fbpx
تقارير

“بين الانقسامات والسياسة العالمية.. ماذا يعني فوز ترامب لأمريكا والعالم؟

إعداد: محمد صلاح

عاد ترامب إلى البيت الأبيض بعد فوز مثير وتاريخي في الانتخابات الأمريكية 2024، حيث أصبح الرئيس الثاني في تاريخ الولايات المتحدة الذي يفوز بولاية ثانية غير متتالية بعد غروفر كليفلاند الذي فاز بنفس الطريقة في عام 1892.

ويأتي هذا الفوز وسط انقسامات داخلية وصراعات دولية وإقليمية، أبرزها الحرب الدائرة في الشرق الأوسط بعد السابع من أكتوبر 2023. فكيف سيتعامل ترامب مع كل هذه التحديات؟

أسباب فوز ترامب

1. الخطاب العفوي والشعبوي: استطاع ترامب أن يعيد صياغة رسائل بسيطة ومؤثرة تصل إلى شرائح واسعة، خاصة في المناطق الريفية بالولايات التي فاز فيها. ركز على “عظمة أمريكا” ومعالجة مشكلات الطبقة العاملة، مما جعله يحقق شعبية كبيرة بين هذه الفئات.

2. النجاحات الاقتصادية: خلال ولايته السابقة قبل جائحة كورونا، نجح ترامب في تعزيز الاقتصاد الأمريكي. وعد بإعادة الصناعات إلى الداخل، تخفيف الضرائب، وجذب رجال الأعمال، وهو ما ساهم في زيادة شعبيته.

    3. استغلال الانقسامات الثقافية: ركز على قضايا مثيرة مثل الهجرة والإجهاض، ما منحه دعمًا كبيرًا من المحافظين، لكنه في الوقت ذاته، فاقم الانقسامات داخل المجتمع الأمريكي.
    التحديات المرتقبة.

    رغم تلك النجاحات، فهناك توقعات بآثار سلبية قد تظهر نتيجة لوعوده، مثل زيادة الديون والانعكاسات السلبية على العلاقات العرقية، إضافة إلى معركة قضائية مع الحقوقيين بشأن قوانين قد تؤثر على حقوق المرأة.

    لكن التحديات الأكبر ستكون على الساحة الدولية، خصوصًا في العلاقات مع روسيا والصين، والعلاقة المعقدة مع الشرق الأوسط بعد أحداث 7 أكتوبر 2023 (طوفان الأقصى).

    العلاقات الدولية

    روسيا والصين

    من المتوقع أن تستمر الحرب التجارية مع الصين، مع فرض مزيد من العقوبات على الشركات الصينية الكبرى، بهدف الحد من الهيمنة التكنولوجية الصينية. أما مع روسيا، فالعلاقة ستكون معقدة، حيث سيحتاج ترامب إلى التعاون في بعض الملفات، لكنه سيواجه ضغوطًا داخلية لمواجهة تدخلاتها في أوكرانيا وتهديداتها للمصالح الأمريكية.

    الشرق الأوسط

    الإرث الذي تركه بايدن في المنطقة يشكل تحديًا حقيقيًا لترامب، خصوصًا بعد التصعيد الكبير في غزة ولبنان عقب 7 أكتوبر 2023. ترامب، المعروف بدعمه المطلق لإسرائيل، من المتوقع أن يزيد من تزويدها بالأسلحة والمساعدات الدفاعية، خاصة فيما يتعلق بـ”القبة الحديدية”. هذا قد يعقد جهود السلام في المنطقة ويزيد من حدة الصراع مع إيران، مما قد يدفع الولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها العسكري في الخليج العربي، مما يهدد بتصعيد الصراع إلى حرب إقليمية قد تكون ذات تداعيات عالمية.

    في النهاية، فوز ترامب يفتح فصلاً جديدًا مليئًا بالتحديات. يذكرنا بأن السياسة لعبة دائمة التغير، تحتاج إلى توازن دقيق بين القوة والمرونة. هل ستتمكن أمريكا من مواجهة هذه اللحظة بحكمة، أم ستقع في فخ الانقسامات؟ الأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت هذه المرحلة ستشكل بداية جديدة للأمة أم ستظل أعباء الماضي تلاحقها

    مقالات ذات صلة

    زر الذهاب إلى الأعلى