خاص من روما: علي عرافية
ضمن إنفرادات بوابة الجمهورية الثانية، التي تترقبونها بالتأكيد، في إطار مشاركتنا في صناعة الأخبار، لا الاكتفاء بمتابعتها فقط، بتقارير خاصة جدا من داخل وخارج مصر، من سوريا وهولندا والصين وفلسطين التاريخية ومصر بكل محافظاتها.
نحلل لكم معلوماتيا من إيطاليا الفجيعة الإنسانية التي غرق فيها عدد غير محدد من المهاجرين غير الشرعيين وسط تعتيم أوربي وإيطالي ويوناني بالذات، حيث إن هذا المركب الكبير كان يقل حوالى ٦٠٠ شخص، ولم يعلن عن إنقاذ سوى ١٠٦ شخصا فقط، لكن في المقابل لم يتم الإعلان إلا عن غرق حوالى ٨٠ شخص فقط، وهذه أرقام كاذبة.
التقديرات تباينت بأن المركب كان عليه من ستمائة إلى سبعمائة وخمسين نفسا بينهم مائة طفل على الأقل، وغرق المركب قبالة السواحل الإيطالية واليونانية.
سبعة وأربعون من الناجين جنسياتهم كلهم باكستانيين، وثلاثة وأربعون منهم أفارقة ومصريين، وأعلن عن نجاة عدد من المصريين، لكن لم يستدل حتى الآن على العدد الحقيقي للمصريين الذين كانوا على المركب لمقارنتهم بأعداد الناجين!
ما يعنى أن أعدادا غير قليلة، كانت جنسيتهم مصرية، ولم تعلق وزارتي الخارجية أو الهجرة والمصريين بالخارج حول ذلك.
المركب أبحرت من السواحل الليبية في تجاه إيطاليا للرسو على أحد شواطئها الجنوبية، لكن جذبها التيار تجاه جنوب غرب سواحل اليونان.
تم رصد المركب من وحدة جوية بحرية تابعة للاتحاد الأوروبي لمراقبة السواحل الجنوبية ظهر أول امس الثلاثاء، والأبناء تفيد أنهم تواصلوا مع اللاجئين واستفسروا منهم عما إذا كانوا بحاجة للتدخل وأنهم رفضوا ذلك!
منذ أيام قليلة، كشفنا في تقرير سابق ، وقبل أن تقع كوارث، ومنها الكبيرة التي نحن بصددها، كشفنا عن أن إيطاليا قد قررت خفض نشاط عمليات المراقبة والإنقاذ على امتداد سواحلها الجنوبية وهذا من شأنه أن يؤدى إلى مزيد من كوارث الغرق.
وبالطبع، هذا له علاقة بالتيار اليميني الذى وصل للحكم منذ شهور، وهو ضد المهاجرين بالمرة، ولم تعلق أية قوة دولية على ذلك الأمر وخطورتها، رغم رصد انتشار عمليات تهريب المهاجرين غير الشرعيين من مختلف الجنسيات ومنها المصريين ، عبر ليبيا وتونس.
حسب تلك الأنباء الخطيرة، فأنه من الوارد جدا أن وحدة المراقبة الجوية البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي ، والتي رصدت المركب قبل غرقه بثمانية وأربعين ساعة ،والتقطت صورا له من الجو ظهر، نرفقها مع التقرير الانفراد.
والصور المرفقة توضح مدى تكدس المئات من المهاجرين على سطح المركب، في حين أن طوله البالغ بين خمسة وعشرون وثلاثون مترا فقط، ولم تقدم الوحدة الأوربية التي رصدته قبل غرقه بيومين تقريبا مساعدة، فقط سألوهم، وردوا عليه بنفي غير واقعى.
لكن هذه الوحدة فعلت ما عليها روتينيا، وأخبرت مقر قيادة الإنقاذ برصدها للمركب وإفادة القيادة بتقييمها لخطورة الوضع واحتمالات تعرض المركب للغرق بمن عليه ،ومن المحتمل أن القيادة قد تجاهلت ذلك ولم تتخذ أية إجراءات بالدفع بسفن الإنقاذ على وجه السرعة لإنقاذ المركب من الاخطار المحدقة به.
بناء على ذلك يتوجب على الأمم المتحدة ولجنة حقوق الإنسان التابعة لها أن تطالب فورا بإجراء تحقيق دولي لكشف ملابسات الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه بتهمة الإهمال العمدى الذى تسبب في وقوع الكارثة الإنسانية.
وتصوروا أن إيطاليا للتهرب من المسئولية ، وتحميلها اليونان فقط، ترفض حتى الاهتمام بتغطية الحدث، ولا توجد هيئة أوربية تحترم من راحوا في هذه الكارثة الإنسانية بعمليات إنقاذ حقيقية، أو حتى تعامل ما بعد الحادث بالقدر الكافي، رغم إمكانيات هذه الدول الكبرى..رحم الله الراحلون والذين كانوا يحلموا بمستقبل أفضل، فراحوا فجأة وابتعهم المتوسط.
ووفق آخر التحديثات الخبرية المعلوماتية فإن السلطات اليونانية قالت إن الحصيلة مرشحة للارتفاع، في واحد من أسوأ حوادث الغرق على الإطلاق.
وأعلن جهاز خفر السواحل اليوناني أن مركب الصيد الذي كان يحمل الضحايا انقلب في المياه الدولية قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية، وأضاف أن عملية الإغاثة الضخمة بدأت منذ الأربعاء.
وتواصلت عمليات البحث خلال اليومين الأخيرين، بعد أن أفادت السلطات اليونانية أن ناجين أكدوا لها أن عدد الركاب لا يقلّ عن 750 شخصا.
وقال أليكسيو، المتحدث باسم خفر السواحل نيكولاوس، في تصريح لشبكة “اي ار تي” إن المركب “بطول ما بين 25 و30 مترا. المتن كان مكتظا ونعتقد أنّ الداخل كان كذلك أيضا”.
وأعلنت السلطات اليونانية ثلاثة أيام من الحداد الوطني في البلاد، بعد مأساة الهجرة الهائلة التي وقعت أمس في البحر الأيوني قبالة البيلوبونيز، والتي لقي فيها ما لا يقل عن 79 شخصا مصرعهم، لكن لا يعرف العدد الحقيقي والذى يقارب ال٦٠٠ غريق، لأن العدد الكامل للمهاجرين على المركب يصل ل٧٥٠ نجا منهم ١٠٦ فقط.