متابعة: فريد حمزة
بعد اجتماع مطول، نتطلع أن يكون نموذجا للتعامل بين المسؤولين والمواطنين أصحاب المصلحة، وبمبادرة من بوابة الجمهورية الثانية، طمأن اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد المستحقين في المرحلتين الثانية والثالثة بمشروعات التعاونيات في المحافظة المتعطلة منذ حوالى 8 سنوات، بتخصيص 17 فدان في جنوب منطقة الحى الإماراتى، لهيئة التعاونيات، لإقامة أكبر عدد من الوحدات السكنية عليها، واتخاذ اللازم بخصوص ذلك.
نقاش مفتوح
المحافظ أصدر تعليماته لفريق عمله خلال الاجتماع وبعد مناقشات مستفيضة مع ممثلين عن المتضررين بأحدى قاعات اجتماعات المحافظة، باتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة لبدء المشروع، ووعدهم ببذل كل الجهود، لتخصيص أراضي جديدة، لبناء المتبقي من الوحدات، خاصة إن ما لديه من أراضي داخل الحيز العمراني بالمحافظة، لا يستوعب عدد الوحدات المطلوبة، ودعاهم للتدخل لدى النواب لمساعدته ليتدخلوا لدى الجهات المختلفة لنقل ولاية أراضي إضافية من هذه الجهات، لتسريع إنجاز باقي الوحدات.
التنفيذ الفعلي بدأ
وأعلنت صفحة المحافظة على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، الخبر بالفعل، حيث أفادت أن محافظ بورسعيد اللواء عادل الغضبان خلال لقائه مع عدد من مستحقي الإسكان التعاوني أعلن عن تخصيص 17 فدان بالحي الإماراتي بجانب منطقة مساكن محمد مهران لبناء وحدات سكنية للمستحقين من مشروع الإسكان التعاوني.. وبالفعل التقي المحافظ اللواء وليد البارودي رئيس الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان، بمقر الهيئة في محافظة القاهرة، بعد ساعات من انتهاء لقاء الغضبان مع مستحقي التعاونيات ببورسعيد، لمناقشة الخطوات التنفيذية لتخصيص الـ17 فدان، ونورد تفاصيل هذا اللقاء في متابعة تالية.
الحل المرحلي
ورحب أغلب المتضررين بالحل المرحلي وسط تشكيكات البعض، خاصة مع طول فترة الاستحقاق وتأخر المشروعات واختيار أماكن قريبة من الإسكان الإجتماعي وقريبة من خارج الحيز العمراني، وشددوا على المحافظ أن يكمل الطريق معهم، لأنهم في أوضاع صعبة للغاية، أثرت على حياتهم الأسرية والمهنية، وهم يتعاملوا معه بصفته أب لهم، واشتكوا لهم من متاعبهم الحياتية، التى تتعاظم عليهم لدرجة أثرت بشكل كبير على أبناءهم وأسرهم.
وطالبوه بضرورة تنفيذ هذا القرارات بسرعة، لأن الروتين وأمور أخرى تطيل الأمر، ويكفي سنوات طويلة ضاعت من عمرهم.
خلفيات المشكلة
وأوضح الغضبان، خلال شرح خلفيات المشكلة لهم إن أزمات الإسكان والعشوائية متجسدة في المحافظة، حتى قبل أن يتسلم مهام عمله، وهذه الأزمة بالذات موجودة من قبل مجيئه للمنصب، لكنه أصر على حلها بالتنسيق معكم ومع الجهات المختصة، لكن الدعاوى القضائية التي رفعها بعض مشترى كراسات الشروط، وضعت إطارا محددا للتعامل.
القرعة المرفوضة
تم توفير 3 الاف وحدة سكنية خلال المرحلة الأولى، وقدم عليها 14 الف، لذلك تحملت المسؤولية ووسعت المشروع حتى يحصل كل متقدم على وحدة، وكان من الممكن أن نعقد قرعة وننهي الأمر على ال 3 آلاف وحدة، لكنني تعاملت معكم على إنكم أبنائي وهذا حقكم.
وقال للمحافظ أحد المتضررين، أنا كمواطن ليا حق، فرد عليه الغضبان حقك طبعا، بس لازم أتكلم عن إمكانياتي، مطلوب منى 50 الف وحدة ، منها 36 الف تعاوني، فماذا أفعل؟ أنا أطلعكم على كل شيء.
“إحنا أولى”
وأوضح المحافظ، اشتريت عمارات من الإسكان ب109مليون جنيه، فرد عليه متضرر إحنا كنا أولى من العمارات الآيلة للسقوط.. كنت سكنا ،فقال له المحافظ دي التزامات، والمسؤول وصاحب المشكلة قدام بعض أهوه، قاعدين قدام بعض عشان نحل، وده كله عشان الصورة اللي بتنقل غلط، انا عايز اخدمكم، لكن الإمكانيات محدودة، وأكمل المحافظ، ولو أقدر أديكم عنيا أديكم، ومش هاتمشوا من هنا إلا وأنتو مجبورين الخاطر، عشان انت قاعد مع رقم واحد من المحافظة.
وأوضح المحافظ، تكاليف البناء تضاعفت وهذا واضح من المراسلات، وتواصلت مع وزير الإسكان.
الفرص الضائعة
وعدد المحافظ للمتضررين، ما عرض عليهم من فرص ورفضوها، ومنه النسور والأمل
وقلتم ماتناسبناش لأنها بديل عشوائيات، وده مش صحيح، هناك حوالى 6 الاف متقدم في المرحلتين الثانية والثالثة يعنى عايزين 100 فدان، وبحثنا مع النواب، جابوا لي حوالى عشرة أفدنة فقط، وهيئة التعاونيات، خصصت 4 الاف شرق بورسعيد، وقلتوا لا، وأكد أن الأرض اللي انتو عايزينها وتبقي تبع المحافظة أنا هاخصصها حالا، مش كل حاجة المحافظ، هاجري أنا وانتو والنواب عشان نحل الأزمة دي، فصفقوا له.
الورقة بمليون جنيه
وأشار المحافظ، أن من حصل على أوراق الوحدات التعاونية يبيعها بمليون جنيه، فهل أسحبها ولا إيه؟
وقالت مروة من المتضررين، إحنا مش بنلومك على التعويم والأراضي اللي ماتسلمتش ، وقلت لن يضار أحد، وكلنا استلمنا 11 الف كراسة، وإحنا إتظلمنا بسبب اللي بيبعوا الايصالات، ووثقنا في كلامكم ، أول 3الاف كان المفروض يستلموا في 2019..ياريت الأراضي اللي اتسحبت ترجع، عشمنا في اللي معاه الكراسة ويستحق داخل الحيز العمراني يأخذ حقه، وصبرنا حوالى عشر سنين بسبب ظروفنا الأسرية.
حق المحافظة والتنازل عنه
وأوضح المحافظ إن المحافظة تنازلت عن حقها في قيمة المشروع وقدره 25% من أجل دعمكم وتقليل النفقات عليكم، وأنا رجعت الأرض بعدما اتسحبت من الهيئة.
وقال متضرر آخر، معظمنا شغالين مدرسين وفي الاستثمار، والأسعار والإيجارات غالية جدا علينا في الشقق المؤقتة الموجودين فيها، وعفشنا إتكسر من كتر النقل، وفي ناس ماتت، وناس اتطلقت بسبب طول الأزمة وتعليق الحياة.
مظاهرات
وقال آخر، الناس بتوع الإسكان الإجتماعى عملت مظاهرات واحتجاجات وقت القلق، إنما إحنا قلنا لاء هانقدر الظروف ، ودول استلموا وإحنا لاء!
الإيجارات المرتفعة
وقال متضرر آخر، أنا هانزل للمرة الرابعة من شقتى بسبب الإيجارات المتعالية ، والعفش بيتكسر ، وانا بشرك حضرتك معانا في أزمتنا لأنك أب لينا
والمحافظ رد ، كان نفسي أدخل مشروع عواصم المدن حتى تزيد إمكانياتنا ، لكن الحكومة رأت إننا لا نحتاجها وهناك من يحتاج أكثر، ومنحونا مدينة جديدة، مشيرا إلى إن الخطط الاستراتيجية مش من عندى.
معاناتي مع صاحب البيت
وقال له متضرر آخر خلال حوارات متبادلة بين المحافظين والمتضررين بمنتهى الحرفية، أنا عندي تلات بنات، وصاحب الشقة المفروشة، مرضاش يسجل لي، وانا صرفت ٣٠٠ ألف في المفروش، ومش قادر أصرف على بناتي.
إحنا بنتكلم عن 8 آلاف أسرة، والله سبت الدبلة لصاحب الشقة عشان ألحق أسجل في الإجراءات، وعايش دلوقتي على مساعدات أهلي، وأوضح للمحافظ أن مشروعات الأمل والنورس ب 300 ألف جنيه و700 ألف جنيه، وأنا ماقدرش أدفع، ومراتي تدريب من غير أجر في المحافظة، وشغال في المطعم بـ200 جنيه يومي، الإيجار 3 ألف جنيه، وأنا أعلى من ناس كتير معايا، وناس استلمت من سني.
تصنيف الأولويات
المحافظ رد صنفنا الأولويات حسب المعايير التي تعرفونها، والقضايا عطلتنا، لأننا لازم ننفذ الأحكام، وقال لهم سأوفر لكم 17 الف فدان في الحى الإماراتي وسأقوم بتخصيصها للتعاونيات، وتحدد هي كم عدد الوحدات السكنية، لكنها لن تستوعب ال6 آلاف وحدة كلهم، وسنصدر كراسة شروط جديدة.
فرفض المتضررون فكرة الكراسات الجديدة، مؤكدين إنها تنهى الأقدمية وتضيع كل العمر، ورد متضرر آخر، والله إحنا مقهورين قدام ولادنا.
الإخوان السبب
ورد المحافظ، بتحملنا فوق طاقتي ليه
التعاونيات كانت مسؤولة، والإخوان وروطونا من خلال أكرم الشاعر في المشروع ده، عشان يجملوا صورتهم على حساب الدولة.
الأراضي المتاحة
وبعد استعراض الأراضي المتاحة في المحافظة من خلال استعراض مسؤولة التخطيط العمراني بالمحافظة، م. نرمين، عبر خريطة للمحافظة موضحة لكل الأراضي التي يدور الحديث عنها، تم الاتفاق على السعي لنقل الولاية من الجهات المختلفة للمحافظة.
حصر ال3 آلاف وحدة
وطالب المتضررون بحصر الوحدات الباقية من ال3 الآف، كما نصحهم النواب، فقرأ لهم المحافظ بالأرقام ما تم فيها بالظبط، واتضح إنها انتهت تقريبا.
المتابعة
ويتابع الجميع المشهد للوصول لحل لمشكلة مزمنة، بأسلوب حل مختلف، والمحافظ شدد على اتخاذ الإجراءات الخاصة بـ17فدان، مع ضرورة تواصل الحاجزين مع النواب للحصول على أراضي أخرى من خلال نقل ولاية الأراضي، خاصة أن المحافظ عندما طلب تدخل مجلس الوزراء، فمنحوه أراضي ووحدات خارج الحيز العمراني.
