية للدبلوماسية في مالابو بدعم من الخبرات الدبلوماسية المصرية، وتسيير خط طيران بين القاهرة ومالابو، وكذلك استعداد الحكومة لدراسة تأجير وزراعة أراض في غينيا الاستوائية من قبل الشركات المصرية لزراعة المحاصيل ذات الأولوية، فضلًا عن تعاون الجانب المصري في تنمية وتطوير قطاع السياحة في غينيا الاستوائية.
إنشاء مصنع للدواء في غينيا
ورحّب الدكتور مصطفى مدبولي بالتعاون المشترك لإنشاء مصنع للدواء في غينيا الاستوائية، لتغطية احتياجات السوق المحلية والتصدير إلى دول الجوار، مُعربًا عن استعداد الحكومة كذلك لإبرام صفقات تجارية في مجال الدواء مع غينيا الاستوائية، وكذلك التعاون في مجال الرعاية الصحية من خلال توفير المستلزمات الطبية بأسعار مناسبة للمستشفيات الحكومية في البلد الأفريقي الشقيق.
وأعرب رئيس الوزراء عن ترحيب مصر باستقبال أي من مواطني غينيا الاستوائية لتلقي العلاج الطبي في المستشفيات المصرية بأسعار تنافسية مقارنة بنظيراتها العالمية.
وأشاد الدكتور مصطفى مدبولي بالمشروع الذي تتبناه غينيا الاستوائية الخاص بإنشاء عاصمة إدارية جديدة، مُعربًا عن أن الحكومة المصرية مستعدة لتبادل الخبرات اللازمة حول هذا المشروع، كما أن الشركات المصرية على أتم الاستعداد لتحقيق هذا الحلم لشعب غينيا الاستوائية الشقيق.
بدوره، تقدّم تيدورو أوبيانج، نائب رئيس جمهورية غينيا الاستوائية، بالشكر لرئيس الوزراء على حفاوة الاستقبال له وللوفد المرافق، مؤكدًا عمق العلاقات الوطيدة التي تربط بين القاهرة ومالابو، قائلًا: “مصر بلد شقيق ونموذج محوري للتضامن والتعاون الأفريقي”.
وفي سياق متصل، أعرب “أوبيانج” عن تقديره الشديد للدور المهم والمحوري الذي تلعبه مصر لدعم الاتحاد الأفريقي؛ بما يسهم في إحلال السلام والرخاء في القارة السمراء.
كما توجّه بالشكر للدولة المصرية لمجهوداتها لحفظ الأمن وحرصها على إحلال السلام في القارة الأفريقية وفي منطقة الشرق الأوسط.
وأكد “أوبيانج” رفض بلاده لما يحدث للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما يحدث من أعمال قصف وقتل بحق المدنيين العُزل في القطاع، مؤكدًا أن غينيا الاستوائية تُدين هذه الممارسات بشدة، داعيًا كل دول العالم لمواصلة دعمها للشعب الفلسطيني وحقه في أن يكون له دولة مستقلة.
وأشاد نائب رئيس جمهورية غينيا الاستوائية بما رآه في العاصمة الإدارية الجديدة من إنجازات مهمة تحققت خلال فترة قصيرة، مؤكدًا أن هذا الإنجاز “يمنحنا مزيدا من الطاقة والأمل والإرادة لأن نحذو حذو هذه التجربة وأن يكون لدينا نماذج مثيلة”.
وفي هذا السياق، طلب “أوبيانج” تعاون الحكومة المصرية في إنشاء مكتب مشترك لمساعدة بلاده في إعداد التصميمات والاستشارات الهندسية اللازمة الخاصة بإنشاء مشروع العاصمة الإدارية الجديدة في غينيا الاستوائية، قائلًا: نرغب في بناء عاصمتنا الجديدة على غرار العاصمة الإدارية في مصر، ونتطلع لدعم مصر في ذلك، كما نتطلع لافتتاح مقر سفارة جديدة هنا في العاصمة الإدارية الجديدة”.
وتوجّه بالشكر للمجهودات غير المسبوقة التي تبذلها الشركات المصرية في غينيا الاستوائية وعلى رأسها شركة المقاولون العرب التي تنفذ عددًا من مشروعات البنية التحتية في البلاد داعيًا الشركات المصرية إلى الاستثمار في غينيا الاستوائية وعقد شراكات مع نظيراتها في بلاده.
كما طلب دعم مصر في مجال تصنيع الدواء لما لمصر من تجارب ريادية في هذا المجال، كما طلب الاستفادة بالتجارب المصرية للقضاء على الأمراض والأوبئة مثل تجربة القضاء على فيروس سي.
تعاون أكاديمي بين مصر وغينيا الاستوائية
وأشاد “أوبيانج” بمذكرات التفاهم والاتفاقات التي تم توقيعها اليوم بين الجانبين بما في ذلك توقيع اتفاق بشأن الإعفاء المُتبادل من شرط الحصول على التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والمهمة، وتوقيع مذكرة تفاهم تهدف إلى توسيع روابط التعاون الأكاديمي بين مصر وغينيا الاستوائية، لاسيما في مجال تدريب وإعداد الدبلوماسيين، فضلًا عن توقيع مذكرة تفاهُم في مجال التعاون الأمني والتبادُل المنتظم للخبرات، بين وزارة الداخلية المصرية، ووزارة الأمن القومي بغينيا الاستوائية.
كما أعرب عن تطلعه لدعم مصر في تنمية وتطوير قطاع السياحة في غينيا الاستوائية لما لمصر من خبرات كبيرة في هذا المجال.
كما طلب قيام الجامعات المصرية بتقديم المزيد من المنح في التخصصات المختلفة للطلاب من جمهورية غينيا الاستوائية.
وقدّم “أوبيانج” دعوة رسمية للدكتور مصطفى مدبولي لزيارة غينيا الاستوائية، وهو ما رحّب به رئيس الوزراء وأكد تطلعه للقيام بهذه الزيارة بما يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والانتقال بها إلى آفاق أرحب.