تلقينا خبر عودة شركة النصر للسيارات بفرحة عارمة، وكأنه عيد جديد لمصر كلها، شركة النصر الأولى من نوعها في صناعة السيارات المصرية، والتي كانت تصنع سيارة مصرية اقتصادية قوية، وثق فيها المواطن المصري، وكان يقتنيها بمنتهى الفخر.
ومنذ عدة أيام عندما أعلن رئيس الوزراء عودة الشركة مرة أخرى للإنتاج، ولكن؛
لم تكن عودة عادية ولا مجرد عودة لصناعة سيارات الملاكي فقط، بل أصبحت الشركة تنتج أسطولا من الاتوبيسات والميني باصات والسيارات العادية والكهربائية، بل وصل الأمر بأن صرح الدكتور خالد شديد، الرئيس التنفيذي لشركة النصر لصناعة السيارات، أن مصنع «4» لإنتاج سيارات الركوب تبلغ مساحته 40 ألف متر مربع أي 10 أفدنة، وهو الأضخم في القارة الإفريقية والمنطقة، وطاقته الإنتاجية بعد الانتهاء من تركيب خطوط الإنتاج ستكون بمعدل سيارة كل 6 دقائق، وما يقرب من 10 سيارات في الساعة.
لدرجة أن رواد مواقع التواصل وبعض الصحفيين، لم يصدقوا جملة: “انتاج سيارة كل 6 دقائق” حتى تأكدوا من التصريح الرسمي لمدير شركة النصر.
وبمنتهى البهجة والفخر كمواطن مصري شعرت أن الأمل يبعث من جديد بعد أن قام المارد من جديد وأعلن عن نفسه ليس كمجرد شركة لتجميع السيارات فحسب، بل قالها بعلو صوته سأكون الأول في افريقيا وبمكون محلي يتخطى 70%.
هنا توقفت وانتابتني غصة أليمة؛
ماذا لو عاد ماسبيرو من غفوته وقام النمر من جديد وانطلق دون توقف؟!
ماذا لو عاد ماسبيرو في حلته المتطورة واطلق برنامجاً جديداً كل 6 دقائق؟!
ماذا لو دخل ماسبيرو من جديد مضمار السباق الإعلامي بمكونات وأدوات مبدعة وخلاقة وشبابية ليس لها مثيل؟!
كلما مررت من أمام هذ الصرح العظيم، تنهدت وانا أتذكر أيامي التي قضيتها بالعمل فيه، واناديه ألم يحن الوقت، وتنفض كل ما حل بك وتعلن عن قوتك الكامنة، وتقتلع كل جذور الإهمال والبيروقراطية.
هذا الصرح العظيم الذي لم ولن يمكنني وصفه في هذه السطور ولا حتى في عدة كتب، نحن ياسادة أمام صرح ألهم العالم العربي بأكمله وعلمه وأثر في وعيه، وقاد الفكر والثقافة والفن والحركة الإعلامية إلى آفاق لم يكن لها حدود آن ذاك.
شبهته بالنمر لإن النمر لو أراد أن يفعل، فلن يستطيع أيقافه أي مخلوق، فهو يتحرك كي ينفذ هدفه دون توقف.
نعم يستطيع أن يطلق برنامجاً جديداً كل 6 دقائق، بل وكل دقيقة لو أراد ذلك.
ياصديقي مصر مليئة بالمواهب والمبدعين يولدون كل ثانية، بمختلف المواهب والأهداف الخلاقة، كل ماعليك فقط، أن توظفها وتضع لها هدفا واضحا وحقيقيا، ونحن في عصر الديجيتال والمنصات الرقمية، وهو معدل طبيعي لأن تنتج كل عدة دقائق معدودة موهبة جديدة وحلقة جديدة.
وأقولها بلا أدنى مبالغة، لو تم التخطيط كما فعلت شركة النصر ونفذت وبدأت في صمت، حتى استيقظ المصريون في يوم السبت الموافق 16 نوفمبر 2024، وتفاجئوا ببدء الانتاج الحقيقي أمام أعينهم.
فتخيل لو أن المصريون استيقظوا على عودة ماسبيرو في حلته الجديدة فجأة وهو يضخ برامجه الجديدة ووجوهه الشابة النضرة صاحبة الطلة الأنيقة المؤثرة، وكلهم يختارون كلماتهم بمنتهى الدقة لكي تصيب الهدف مباشرة داخل منتصف عقل المتلقي، ويستعيد الجمهور المصري هويته المصرية ووعيه الذي غاب لعقود، وبدأ المصريون في الاحتفال بعيد جديد وهو عيد عودة ماسبيرو بقنواته ومنصاته الرقمية المتطورة، وخطته في الاستحواذ على أكبر شريحة من الجماهير ليست المصرية فقط بل على مستوى الشرق الأوسط، ثم تتوالى النجاحات، وبرغم تأخره قليلا في مضمار السباق إلا أنني على يقين تام أنه قادرٌ على أن يصبح الأول دون أن تستطيع أي منصة أخرى اللحاق بما يقوم به من تخليق مبدع وثري وإنساني للأمة كلها.
فهل يا ماسبيرو فرج قريب وعودة حميدة نحتفل بها، وهل نتفاجئ ونستيقظ على هذا اليوم ونشعر بنفس إحساس القوة والنجاح عند انطلاق اثير الاذاعة المصرية واول مرة عند انطلاق البث التلفزيوني، وأول مرة عند انطلاق القناة الفضائية المصرية؟
عندي أمل لا يكل ولا يمل أن ماسبيرو سيعود أقوى مما كان، ويبقى هو الصرح الإعلامي المصري الأعظم على الإطلاق.