شحاتة زكريا يكتب: مصر بين التحديات والطموحات.. إرادة أمة لا تعرف المستحيل
تمر مصر بمرحلة فارقة في تاريخها الحديث مرحلة تتشابك فيها التحديات المحلية والإقليمية والدولية، لتضع البلاد في اختبار صعب يحتاج إلى وحدة الصف ورؤية واضحة، ولكن رغم تعقيد المشهد وكثافة الضغوط تثبت مصر يوما بعد يوم أنها قادرة على مواجهة ما يبدو مستحيلا بفضل قيادة واعية وشعب واعٍ يتمسك بأمل البناء والتقدم.
في ظل الظروف الراهنة لا يمكن إنكار أن التحديات التي تواجهها الدولة ضخمة وغير مسبوقة.. أزمات اقتصادية عالمية ألقت بظلالها على مختلف الدول صراعات إقليمية تزيد من حالة عدم الاستقرار، وأوضاع داخلية تحتاج إلى المزيد من العمل والجهد. ومع ذلك لم تتراجع مصر عن مسارها الإصلاحي ولم تتوقف عجلة التنمية، بل زادت سرعتها في مختلف المجالات.
ما يميز التجربة المصرية هو الإصرار على تحقيق التوازن بين الإصلاح الاقتصادي والتنمية الاجتماعية.
مشروعات البنية التحتية التي تغير وجه الحياة في المدن والقرى والبرامج الاجتماعية التي تسعى لتحسين جودة حياة المواطنين ليست مجرد خطوات آنية لكنها استثمارات طويلة الأمد في مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا.
التحديات التي تواجه مصر لا تقتصر فقط على الأوضاع الداخلية بل تمتد إلى القضايا الإقليمية التي تؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي.
أزمات مثل الصراع في غزة والتوترات في السودان وليبيا وتعنت إثيوبيا في قضية سد النهضة جميعها تتطلب قيادة ذات رؤية استراتيجية وقدرة على التعامل مع الأزمات بمرونة وصرامة في آنٍ واحد.
وسط هذه الأجواء يمكن أن نستشعر قوة الدولة المصرية من خلال استعداداتها للمستقبل.
إنشاء مقر القيادة الاستراتيجية في العاصمة الإدارية الجديدة ليس مجرد مشروع إنشائي بل خطوة تعكس رؤية متكاملة لإدارة الدولة في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية.
هذه القيادة لا تخص القوات المسلحة فقط بل تشمل مؤسسات الدولة كافة، لتكون نموذجا في التخطيط والتنفيذ المتكامل.
ورغم التحديات هناك إشارات واضحة على أن مصر تسير في الاتجاه الصحيح. مؤسسات التمويل الدولية بدأت تعكس ثقتها في الاقتصاد المصري، وهناك مؤشرات إيجابية على التعافي الاقتصادي. بالطبع الطريق ليس سهلا لكن النجاحات الصغيرة التي تتحقق يوما بعد يوم تعزز الإيمان بأن الغد سيكون أفضل.
لكن يبقى الرهان الأكبر على الشعب المصري نفسه، وعي الشعب وثقته في مؤسساته هما الضامن الحقيقي لاستمرار التقدم.
مصر ليست مجرد دولة تواجه تحديات بل أمة تصنع مستقبلها بإرادة صلبة. الإرادة التي ظهرت في أصعب اللحظات ونجحت في تجاوز ما كان يبدو مستحيلا ستظل هي السلاح الأقوى في مواجهة أي تحدٍ قادم.
إن اللحظة الراهنة تحتاج إلى التفاف الجميع حول هدف واحد.. بناء دولة قوية قادرة على الصمود والتقدم. هذا ليس وقت الشكوى أو التراجع بل وقت العمل الجاد والإيمان بأن كل مصري يمكن أن يكون جزءا من هذا الحلم الكبير.
مصر على الطريق الصحيح والطموحات أكبر من التحديات، والمستقبل لمن يؤمن بحقه في التقدم والازدهار.