الانتخابات الرئاسية التركية هذا العام 2023.. هي الأولى من نوعها في تاريخ تركيا أن لا يتم حسم الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى
تابع العالم كله خلال الفترة السابقة الانتخابات التركية عام 2023، وما تلاها من تبعات. وربما ترجع أهمية هذه الانتخابات لمكانة وقوة الدولة التركية التي تعتبر دولة آسيوية أوروبية. شرق أوسطية إسلامية عضوا في حلف الناتو.
عدد سكانها. 85 مليون منهم 15مليون كردى ، وتعتبر من القوى الأربع الكبار في المنطقة مع مصر وإيران وإسرائيل، ويكفي أنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي توجد فيها قاعدة عسكرية تابعة لأمريكا يوجد بها عدد. 50 قنبلة نووية .
ورغم تفكك الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو فما زالت لتركيا نفس الأهمية بين دول حلف الناتو نظرا لموقعها الجيوستراتيجي بين دول الشرق الأوسط ومواجهة باقي دول العالم.
وجاءت هذه الانتخابات التركية هذا العام 2023 لتكون انتخابات رئاسية. رقم 13 في تاريخ تركيا وانتخابات البرلمان التركي، والتي تجري حاليا طبقا للدستور التركي الجديد كل خمس سنوات، وجاءت نسبة المشاركة للشعب التركي بنسبة 87%. في الجولة الأولى. من بين 64 مليون ناخب منهم 3 مليون ناخب خارج تركيا، وهي نسبة عالية الحضور للانتخابات بين معظم دول العالم.
نظرا أن هذه سمة الشعب التركي أنه يقبل دائما على صندوق الانتخابات. بكل طوائفه، حتى أن الشاب التركي يكون سعيد عندما يصل لسن 18 عام لأنه سيكون له بطاقة انتخابية .
وجاءت الانتخابات الرئاسية التركية هذا العام 2023، لتكون الأولى من نوعها في تاريخ تركيا، أن لا يتم حسم الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى، وتضطر تركيا. لإعادة الانتخابات الرئاسية في الجولة الثاتية بين رجب طيب أردوغان وكمال كليتشدار أوغلو إلى في جولة ثانية، حيث حصل رجب أردوغان على 52% وكمال كليتشدار أوغلو على 47.9%.
وفي هذه الجولة، كان حضور الناخبين 82% بنسبة أقل بالطبع، من الجولة الأولى التي كانت 87%، وهو أمر شائع في الانتخابات في كل دول العالم التي تكون فيها نسبة المشاركة للجولة الثانية أقل من الأولى.
ولقد تركزت نتائج الانتخابات في أن المدن العلمانية مثل إسطنبول وإيطاليا وأضنة وأنقرة وديار بكر ومناطق الأكراد كلها، قد صوتت لصالح كليتشدار أوغلو.
أما الأغلبية من المدن الإسلامية والمدن التي تعرضت لزلزال قد أعطت أصواتها إلى أردوغان، لذلك كانت أهم أسباب فوز رجب طيب أردوغان. بالرئاسة. هو اعتماده أولا على أصوات الإسلاميين في تركيا، ثم أصوات المدن التي تعرضت للزلزال بسبب زيارة أردوغان المتكررة لهما، ومتابعة وصول المعونات التي كانت تصل لهم من الدول الأخرى.
كذلك، ساعدت كاريزما أردوغان. أن تحقق له شعبية كبيرة خاصة بين الشباب الجدد المسموح لهم بالتصويت، كذلك نجح أردوغان بضم أصوات المرشح سنان أوغان الذي حصل في الجولة الأولى على 5% من الأصوات، لذلك قام معظم من صوتوا له في الجولة الأولى بإعطاء أصواتهم لأردوغان في الجولة الثانية.
كذلك حصل حزب الحرية والتنمية الذي يرأسه أردوغان على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية، وهذا أعطى له إضافة في التصويت في الانتخابات في الجولة الثانية ولعل الشعب التركي يذكر أن أردوغان هو الذي أعاد آية صوفيا، لكي يكون جامع مرة أخرى، بل أن أردوغان قام بالصلاة في هذا المسجد يوم الجمعة، وقام ليعلن بعد الصلاة أنه سيدخل الانتخابات الرئاسية القادمة.
أما أسباب خسارة كليتشدار أوغلو، فأعتقد أنه لم يقدم خلال حملته الانتخابية خطة للتنمية الاقتصادية. واكتفى طوال حملته الانتخابية بالهجوم على أردوغان.
ركز على مشكلة خروج اللاجئين السوريين من تركيا، كما إنه ضم أحزاب المعارضة كلها له في الجولة الثانية، ومنهم من كان ضد الأكراد، الأمر الذي منع معظم الأكراد من الإدلاء بأصواتهم. في الجولة الثانية لصالح كليتشدار أوغلو.
وتأتي في النهاية كاريزما هذا الرجل، الذي هو أقل بكثير من خصمه أردوغان، لذلك كنت أعتقد لو أن أكرم أوغلو رئيس بلدية اسطنبول، هذا الذي دخل مرشحا من الأحزاب الستة في هذه الانتخابات، كان من المحتمل أن يكسب أمام أردوغان، خاصة انه سبق أن تفوق على خصمه في انتخابات إسطنبول، الذي كان مرشح فيها أردوغان، لدرجة أنه قام بإعادة فرز الأصوات.
ولما جاءت النتيجة لصالح أكرم أوغلو أعاد الانتخابات مرة أخرى ولم يحدث هذا من قبل في تاريخ الانتخابات في تركيا.
ونجح أكرم أغله باكتساح. حتى أن جريدة الجارديان البريطانية علقت على ذلك بأنها كانت. صفعة لم يشهدها أردوغان من 16 عام .
وجاءت انتخابات البرلمان لكي تحسم من الجولة الأولى على 600 مقعد، حصل فيها حزب العدالة والتنمية على 322 مقعد، وأحزاب المعارضة. 212.
و رغم حصول حزب أردوغان على الأغلبية، إلا أنه لم يحقق الأغلبية الحاسمة التي تحقق له التصديق والموافقة على مطالب الرئيس وهذا يعني ضرورة أن يتحدث مع أحزاب أخري لضمان الأغلبية الحاسمة.
وكانت المفاجأة هذه المرة.
حصول 50 سيدة على مقعد من مقاعد حزب العدالة والتنمية، هي إضافة جديدة ستحسب للرئيس أردوغان في هذا المجلس.
وهنا يتساءل الجميع، ما هو المطلوب من أردوغان بعد تحقيقه هذا الفوز واعتقد أن المهمة الأولى هي محاولة إقناع خمسة وعشرين مليون ناخب، قام أصحابها بإعطاء أصواتهم، إلى. كليتشدار أوغلو بالطبع هم رافضون لأردوغان، لذلك عليه محاولة استمالتهم حتى لا يحدث تصدع في الشارع التركي.
ثانيا أن يصل لحل مشكلة البرلمان للحصول على أغلبية حاسمة .. وثالثا وضع خطة اقتصادية لتركيا في الفترة القادمة يحقق فيها ما حققه في ولايته الأولى ليتجنب المشاكل الاقتصادية القادمة.
وعلى المستوى الدولي نجح أردوغان في الأيام الأولى بعد الاتصال مع الرئيس السيسي على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع مصر، كذلك نجح في طلب طائرات F16 من الولايات المتحدة، بينما طلب جو بايدن منه الموافقة على قبول السويد في حلف الأطلنطي.
ويأتي السؤال من الجميع، هل سيظل أردوغان في الفترة القادمة على علاقة متقاربة مع روسيا كما كان في الماضي ، وفي هذه الحالة قد يخسر الولايات المتحدة تماما في ولايته الجديدة أم سيقوم بإصلاح الأوضاع ويعود مرة أخرى ليكون عنصرا فاعلا في حلف الناتو ويعتبر روسيا العدو لحلف الناتو.
كذلك، ينتظر الأتراك ما سيقدمه للمناطق التي تأثرت بالزلزال، وهل سيستمر في بناء مدن جديدة لهم، أم كانت وعود انتخابية لن ترى نور. وتظل مشكلة اللاجئين السوريين عائقا كبيرا في المرحلة القادمة، حيث يهدف إلى تهجير مليون لاجئ سوري من خلال بناء مدينة جديدة لهم في شمال سوريا. بين أكراد سوريا، بهدف تغيير الخريطة الديموغرافية لمشكلة سكان سوريا بوضعهم بين الأكراد، الأمر الذي لن يوافق علية الأكراد ولا سوريا، ولا حتى الولايات المتحدة التي تشجع وجود الأكراد في شمال سوريا. خاصة إنهم ساعدوا أمريكا في. القضاء على داعش
عموما، ستكون الانتخابات التركية عام 2023 نقطة تحول جديدة في تركيا نحو خمس. سنوات قادمة في وجود أردوغان.