نسرين طارق تكتب: مجانا..
في البداية كل سنة وانتم طيبين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.. ربنا يجعله شهر خير وبركة للجميع بإذن الله.
عايزين نفكر سوا.. ايه الحاجة اللي ممكن اعملها أو اقدمها للناس مجاناً؟
قبل ما تجاوب على السؤال.. ركز.. أي حاجة هتعملها محتاجة وقت ومجهود.
كتير واحنا بناخد لفة في السوشيال ميديا بنلاقي إعلان عن ورشة عمل في مجال ما مجاناً.. أو كورس مجاني.. أو أي حاجة مجاناً.
أو مثلا فيديوهات اليوتيوب والتيك توك.. ناس بتصور فيديوهات بغض النظر عن محتواها.. انا بتكلم في فكرة الوقت والمجهود المبذول في ان الفيديو ده يظهر للناس.
ليه الحاجات دي مجانية.. وهل هي مجانية بالفعل؟
لو عرفت الاجابة قبل ما تكمل المقال تبقى “برنس”.
في قاعدة لازم تحطها في دماغك “مفيش حاجة ببلاش”..
يعني ايه.. يعنى الناس اللي بتابعهم على اليوتيوب بياخدوا مني فلوس! ولا ورش العمل اللي ببلاش دي هيلموا فلوس في اخر الورشة!
بالطبع لأ.. الموضوع مش بيمشي كده.. الموضوع أكبر من لم الفلوس.. الموضوع تجميع بيانات وبيعها.
- بيانات ايه اللي انت بتتكلمي عليها؟
بيانات حضرتك.. اسمك وسنك ورقم تليفونك وعنوانك وبلدك واهتماماتك ووظيفتك وغيره من البيانات.
- هو انا مهم أوي للدرجة دي علشان يهتموا بجمع بياناتي؟
من غير زعل عزيزي القارئ انت لشخصك مش مهم.. انت مجرد رقم في منظومة البيانات.
- أنا كده قلقت.. لما انا مش مهم بيجمعوا بيانات ومعلومات عنى ليه؟
المعلومات بتتجمع علشان يعمل قاعدة بيانات ويقسم الناس على حسب السن والنوع والاهتمامات والوظايف وغيره من التقسيمات.
وبعد التقسيم يبيعوا البيانات دي للشركات.. واللي بتقدر من خلال البيانات دي توصلك اعلان المنتجات اللى بتتوافق مع اهتماماتك وسنك وهكذا.
انت مش مجرد رقم واحد.. حسب سنك انت في قائمة خاصة بسنك وحسب نوعك انت في قائمة تانية وحسب مكان اقامتك انت موجود في قايمة ثالثة.. وهكذا انت رقم في قوايم تصنيفية كتير على حسب انت بتعمل ايه وسنك وعنوانك ودراستك وغيره وغيره من المعلومات اللي انت بتقدمها مجاناً.
ده بخلاف الإعلانات اللي كلنا عارفين انها لما بتظهر على فيديو ان صاحب الفيديو واخد فلوس مقابل ان الاعلان يظهر خلال المحتوى اللي بيقدمه.
المنشور اللي مكتوب عليه مجاناً.. تأكد تماما انه مش مجانا.. احنا قولنا قبل كده مفيش حاجة ببلاش.
في النهاية علشان الشعب كله صايم مش هطول عليكم.. اللي” مجاناً” هو انت وبياناتك ووقتك.. كلمة مجاناً هي الفخ اللي بنقع فيه كلنا.